تتمتع فيينا بسمعة كواحدة من أجمل المدن السياحية الخلابة في النمسا وأوروبا الوسطى بأكملها. تتميز بالعديد من المعالم السياحية الخلابة وتعتبر مركزا هاما للدين المسيحي في النمسا، حيث توجد العديد من المعالم الدينية المختلفة التي يفضلها المسيحيون وعشاق تاريخ المسيحية وأبرز القديسين فيه. ينصح بزيارة واحدة على الأقل من هذه المعالم الموجودة في فيينا. ولا يمكن تجاهل جمال كنيسة القديس تشارلز، إذ تعتبر واحدة من أجمل الكنائس السياحية التي يمكن زيارتها خلال جولة في المدينة. فيينا هي عاصمة النمسا وتعرف بلقب “مدينة الفن والجمال”، وهي أيضا واحدة من أضخم المدن السياحية في البلاد. في الماضي، كان لها اسم فيندو بونا باللاتينية القديمة، والتي تعني بالعربية “الهواء الجميل”. حاليا، تم تغيير اسمها إلى فيينا، وبالتالي تعتبر وجهة ضرورية للزيارة. كنيسة تشارلز هي واحدة من المعالم التي تميز فيينا والتي سنتحدث عنها اليوم
وتعتبر كنيسة تشارلز واحدة من أهم الكنائس الموجودة في النمسا وتقع في مدينة فيينا، بالطبع، وتنتمي إلى القديس تشارلز بوروميو الشهير. تم بناء هذه الكنيسة العظيمة بواسطة السيد فيشير فون إيرليش ونجله، وأصبحت اليوم واحدة من أبرز المباني الدينية والتراثية في فيينا. تم تصميمها على الطراز الباروكي المشهور الذي كان متداولا في تلك الفترة، وهو أحد الأساليب العمارية العالمية الرئيسية. يجدر بالذكر أيضا أن الإمبراطور تشارلز السادس قد نذر بنائها الرائعة إذا تم شفاؤه من وباء الطاعون المنتشر في تلك البلاد في القرن الثامن عشر، تحديدا في عام 1713 ميلادي. وبعد شفائه، تم بناؤها بناء على وعده. وبعد عدة سنوات، في عام 1738 ميلادي، تم تقديس هذه الكنيسة وتعيينها ككنيسة تشارلز العائدة لفرسان مدينة مالطا. ولكنها في وقت قصير تم إعلانها وقفا خاصا للإمبراطورية .
ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذه الكنيسة قد تمت بناؤها لأداء نذر الإمبراطور، وتعتبر واحدة من أكبر الكنائس الموجودة في فيينا، حيث يبلغ طول الكنيسة حوالي ثمانين مترا تقريبا، ويبلغ عرضها حوالي أكثر من خمسة وستين مترا تقريبا، ويصل ارتفاع القبة الخاصة بالكنيسة إلى حوالي اثنين وسبعين مترا تقريبا. ومن المعروف والمذكور في إحصائيات المدينة أن تكلفة بناء هذه الكنيسة بلغت حوالي ثلاثمائة وأربعة عشر ألف جيلدر، وهي العملة النمساوية للإمبراطورية آنذاك. وقديما، كانت جميع البلاد تقدم فروض الولاء والطاعة للإمبراطور، ولذلك ساهمت العديد من البلاد في إعادة ترميم مصلية السفارة النمساوية بعد تدميرها .
و من أجمل المعالم السياحية التي يمكن مشاهدتها في هذه الكنيسة هو المنطقة الوسطى و التي تأخذ الشكل البيضاوي حيث أنه يوجد على الجنبين مصليتين رئيسيتين تقام بهما الصلوات الرسمية بالإضافة إلى وجود عدة مصليات صغيرة أخرى و التي تنتشر في أركان الكنيسة بالإضافة إلى وجود العديد من أعمال النحت الخلابة و التي يوجد عليها الكثير من الرسوم اللاتينية المختلفة و التي تجسد قصة انتشار مرض الطاعون وقتها و كيفية تغلبهم و صمودهم ضد هذا المرض اللعين , كما أنه تتميز أيضا كنيسة تشارلز بأنها تحتوي على الكثير من الأضواء التي تنعكس في القبة الخاصة بها و التي تعتبر من أهم المعالم التي تبجل القديس تشارلز حيث كانوا يتجمعون بها و يقومون بالدعاء و الصلاة لشفائه من مرض الطاعون الذي أصابه , كما أنه يوجد مذبح عظيم و الذي يقوم بتجسيد صعود روح القديس تشارلز إلى السماء بالإضافة إلى عدة رسومات أخرى تقوم بوصف السحاب و التي قد تم تصميمها على يد الفنان فيشير فون أيريش .