السياحةالعالم

مدرسة محمد باشا معلم سياحي عثماني فريد

تركيا تعتبر واحدة من أهم الدول التي تحتوي على عدد هائل من الآثار والمباني المعمارية في العالم بأكمله. ويعود ذلك إلى تعاقب العديد من الحضارات الإنسانية على أراضيها، بدءا من الحضارات القديمة قبل الميلاد وصولا إلى الحضارة الإسلامية العثمانية. كل حضارة من تلك الحضارات تركت بصمتها على هذه الأرض، حيث لا يكاد يوجد مكان فيها بلا معلم أو بناء تاريخي يشهد على تاريخها العريق الطويل. ومن أبرز ما يميز تركيا هو التاريخ العثماني الذي استمر لما يقرب من 700 عام، حيث حكمت العالم الإسلامي من عاصمتها الرئيسية ومقر الخلافة. وقد اهتم العثمانيون ببناء المساجد والقصور والحمامات والمدارس والأسواق، وغيرها من المعالم الفريدة. ومن بين تلك المعالم الفريدة، يوجد مدرسة محمد باشا التي تقع بجوار مسجد حبيب النجار، وهي واحدة من أقدم المساجد في أناضول. تقع المدرسة أيضا بجوار كنيسة بيري التي تم بناؤها داخل كهف.

يعود تاريخ بناء المدرسة إلى حوالي 443 عاما، وتقع المدرسة في ولاية هطاي التركية، وهي ولاية جميلة تقع في جنوب تركيا، وتتميز بالعديد من المعالم العثمانية والآثار والأطلال القديمة، وتعتبر ولاية هطاي واحدة من أجمل المدن التركية التي تجذب الكثير من السياح بسبب جمالها وتميزها الفريد وفنها المعماري الذي يتجلى في العديد من المعالم والآثار .

تم بناء المدرسة في القرن السادس عشر الميلادي، عام 1574، بأمر من محمد باشا الصدر الأعظم، أو وزير السلطان سليمان القانوني، أحد أشهر سلاطين الدولة العثمانية. تم بناء المدرسة في ولاية هطاي لأنها كانت تعتبر مهدا للعديد من الحضارات. قام أشهر المعماريين في هذا العصر، معمار سنان، بالإشراف على البناء. تقع المدرسة في منطقة باياس، وتتميز بالبناء المعماري الجميل والمتميز، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 15 ألف متر مربع. تتميز المدرسة بالزخارف العثمانية التي تجذب انتباه الزائرين عند الدخول من باب المدرسة، ويوجد التاج الشهير الذي يلفت انتباه كل من يزور المدرسة.

من الجوانب المميزة أيضا، تحتوي المدرسة على ساحة كبيرة تحتوي على غرف صغيرة مصممة لاستضافة العابرين من الولاية. كما تحتوي على حمامين على الطراز التركي، حيث يخصص أحدهما للرجال والآخر للنساء. تضم المدرسة أيضا حوالي 34 متجرا تجاريا وحديقة واسعة ومبنى للتعليم ومسجد. كما يتواجد برج صغير في وسط الغرف الصغيرة للمراقبة، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 6 أمتار لضمان سلامة الزوار وتأمين الساحة. وفي وسط الحديقة، توجد أشجار الزيتون التي يعود تاريخها إلى حوالي 13 قرنا تقريبا

تتميز المدرسة اليوم أنها مزار سياحي كبير يجذب عدد كبير من الزوار والباحثين ومحبي التصوير و محبي الفن العثماني و محبي التاريخ والمعمار ، بسبب المعمار المميز يوجد داخل المدرسة الجزء المخصص للمحلات التجارية قديمًا كسوق سياحي يحتوي على مجالس للزوار ومحلات لبيع الهدايا التذكارية داخل المدرسة ..

يشرح: تقع ولاية هطاي في محافظة إنطاكية، وهي موطن للعديد من الديانات القديمة، ويقال إن حواريين من عيسى عليه السلام قدموا إلى هذه الولاية، وهي القرية التي ذكرت في سورة “يس” في القرآن الكريم، وهي من أجمل الولايات العثمانية، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 5.678 مترا، وتقع في الجنوب التركي على الحدود مع سوريا، وتتميز بأطباقها الشهية ومطاعمها الفاخرة وأماكن السياحة الراقية والآثار الفريدة، مثل مدرسة محمد باشا ومسجد حبيب النجار، وكنيسة بيي التي تم بناؤها داخل كهف منذ عصور طويلة، وإذا كنت من محبي التاريخ والمعمار الممزوج بالطبيعة الساحرة، فعليك بزيارتها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى