قصة عائلة سعودية توفي بعض أفرادها في تفجيرات مطار أتاتورك
منذ صباح يوم الأربعاء الموافق لشهر يونيو حزيران الحالي، بدأت الصحف بنشر قصص الجرحى والضحايا في انفجارات مطار أتاتورك. ومنهم من ودع صديقه إلى الأبد، وآخرون فقدوا أشقاءهم، وكان البعض يحاول مساعدة الجرحى ولكنهم أصبحوا ضحايا التفجير الثاني.
قصة طاهر المالكي
لم يتخيل راكان المالكي أن وداعه لخاله طاهر، البالغ من العمر 43 عاما، سيكون وداعا نهائيا. ولم يتوقع العائلة السعودية أن قضاء عطلة العيد في تركيا سيتحول إلى مأساة تودي بحياة الأب والابن. كانت العائلة قد حزمت حقائبها يوم الثلاثاء وسافرت من مكة إلى إسطنبول، تحديدا إلى مطار أتاتورك. أراد الأب، الذي يعمل مدرسا في إحدى مدارس مكة، أن يجعل عيد هذا العام مميزا برفقة زوجته وأربعة أبنائه، وفقا لما صرح به راكان، ابن أخته.
حالة قلق و حزن
يقول راكان المالكي إنه عند سماع خبر هجوم الانتحاريين في مطار أتاتورك، توجهت أعين الأسرة فورا إلى عقارب الساعة، لأن التفجير حدث في نفس وقت وصول طائرة خاله. وانتظر الجميع تفاصيل الهجومات المتتابعة في إسطنبول، وبدأت الشبكات الاجتماعية في نشر صور وأخبار الضحايا الذين فقدوا حياتهم في الهجوم. واعتمد راكان على هذه المصادر للوصول إلى أخبار عائلته.
بعد مرور 4 ساعات، تمكن راكان من الوصول إلى ابنة خاله البالغة من العمر 19 عاما، التي نقلت إلى أحد مستشفيات إسطنبول وكانت تعاني من جروح طفيفة. أخبرته أن حالة والدتها حرجة بسبب إصابتها بشظايا في البطن، وأنها خضعت لعملية جراحية بسبب هذه الإصابة. قد نصحه أصدقاء خاله بعدم السفر إلى إسطنبول، خاصة بعد أن حجز تذاكر الطيران قبل أكثر من شهرين، ولكنه قرر قضاء العطلة في هذه المدينة التي سمع الكثير عنها ولم يزرها من قبل.
العائلة في مشافي إسطنبول
تم نقل أفراد العائلة الذين كانوا في المطار عند وقوع التفجير لإسعافهم على عجل إلى عدة مستشفيات، مما حال دون إمكانية راكان للتأكد من سلامتهم جميعا في وقت التفجير. واستيقظ صباح يوم الأربعاء 29 يونيو، حيث أبلغته السفارة السعودية في تركيا بأن خاله قد توفي. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى وصلهم خبر وفاة والدهم، وكان عمره لا يتجاوز 17 عاما. أضاف أيضا أن زوجة خاله نجت هي وابنتها ريناد وبتال البالغة من العمر 5 سنوات، وجواد البالغ من العمر 12 عاما.
بدايات جديدة
وعند الرجوع إلى حساب الأب السعودي في تويتر نجد أن آخر تغريدة نشرها كانت يوم 27 يونيو قبل سفره، ويقول فيها: `لا يستطيع أحد أن يعود للوراء لكي يغير من البدايات، ولكن أي كان يستطيع أن يبدأ اليوم لكي يصنع نهايات جديدة`. والجدير بالذكر أن سفير المملكة لدى تركيا صرح في وقت سابق أن المملكة تنسق مع القنصلية في إسطنبول لمتابعة الوضع الصحي للمصابين من الجنسية السعودية من أجل تقديم كل أنواع الرعاية لهم علما أنه بلغ عدد القتلى منهم 6 سعوديين.
المصارع الدولي التركي
لقي المصارع التركي سيركان تورك حتفه في التفجير الثاني عندما حاول أن يسعف احد الجرحى بسبب التفجير الثاني فأصبح يبحث عمن يساعده لكنه فارق الحياة قبل أن يصل للمشفى. و الجدير بالذكر أن رسالته الأخيرة هي الدعاء له بأن يكون شهيدا و يعد تورك احد الناشطين في حزب العدالة و التنمية.
غولتشان بهادر
غولتشان بهادر التي توفيت كذلك و كانت تعمل في المطار فنشرت قبل وفاتها على صفحتها على فيسبوك “لم أحارب طيلة حياتي، لا من أجل نفسي ولا من أجل الحصول على ما أريد، ولا حتى ضد الظلم، لم أحارب ليس لعدم امتلاكي القوة، لكنني أقاوم لأن الحرب لا فائز بها إنما هناك خسائر نتذكرها وتظلّ عالقةً في الأذهان”.
نسأل الله أن يرحم الضحايا ويصبر أهلهم ويعوضهم عن مصابهم، وأن يتقبلهم من الشهداء في هذا الشهر الكريم.