هناك العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة التي يمكن أن يسببها مرض السكري، ولا تحصى، فالسكري ليس مجرد ارتفاع في نسبة السكر في الدم يؤثر على الصحة، بل يتسبب في أضرار خطيرة لجميع أعضاء الجسم. عندما يرتفع السكر في الدم، يتلقى أعضاء الجسم إشارات بحدوث تغير كبير فيه، فيبدأ هذه الأعضاء بالعمل بأقصى طاقتها لمواجهة هذا الارتفاع. وبالتالي، يتعرض الجسم لأعباء صحية كبيرة تتجاوز طاقته، ومع مرور الوقت، قد يتسبب ارتفاع السكر المتكرر في أضرار صحية خطيرة. أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية بشكل واضح أن نسبة كبيرة من المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكبد والكلى والكولسترول المرتفع هي نتيجة أساسية لمرض السكري .
نتيجة تلك المضاعفات المحتملة لمرض السكري، ينصح الأطباء المصابين بالسكري بشكل مستمر بالسيطرة على مستوى السكر في الدم وتجنب ارتفاعه، أو على الأقل تجنب تكرار حالات الارتفاع المتكررة. تشير دراسة أمريكية إلى أن الأشخاص الذين يتحكمون في مستوى السكر في الدم ويتجنبون ارتفاعه يكونون أقل عرضة للمضاعفات الخطيرة لمرض السكري. ينخفض لديهم احتمالية تعرضهم لمضاعفات ناتجة عن السكري بنسبة تصل إلى 70٪، وهي نسبة جيدة جدا لتجنب الأضرار التي يمكن أن يسببها هذا المرض المزمن .
ونتيجة إهتمام الاطباء ومرضى السكري بمعرفة كيفية التحكم في نسبة السكر في الدم وتجنب إرتفاعها لعدم الإضرار بالصحة ، فقد إهتمت أيضآ العديد من الدراسات بدراسة وبحث أفضل الطرق التي تساعد على نجاح تجنب إرتفاع السكر في الدم ، وبالتالي بهذه الخطوة تتم الوقاية من أخطر الأضرار التي يمكن أن تحدث للجسم على الإطلاق .
طرق تساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم :
1 – قياس السكر المستمر : تعد فحوصات السكر في الدم المستمرة من أحدث الابتكارات التي توصل إليها الأطباء. لقد لاحظ البعض أن هذه العملية تساهم في تخفيض نسبة السكر في الدم. وليس الهدف فقط معرفة نسبة السكر في الدم ومتابعتها، فقد أكدت دراسة حديثة وموسعة حول مرض السكري أجريت بتمويل من الصندوق الدولي لأبحاث السكري أن قياس نسبة السكر في الدم للمرضى الذين يعانون من ارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم بالفحص التقليدي المنزلي يخفض بالفعل نسبة السكر في الدم، وخاصة لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والعشرين. شارك في الدراسة نحو 322 شخصا يعانون من مرض السكري من النوع الأول، تراوحت أعمارهم بين 8 و72 عاما، وعند قيام هؤلاء الأشخاص بعمل فحص نسبة السكر في الدم والالتزام بالعلاجات الطبية والنظام الغذائي الصحي، تحسنت نسبة السكر في الدم لديهم بالفعل. ويرجع السبب في ذلك إلى الاستمرار في قياس نسبة السكر في الدم والالتزام بالعلاجات الطبية .
2 – أجهزة الاستشعار : تعتبر أجهزة الاستشعار عن بعد من أحدث التقنيات الحديثة، حيث تساعد خصائصها في خفض نسبة السكر في الدم والسيطرة عليها. بعض هذه الأجهزة تحتوي على نظام يتكون من جهاز إرسال ينقل مستوى السكر بشكل لاسلكي إلى جهاز استقبال يبعد حتى 3 أمتار. وتشمل الأجهزة أيضا جهازا مدمجا لقياس السكر وإجراء فحوصات أخرى دون الحاجة إلى جهاز آخر لقياس مستوى السكر في الدم. وتقوم أجهزة الاستشعار عن بعد بإجراء فحوصات للسكر بدون الشعور بأي ألم أو وخز تماما .
تُعد أجهزة الاستشعار عن بعد باستخدام السهام أجهزة حديثة ومتطورة جدًا، حيث تُظهر أي تغير في قيمة السكر في الدم في كل دقيقة باستخدام السهام، وقد أكدت العديد من الدراسات فعالية هذه الأجهزة في مراقبة مستوى السكر في الدم .