محمية جبل سمحان في سلطنة عمان
تمتلك سلطنة عمان ثروة طبيعية من المناظر الخلابة والتي تسحر من يشاهدها. فقد حباها الخالق بطبيعة يمتزج فيها جمال الجبال الطبيعية وروعتها ولونها الأصفر الذي يريح النفوس، مع زرقة الماء التي تعطي شعورا بالراحة والهدوء. إن الطبيعة في سلطنة عمان لا يضاهيها في جمالها أي جمال آخر، فهي مزيج رائع لا يقدر على صنعه سوى الخالق عز وجل. ولعل من أبرز الأماكن التي تتمتع بطبيعة ساحرة وخلابة في سلطنة عمان، محمية جبل سمحان في محافظة ظفار العمانية. حيث يوجد بها مجموعة كبيرة من الحيوانات البرية النادرة، احتضنتهم الطبيعة الجبلية في سلسلة جبال سمحان. والتي تتميز بأنها تتكون من سلسلة جبال يفصل بينها أودية وبرك مياه. وتتميز السلسلة الجبلية بارتفاعها الشاهق، حيث يصل ارتفاعها إلى ما يزيد عن 4000 قدم فوق سطح البحر. ويعيش بتلك المحمية مجموعة من الحيوانات البرية، مثل الغزالان والضباع المخططة والنمور البرية، وأيضا المها، بالإضافة إلى القطط البرية والثعالب والقنافد. كما أن الطبيعة الإنحنائية في الأودية الموجودة بالمحمية تعطي بيئة ممتازة لسكان بعض أنواع الطيور النادرة، مثل طيور البلشون والطيور الاستوائية. مما يجعل محمية جبل سمحان من أغنى المحميات الطبيعية بالثروة الحيوانية النادرة في سلطنة عمان
الظروف المناخية التي جعلت من جبل سمحان محمية طبيعية : تحتل محمية جبل سمحان مساحة تمتد إلى 4500 كيلو متر مربع و نظرا لأنها تحتوي على مجموعة من الحيوانات البرية النادرة فقد تم إعلانها كمحمية طبيعية طبيعية بتاريخ 28 من شهر يونية لعام 1997 ميلاديا بناء على المرسوم السلطاني السامي رقم 48/97 و يوجه جبل سمحان سواحل نيابة حاسك و أوديتها و محمية جبل سمحان غنية بالتكوينات الجيولوجية و الجروف الصخرية بالإضافة إلى مجموعة متنوعة و نادرة للغاية من النباتات الطبيعية و الحيوانات التي تحيا في الظروف البيئية الموجودة في المنطقة كما يوجد بتلك المحمية مجموعة متنوعة من الأشجار النادرة و التي وفرت بيئة رائعة لمعيشة الحيوانات حيث قامت بعمل حماية طبيعية للمحمية من الظروف البيئية و التي قد تهدد بانقراض تلك الحيوانات النادرة لذلك فقد قامت الطبيعة بدور هام لضمان حماية و استمرارية وجود تلك المحمية
النمر العربي أهم الحيوانات الموجودة بالمحمية : النمر العربي هو واحد من أشرس الحيوانات البرية في تلك المحمية، ولكنه في نفس الوقت مهدد بالانقراض. لذلك، فإن حمايته ودراسة كل ما يتعلق به داخل المحمية من الأمور الهامة للغاية، وذلك بهدف حمايته من الانقراض. تتضمن الدراسة معرفة ظروف عيشه، و دورته الحياتية، ومواسم التكاثر، ومواعيد هجرته كل عام. يتميز النمر العربي بالعديد من العلامات المميزة، حيث يتمتع جسده ببقع سوداء على شكل دوائر مفتوحة من الداخل، ويتم تغطية جسده بجلد بني فاتح أو ذهبي تبعا للمنطقة التي يعيش فيها. يتراوح طول النمر العربي بين 160 و 180 سم ويزن ما يقرب من 30 كجم. يختلف شكله الخارجي عن الفهد الصياد في عدم وجود خط أسود عند زاوية العين الداخلية ليصل إلى الفم. ونظرا لصغر حجم النمر العربي، فإنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الطعام للعيش، حيث يكتفي بتناول كمية بسيطة من الطعام، ويتغذى في الغالب على الغزلان والوعل النوبي بالإضافة إلى بعض الطيور الصغيرة والثديات الموجودة بالمنطقة. يعيش النمر العربي بشكل ليلي ويظهر لفترة قصيرة بالنهار، وينشط طوال الليل، ويعيش في الجحور والمناطق الوعرة
في فصل الشتاء يحدث التزاوج لدى النمر العربي، وتستمر فترة الحمل للأنثى لمدة 95 يوما، حيث تلد الأنثى 3 أو 4 صغار، ويولد الصغار عمياء وتظل كذلك لمدة 10 أيام، وترضع من أمها لمدة 3 أشهر. وعندما تكمل عامها الأول، تتمكن من الاعتماد على نفسها في الحياة بعيدا عن الأم وتبدأ في تناول الطعام وصيد فرائسها بنفسها. يعيش النمر العربي حتى سن 21 عاما في الظروف الطبيعية، إذا لم يتعرض لتهديدات خارجية أو هجمات. وهذا يمثل تقريبا متوسط عمر هذا النوع النادر من الحيوانات