اداب الاكل و الشرب على هدي الرسول علية الصلاة والسلام
لا يوجد شخص كامل في كل شيء حيث أن الكمال لله وحده ولكن هناك شخص يسعى ليكتسب صفات عفيفة يتحلى بها كالتقوى، الصلاح، الإيمان. فجميعنا نود أن نقتدي بشخص يمتلك تلك الصفات وأكثر، حتى نصبح مثله الأعلى. قد ننبهر كثيرا بأشخاص نراهم في المجتمع ونحلم بأن نصبح مثلهم في يوم من الأيام، وتظل صورتهم محفورة في عقولنا ونغرق في تفكير عميق لنصبح مثلهم. ولكن إذا تأملنا في هذا الشخص، سنجده شخصا عاديا لا يختلف عنا في شيء، ولكنه جذب انتباهنا بطباعه وصفاته وأفعاله. فما بالكم برسول الله، أشرف الخلق؟ هل يوجد أطهر من رسولنا الكريم أن يكون قدوة ومثلا أعلى لكل منا؟ بالطبع لا، حيث خصه الله تعالى بصفات عديدة يتمنى الكثيرون من بني البشر أن يتحلوا بها. فقد كان لرسول الله أدابه الخاصة ومنهجا خاصا عندما كان يتعامل مع أي شيء في حياته، ومن ضمنها آداب مطعمه ومشربه
طريقة النبي في مطعمه و مشربه :
كان نبينا الكريم يحدد نية تناول الطعام، حيث كان يعزم بالنية الصالحة على تناول طعامه وشرابه
كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية الله قبل بدء تناول طعامه قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم”، وإذا بدأ بتناول الطعام دون تسمية، فإنه كان يقول: “بسم الله أوله وآخره” ويكمل تناول طعامه
. كان يأكل بيده اليمنى
كان حريصًا دائمًا على أن يكون مطعمه حلالًا ومشروبه حلالًا
كان يتبع آداب تناول الطعام، حيث يأكل مما يليه من الطعام، والمعنى من ذلك هو تسمية الطعام، وأكله باليد اليمنى، وأكله من جانب الطعام الذي يليه وليس من وسطه
كان يحمل كوبه بيده اليمنى ويذكر اسم الله قبل شربه، وكان يشرب الشراب ثلاث مرات بدلاً من مرة واحدة
كان رسول الله لا يتسرف أبدا في تناول الطعام والشراب، حيث كان يتمتع بالاعتدال فيهما. فقد أوصانا بتناول ثلث الطعام وثلث الشراب وثلث للنفس، وعدم ملء المعدة بالطعام، وذلك للحد من الشهية للطعام. كما أوصانا أيضا بعدم تناول الطعام بسخونة ونفخه
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعترض على أي نوع من أنواع الطعام ولا ينتقده، وإذا أحب نوعًا ما من الطعام فإنه يأكله، وإذا لم يحبه فإنه يتركه دون السخرية منه أو الانتقاد له
كان يتجنب استخدام الأواني المصنوعة من الذهب والفضة، حيث نهى عن هذه العادة وأصر على استخدام الأواني التي يستخدمها الناس بشكل عام
كان الرسول يأكل مع الجماعة لنشر البركة في مجلسهم وليعم الخير بينهم
كان يتحلى بآداب تناول الطعام حيث كان يجلس على الأرض لتناول طعامه ويكون جالسا على إحدى القدمين وليس على كليهما، على عكس ما يفعله الرسول من الاتكاء أثناء تناول الطعام
كان الرسول يتناول طعامه بأصابعه الثلاث الوسطى، السبابة والإبهام، وكان يلعق أصابعه بعد الانتهاء من الطعام
كان يتجنب شرب الماء شديد الحرارة أو البرودة على طعامه، وكان يشرب وهو جالس ويتنفس خارج الإناء قبل العودة لاستكمال شرابه
كان الرسول يحث على تقليل تناول العشاء مبكرًا حتى لا ينام الإنسان وهو شبعان ويؤثر ذلك على صحته وقدرته على العبادة
كانت عادة الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يجمع بين أنواع مختلفة من الطعام
كان يغسل يديه جيدًا وينظفها بعد الانتهاء من تناول الطعام، سواء كان ذلك قبل الطعام أو بعده، وكان يتوضأ قبل بدء تناول الطعام
كان يحمد الله عز وجل كثيرًا بين كل لقمة ويكثر من قول الحمد لله
كان النبي يتناول طعام العبد ويجلس معه كما يفعل العبد، وكان يتناول الطعام على الأرض ويستند على فخذه الأيسر
كان الرسول لا يشم طعامه أبدًا، حيث نهانا عن شم الطعام لأن ذلك يشبه سلوك البهائم
عندما ينتهي من تناول طعامه وشرابه، يحمد الله ويشكره على نعمه بقوله `الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة`
يجب على الجميع أن يدركوا أن الطعام والشراب ليس مجرد حاجة يومية نقوم بها، بل لهما آدابهما وأصولهما التي يجب علينا اتباعها والالتزام بها لترقية أنفسنا وأسلوب حياتنا