الخليج العربي

فتوى ضرب الزوجة لزوجها تشعل تويتر

علماء الدين الكرام يلعبون دورا كبيرا في توعية الناس وإرشادهم بتعاليم الإسلام الصحيحة، حيث يمكنهم تطبيقها في حياتهم اليومية. فهناك العديد من المسائل الاجتماعية المختلفة التي يجد الكثيرون صعوبة في حلها، ولذلك يقدم علماء الدين الفتاوى المتعلقة بها لإنقاذ المجتمع من بعض الظواهر السلبية وللحفاظ على الأسرة أيضا. غالبا ما تتسبب هذه الفتاوى في جدل كبير، سواء بين العلماء أنفسهم أو بين النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يبقى قرار العلماء الكرام هو الأفضل، حيث يستند إلى معرفتهم الواسعة بالفقه والدين. ومن بين الفتاوى التي تسببت في جدل كبير في الأيام الأخيرة هي فتوى الزوجة في تعنيف زوجها والدفاع عن نفسها، وقد لاقت هذه الفتوى اهتماما كبيرا وتفاعلا واسعا من قبل النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.

فتوى ضرب الزوج للمنيع
كان لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع رأيا مهما في قضايا ضرب الزوجة لزوجها وهي من الظواهر الاجتماعية التي غزت مجتمعاتنا العربية بشكل كبير ولا أحد من الأزواج يستطيع البوح بذلك إلا في أضيق الحدود وفي نطاق معين، وقد سأله البعض عن حكم ضرب الزوجة للزوج في حالة الدفاع عن النفس ، وقد كانت رده بفتوى عدم جواز ضرب الزوجة لزوجها حتى وإن كان في حالة الدفاع عن نفسها عندما يعتدي عليها الزوج، فقد قال الشيخ عبد الله المنيع أن ضرب الزوجة لزوجها لا يجوز حتى في حالة الدفاع عن النفس، قائلاً إن هذا خلق سيئ والخلق السيئ لا يجوز ، كما استطرد حديثه قائلا إن الضرب للزوج أو للزوجة على كل حال لا يعد حلاً للإشكال، ولابد من وجود تفاهم وتعايش ما بين الجميع، أما فيما يتعلق بالضرب أو الشتم، فهذا كله سبب من أسباب هدم البيوت وتشرد الجميع سواء زوج أو زوجة أو الأبناء، ولاشك أن هذا في الواقع غير صحيح وسلوك لا يحمد من قِبل الزوج أو الزوجة ولابد من تعامل مبني على الرفق واللين .

رأي الطب النفسي في ظاهرة العنف الزوجي من الزوجة للزوج
كان للطب النفسي أيضا رأيا مهما جدا في ظاهرة ضرب الزوجة لزوجها، حيث أوضحت الدكتورة حنان عطا الله، الأستاذ المشارك في الطب النفسي بجامعة الملك سعود، أن الزوجة عندما تقدم على ضرب الزوج، يكون هناك سببان؛ إما أن تكون مريضة سادية تستمتع بضرب الزوج، أو أنها تدافع عن نفسها. وعزت ذلك إلى أن الحيوانات تدافع عن أنفسها عند تعرضها للإيذاء، وهو أمر طبيعي جدا. ولكنها لم تسمع حتى الآن عن أي زوجة ضربت زوجها

ردود مواقع التواصل الاجتماعي
أثرت فتوى الشيخ عبد الله المنيع بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق النشطاء هاشتاق #زوجك_ضربك_حرام_تضربيه الذي أثار ضجة كبيرة بين مستخدمي تويتر. وكانت آراء النشطاء مختلفة بين مؤيد ومعارض ومستنكر، لكن الفئة الأكبر كانت المستنكرة لاستخدام الضرب في العلاقة الزوجية، حيث يؤدي ذلك إلى تفكك الأسرة ولا يجوز استخدامه من أي طرف. وكانت الفئة المعارضة للفتوى ترى أن ضرب الزوج للزوجة يستدعي الدفاع عن النفس، وإلا قد يؤدي إلى قتل الزوجة بيد زوجها، وعندما لا تستطيع الزوجة الدفاع عن نفسها في هذه الحالة، تصبح كالغنم في القطيع وهذا غير مقبول.

نهاية
أعبر عن احترامي الكامل للشيخ عبد الله المنيع، فهو شخصية عظيمة تستحق كل الاحترام، ولكن هذه المرة يتحدث من وجهة نظر واحدة فقط ولن ينظر إلى الجوانب الأخرى. المرأة هي الكائن الضعيف، هي المرأة التي لم تحصل على حقوقها في المجتمع بالقدر الكافي، حتى في حياتها الأسرية. إن استخدام العنف هو أسلوب حيواني ولا يجوز التعامل به مع الزوجة، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بالتعاطف والرفق مع النساء. فلا يجوز أبدا ضربهن أو معاملتهن بسوء. جميعنا نتبع تعاليم الدين الإسلامي وعقاب الزوجة معروف للجميع، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: `واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا` (النساء 34). لذا، لا يجوز ضربهن، وإذا استطاع الزوج عدم ضرب زوجته، فلن تحدث ظواهر أخرى مثل ضرب الزوجة في الدفاع عن نفسها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى