اسلاميات

ما هو يوم العذاب الذي اصاب قوم شعيب ؟

يتحدث لغزنا هذا عن اليوم الذي حل بقوم شعيب وأصابهم العذاب

الإجابة
يعتبر عذاب قوم شعيب في يوم الظلة من أشد العذابات

نبدأ موضوعنا بالصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، ثم نتحدث عن الموضوع
ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم عذابًا لقوم شعيب من كل الأنواع المذكورة، ولا يوجد تعارض بين الآيات في هذا الشأن، حسبما ذكره ابن كثير في بداية ونهاية قصتهم

جمع الله عليهم أنواعا من العقوبات وأشكالا من البلايا والمثلات بسبب صفاتهم السيئة. فأرسل الله عليهم هزة أرضية عنيفة أثرت على حركتهم، وأصدر صوتا عظيما أخمد أصواتهم، وأرسل عليهم ظلة من النار تشتعل من جميع الجهات. ولكن الله تعالى أخبر عنهم في كل سورة بطريقة تتناسب مع سياقها وتتوافق مع مضمونها .

وقال الله تعالى‏:عندما جاء أمرنا، نجينا شعيبًا والمؤمنين الذين كانوا معه برحمتنا، وأخذت الذين ظلموا الصيحة، فأصبحوا جاثمين في ديارهم. [سورة هود: الآية 94]
توضح هذه الآية ما أصاب قوم شعيب عليه السلام من العذاب، وتتحدث عن أعمالهم وقصتهم التي جعلتهم يستحقون هذا العذاب .

وعن قوله تعالى‏:{فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم} [سورة الشعراء: آية 189]. توضح هذه الآية أن قوم شعيب كانوا أمة كافرة تعيش في أرض الأردن المعروفة باسم مدين. أرسل الله نبيهم شعيبا عليه السلام ليدعوهم لعبادة الله وحده ولا شريك له، ولكنهم كانوا يحتالون على الناس ويخفضون الموازين والأوزان. كانوا يسيئون أيضا لله ويظلمون الناس، وهذا ما يذكر في القول
قال تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلـه غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط” [سورة هود: آية 84]، إلا أنهم جمعوا بين هاتين الجريمتين، وعندما حذرهم سيدنا شعيب عليه السلام من نقمة الله عليهم وبطشه، إلا أنهم استهزءوا وقالوا: “أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء” [سورة هود: آية 87]، وحينذاك انتهى أمرهم إلى أن عاقبهم الله العقاب الشديد مستأصلا، فأخذهم الله عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى‏:ذُكِر في القرآنالكريم عن إهلاك الأمم السابقة بصفة تتناسب مع سياق كل موضع، ففي سورة الأعراف ذُكِر أنَّهم تعرضوا للرجفة فسقطوا مغمضي العينين في ديارهم، وكذلك ذُكِر في مواضع أخرى عن إهلاك الأمم بطرق مختلفة تتناسب مع ذلك السياق كل حسب حالته

كما قالوا‏:{لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} [سورة الأعراف: آية 88]، حتى أنهم أرجفوا بنبي الله شعيب عليه السلام ومن اتبعه فأخذتهم الرجفة، وفي سورة هود قال: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} [سورة هود: آية 67]، مما يبين أنهم استهزءوا بنبي الله في قولهم: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد} [سورة هود: آية 87] .

ذكر المفسرون أن يوم الظلة كانت الله جل وعلا يلقي على الناس حرا شديدا في بيوتهم ومساكنهم، وعندما اشتد الحر عليهم في بيوتهم، اضطروا للخروج إلى الصحارى المشتعلة بسبب الرمال المتطايرة وأشعة الشمس الحارقة. ثم أرسل الله سحابة ذات ظل ليريحهم، ففرحوا بها وتجمعوا تحتها. ولكن لم يكتمل فرحهم حيث تحولت المطرية إلى نار ملتهبة، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى