قصة الطفل الكفيف الذي حفظ القرآن الكريم من المذياع
أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بالكثير من النعم، مثل نعمة البصر والسمع واللمس والشم والعقل، الذي أميزنا الله عز وجل بها عن باقي المخلوقات الأخرى. فجميع هذه النعم تستوجب الشكر والحمد، وكما وهب الله سبحانه وتعالى عباده هذه النعم، فلقد حرم البعض منها ليس لمجرد حرمانهم من نعمه، ولكن لأنه أراد أن يبين حكما لأولي الألباب فعليهم أن يستوعبوها ليتمكنوا من فهمها جيدا. فالله عز وجل خلقنا جميعا من نفس واحدة، ولكنه فضل بعضنا على بعض بنعمة البصر ونحوها، وهي من أهم النعم التي يتأثر الإنسان بفقدانها، لأنها تبين له العالم. ولكن باستطاعة فاقدي البصر أن يتميزوا عن غيرهم بإنجازاتهم، فلقد حباهم الله بنعم أخرى يمكنهم الاستفادة منها. وقصة اليوم تتحدث عن طفل كفيف ولد بدون بصر، لكنه استطاع أن يستغل حاسة السمع بتوفيق من الله عز وجل، وحفظ القرآن كاملا. وسوف نعرض في مقالنا اليوم تفاصيل قصة هذا الطفل الكفيف الذي أبهر المبصرين.
قصة كفيف يحفظ القرآن
تبدأ قصة هذا الطفل الكفيف بولادته كفيفا وفي إحدى يديه نقصا في عدد الأصابع، وقد تمكنت الأسرة من كشف أنه كفيفا في سنواته الأولى عندما لن يستجيب لإشاراتهم وقد صدموا فور تأكيد الطبيب أنه كفيفا لا يبصر وقد ولد كفيفا، فعاش والد الطفل حزينا على ولده وهو الآن يبلغ من العمر خمس سنوات قد عاشها في الكثير من المنغصات.
بدأ حسين محمد طاهر حياته كطفل كفيف، لم يتعرف على الناس إلا من خلال الأصوات. عندما كان في مدينة جدة، اشترى والده له مذياعا ليستمتع به، حيث لم يكن قادرا على مشاهدة التلفزيون. استخدم الطفل المذياع كوسيلة لحفظ القرآن، ولم يكن في تفكير والده أن يحفظ القرآن بهذه الطريقة، بل كان يرغب فقط في تعوده على الاستماع إلى القرآن منذ الصغر. لكنه أذهل الجميع بقدرته على حفظ القرآن .
حتى أن والده اكتشف حفظه للقرآن بشئ من الصدفة فروى الوالد أنه انتقل من جدة إلى المدينة المنورة وقد طلب منه الطفل أن يذهب معه للمسجد النبوي فأراد الأب أن يعجزه عن الذهاب هناك واشترط عليه أن يقرأ آيات من سورة البقرة وهنا كانت المفاجأة حيث قرأ الطفل واسترسل في قراءة سورة البقرة كاملة وقد تفاجئ الوالد بقدرات طفله والتي أبهرته .
رد فعل والد الطفل
إعجاب الأب بطفله دفعه لعرضه على عدد كبير من مدرسي وحفظة القرآن الكريم للتأكد من حفظه للقرآن. تبين فعلا أنه قد حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات من خلال الاستماع إليه عبر الراديو، لكنه يحتاج إلى بعض الدروس في تجويد التلاوة. عرض عليه أن يلتحق الطفل بإحدى حلقات حفظ القرآن الخاصة بالمكفوفين في المسجد النبوي ليتعلم تجويد وحفظ القرآن ويتعلم اللغة العربية .
وقد عبر الوالد عن فرحته بقدرات ابنه الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره ، وهذه الفرحة جعلته ينسى سنوات المعاناة التي عاش فيها الطفل والظروف الصعبة وراء مرضه ، كما أنه روى أنه يدعو لأم الطفل بالصبر في صلاته ويتمنى أن يشفي الله طفله وأن يراه إماما لمسجد وشيخا وعالما تستفيد منه لأمة العربية والإسلامية.
نهاية
قصة هذا الطفل الكفيف هي من القصص المؤثرة جدا خاصة للمبصرين والذي منحهم الله نعمة البصر والسمع وما يزالون لا يستخدمونها في قراءة وتلاوة وحفظ القرآن الكريم، فلقد أثبت هذا الطفل بأن الله عز وجل يعوض كل من حرمه من نعمة من نعمه، فندعو الله بأن يبارك في هذا الطفل ويجعله من الدعاة والشيوخ الصالحين، فكم من كفيف تمكن من فعل ما لا يقدر عليه المبصر فسبحان الله !
يمكنك الاطلاع على المقالات التالية :
التقويم الدراسي للعامين الهجريين 1437 و 1438 والإجازات الرسمية
أسباب إغلاق المحلات في الساعة 9 وهذه قائمة المحلات المستثناة