تتميز تركيا بكثرة مدنها وضواحيها الجميلة، حيث تمتزج فيها ثلاثة عناصر تجعلها واجهة سياحية مهمة جدا. فهي تجمع بين التراث التاريخي والعمارة والطبيعة الساحرة والموقع الفريد، مما يجعلها واحدة من أهم المدن العالمية للسياحة. يمكن الاستمتاع بكل هذا في شمال شرق تركيا، حيث توجد العديد من الأماكن المخصصة للترفيه والاستمتاع بالطبيعة والتاريخ معا. من بين أشهر مدن شمال شرق تركيا، تبرز مدينة بايبورت Bayburt، التي تطل على البحر الأسود وتحتضن ثلاث مدن رئيسية، ومن بينها باييورت التي تطل على نهر تشوره (Çoruh). كانت المدينة مركزا هاما على طريق الحرير القديم وقد زارها ماركو بولو وأوليا جلبي (Marco Polo and Evliya Celebi) .
من أهم ما يميز المدينة وجود بقايا لقلاع العصور الوسطى لا تزال قائمة إلى اليوم تشهد زيارة عدد من السياح من محبي الآثار القديمة والمعالم السياحية القديمة التاريخية، ايضًا هنالك العديد من المساجد التاريخية التي تم بناءها فيما بعد في العصور الإسلامية المتقدمة والحمامات التركية الفخمة هي ارخص كثيرًا من الموجودة في اسطنبول والمدن التركية الأخرى ايضًا يوجد عدد من المقابر والمواقع الأثرية والأغرب على الإطلاق عجائب Çatalçeşme الواقعة تحت الأرض و شلال Sirakayalar وعدد من المواقع التاريخية التي جعلت المدينة مقصد للسياح من كل مكان .
تاريخ واسم المدينة:
تعود أصول اسم المدينة إلى العصور البيزنطية، وهو اسم مستمد من اللغة الأرمنية في العصور الوسطى، وبالإنجليزية يعرف باسم Baydbert. يستشف الاسم هذا من الاسم القديم Ambatavan. تقع مدينة بابيورت في وسط هضبة نهر تشوره، وهي جزء من الهضاب المفتوحة بين طرابزون وارضروم. يقال إن المدينة تأسست في الأصل من قبل شعب القزم واستقر فيها حتى غزوها من قبل السيمريين في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم احتلتها الفرس والبونتوس والرومانيون وأخيرا البيزنطيون والمملكة الأرمنية، حتى فتحها الأتراك السلاجقة وحكمها الدولة الصفوية، ثم الأتراك العثمانيون. كانت المدينة تطل على قلعة الأرمن في القرن الأول قبل الميلاد، وظلت المدينة محصنة بواسطة الإمبراطور جستيان، وازدهرت في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر بسبب طريق التجارة بين طرابزون وبلاد فار .
بعد انتهاء الحكم العثماني في المدينة، أصبحت بابيورت مركزا حتى تم تدميرها عام 1553 من قبل الصفويين. وبعد ذلك، احتلتها روسيا وقاموا بتدمير التحصينات والقلاع حتى تم هدمها بشكل كامل عام 1829 بعد الحرب العالمية الأولى. سكنها الأرمن بعد ذلك. تم إيلاء اهتمام متزايد لشمال تركيا مؤخرا، وتم تضمين مدينة بابيورت ضمن تلك المدن بسبب معالمها السياحية التاريخية، وأحد أهم تلك المعالم هي عجائب Çatalçeşme تحت الأرض. يسعى وزارة الآثار التركية لإدراجها في قائمة التراث الإنساني والعالمي التابعة لليونسكو، وذلك لزيادة الإقبال السياحي على المواقع التراثية في المدينة .
من بين المعالم البارزة، توجد قلعة بابيورت التي تقف على صخور شديدة الانحدار وتقع شمال مدينة بابيورت. تم بناؤها في القرون التاسع والعاشر والحادي عشر قبل الميلاد، وتم إعادة بناؤها بالكامل من قبل الحاكم سالتوك موجيس في عام 1200 قبل الميلاد. تحمل الجدران العديد من النقوش الفنية الراقية، ولكن تم تدميرها من قبل الروس في القرن التاسع عشر الميلادي. قام العثمانيون بإعادة بناء القلعة واستمرارها حتى تدميرها من جديد عام 182 .
يستطيع الزائر في تلك المدينة أن يشاهد معالم `شطل ششمة` (Çatalçeşme) تحت الأرض ويتناول الفطور والغداء على شلال `سيراكايالار` (Sirakayalar)، وهذا الشلال ليس مرتفعا بل مستويا، وفيه عدد من المقابر والشلالات والمغامرات مثل شلال `سيراكايالار` (Sirakayalar) ومغارة `جيمجاغيل` (Çimağıl Mağarası) ومغارة `جيماغيل` (Çimağıl Mağara). وقد بنى العثمانيون فيها عددا من المساجد، وأهمها مسجد `بولور فراحشات`، وكذلك الحمامات التركية التي كانت الأساس في الوقف العثماني. وكان الرجل يبني الحمام على الطراز العثماني الفاخر ويتبرع به لله، وتأتي العامة إليه للاستحمام. ومن بين المطاعم المهمة الموجودة في المدينة، مطعم `بايبورت ياكاموز` (Bayburt Yakamoz Restaurant) ومطعم `دورومجوم – بايبورت` (Dürümcüm – Bayburt) ومطعم `جامعة بايبورت للطعام` (Bayburt Üniversitesi Food). تقدم هذه المطاعم الطعام التركي ذو الطابع العثماني الفاخر والطعام القروي البدوي المطبوخ بالطرق التقليدية. ومن أهم مميزات المدينة حركة التجارة، حيث كانت طريقا تجاريا يربط طرابزون ببلاد فارس، لذا ستجد في أسواقها العديد من المنسوجات والسجاد والمنتجات النحاسية الفاخرة. يفضل استئجار سيارة للحصول على مزيد من الخصوصية من مدينة طرابزون والوصول أولا إلى مطار طرابزون والإقامة فيها، ثم الانتقال إلى تلك المدينة بالسيارة أو في رحلة ينظمها الفندق، حيث لا توجد فنادق مميزة للإقامة فيها ..