كيفية قضاء الصلوات الفائتة
إن ترك الصلاة عند الله يعتبر عقابا كبيرا. فقد أمرنا الله تعالى بعدم ترك الصلاة، لأنها هي طريق الهداية والصلاح والاستقامة للعبد. الدين الإسلامي قد أوضح لنا أن ترك الصلاة يعتبر إثما على العبد، وعليه أن يتحمل عواقبه. قد يحدث الكثير من الأمور التي ليس لنا علاقة بها وقد تؤدي إلى ترك الصلاة بدون عمد، مثل حالة الحائض والنفاس؛ في هذه الحالات لا يوجد إثم على ترك الصلاة. أما من يتعمد ترك الصلاة، فسيكون له عقابه عند الله ما لم يتوب. وهناك حالات أخرى يكون فيها ترك الصلاة غير مذنب على الإنسان، حيث يمكنه أداء الصلوات المفروضة التي فاتتها في أوقات محددة، وتسمى هذه الصلوات بالصلوات الفائتة، ولها حكمها وترتيبها وشروطها، وسنوضحها فيما يلي
قضاء الصلاة الفائتة
: إذا فاتت صلاة على الشخص، فعليه أن يقضيها. إذا كان الشخص في سفر وفاتته صلاة الربع ركعة، فعليه أن يقضيها بركعتين، وتسمى هذه الصلاة قصر. أما إذا كان الشخص في الحضر، فعليه أن يقضيها بأربع ركعات. هذا القول يعود إلى المذاهب الشافعية والحنابلة حيث يفضل أتمام الصلاة
إذا فاتت صلاة سرية، فيتم قضاؤها سرا، وهذا ينطبق على صلاة الظهر، على سبيل المثال. وإذا فاتت صلاة جهرية، فيتم قضاؤها جهرا، وهذا ينطبق على صلاة المغرب في أوقات المهار. وتختلف الآراء حول هذه المسألة، فقال الشافعية إن المسلم إذا تم صلاته كصلاة الظهر، فيجب إتمام قضائها ليلا بالجهر، وإذا تم صلاته كصلاة المغرب، فيجب إتمام قضائها نهارا بالسر. واعتمدوا في ذلك على وقت القضاء بالجهر أو السر. وقال الحنابلة إنه إذا كان القضاء ليلا، يجب إتمامه بالجهر، سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية، وسواء كان الشخص أماما أو منفردا، وإذا كان القضاء سريا، فيتم بالسر، وإذا كانت الصلاة جهرية والشخص يؤديها منفردا، فيتم بالسر أيضا
الفوائت التي يجب اتمام قضاءها :
من يفوته صلاة بسبب النوم أو النسيان، يجب عليه قضاؤها، حيث أوضح لنا الرسول الكريم أن ترك الصلاة بسبب النوم لا يعتبر عيبا، أما من يترك الصلاة عمدا وبقصد، فذلك يعتبر ذنبا، حيث لا يحق للمترك عمدا للصلاة أن يقضيها
حكم قضاء الصلاة الفائتة
: تختلف أحكام الصلاة الفائتة حسب المذاهب، حيث لكل مذهب رأي مختلف، وسنقوم بتوضيحها
اولا .. المذهب المالكي : وفقا لرأي المذهب المالكي، فمن يفوت صلاة مفروضة عليه لا يحق له أن يصلي أي صلاة نافلة، باستثناء صلاة الفجر والشفع والوتر وصلاة العيد. وإذا قام المسلم بأداء صلاة نافلة مثل صلاة التراويح، فإنها تعتبر طاعة من جهة، وتعتبر إثما من جهة أخرى، نظرا لتأخيره لقضاء الصلوات المفروضة
ثانيا .. المذهب الشافعي : رأى مذهب الشافعي أنه يجب قضاء الصلاة على الفور إذا تأخرت الصلاة بدون عذر، وأنه لا يجب الإسراع في قضاء الصلاة إذا كان هناك عذر. ويجب عدم قضاء الصلوات في أوقات معينة، مثل وقت خطبة الجمعة، حيث يجب تأخير الصلاة بعد أداء صلاة الجمعة
ثالثا .. المذهب الحنبلي : يعتقد المذهب الحنبلي أنه يحرم على المصاب بفوائت أن يؤدي صلاة النافلة المطلقة والنفل المقيد مثل السنن الرواتب والوتر. ومع ذلك، يسمح له بأداء الصلاة في هذه الحالة بالإستثناء من صلاة الفجر
رابعا .. المذهب الحنفي : حسب رأي المذهب الحنفي، يجب قضاء الصلوات الفريضة المفروضة والصلوات النافلة التي تتعارض مع القضاء. ومن الصلوات النافلة التي يجب تركها: السنن الرواتب، صلاة الضحى، تحية المسجد، صلاة التسبيح، والأربع ركعات القبلة لصلاة الظهر، والست ركعات بعدها
ترتيب قضاء الصلوات الفائتة
تباينت الآراء والأقوال حول ترتيب الصلوات
. عند المذهب الحنفي و المالكي ان كانت الفوائت قليلة فيجوز قضاء الصلاة في يوم و ليلة و ممكن ان تكون اقل
. عند المذهب الحنبلي قد اتاح رأيهم الي وجوب القضاء المطلق
. عند المذهب الشافعي قد اتاح رأيهم الي القضاء المطلق ان لم يرتب الفوائت الكثيرة و ان الصلاة لا اثم فيها
عندَ المذهبِ المالكيِّ، اتاحَ وجوبَ الترتيبِ القليلِ في الفوائتِ، ولكنَّ هذا ليسَ شرطًا، فإذا قامَ الشخصُ بأداءِ الصلواتِ دونَ ترتيبٍ، فتكونُ صلاتُهُ صحيحةً وتعدُّ صلاةً أيضًا صحيحةً عندَ المذهبِ الشافعي