تعد مدينة بئر السبع واحدة من أقدم المدن وأعرقها، وتقع هذه المدينة في جنوب فلسطين وتبعد مسافة 71 كيلومترا عن مدينة القدس، وتعد من أكبر المدن في الصحراء الفلسطينية وتبلغ مساحتها حوالي 84 مترا مربعا، وأعلنت هيئة اليونسكو في عام 2005 أنها من المدن الأثرية، وتحدها من الشرق الأردن ومن الغرب فضاء غزة، ومن الشمال قضاء الخليل، ومن الجنوب جزيرة شبه الجزيرة السينائية وخليج العقب .
تاريخ المدينة : احتل الهكسوس هذه المدينة وكانت نقطة الاتصال بين توحيدهم لمصر والشام، وعندما طرد الملك أحمس الهكسوس من مصر، حدثت بعض التدميرات في المدينة وتعرضت بعض بلداتها للدمار. وتعرضت هذه المدينة للكثير من الغزوات، بما في ذلك الغزو اليهودي في القرن الثاني عشر والغزو البابلي والآشوري واليوناني والروماني. وقد تم فتح هذه المدينة ودخول الإسلام إليها عن طريق عمرو بن العاص، وأصبحت تعرف باسم مدينة عمرو بن العاص، حيث تم بناء قصر فيها. وظلت المدينة تحت الحكم الإسلامي وفي عصر الدولة العثمانية تحولت إلى ولاية تابعة للعثمانيين، وازدهرت بشكل كبير. وقام العثمانيون بإعادة بناء المدينة في عام 1900 وأسسوا فيها دارا للحكومة وثكنات للجيش ومجلس بلدي. وبعد الحرب العالمية الأولى، وقعت المدينة تحت الاحتلال البريطاني وأصبحت أول مدينة فلسطينية تحت الاحتلال البريطاني. وخلال الحرب العربية الإسرائيلية، تم توجيه اهتمام إسرائيل لهذه المدينة بسبب موقعها المتميز، حيث تعد البوابة الجنوبية لفلسطين والبوابة الشرقية لمصر. ووقعت المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1948 وما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن .
أصل التسمية : هناك تضارب في الآراء حول أصل تسمية هذه المدينة بهذا الاسم، ومن بين الروايات الشهيرة حول اسم المدينة .
قصة النعاج السبع : يعتبر هذا واحدًا من أشهر القصص المتعلقة بتسمية المدينة، حيث يروى أن النبي إبراهيم عليه السلام قد أهدى سبعة نعاج إلى ملك فلسطين أبي مالك كشهادة على حفره لبئر في المدينة، ومن هنا جاءت تسمية بئر السبع .
وفي رواية آخري : كانَ هُناكَ بئرٌ في هذه المدينةِ كانَ يتردَّدُ عليهِ سبعَ بشكلٍ دائِمٍ .
وفي رواية ثالثه : كان هناك سبعة آبار في هذه المنطقة وكانت تقع في منطقة خالية تمامًا من السكان .
السكان : أول من سكن مدينة السبع هم القبائل البدوية وعند احتلال إسرائيل للمدينة تم تهجير سكان المدينة إلى مخيمات في مدينة أريحا ثم تم تهجيرهم إلى الأردن وبعض سكانها تم تهجيرهم إلى مدينة غزة ، ومعظم سكانها حاليا من اليهود وقد بلغ عدد سكانها أكثر من 185 ألف نسمة .
المعالم الأثرية : على الرغم من تعرض المدينة للعديد من الغزوات وأعمال التخريب، إلا أنها لا تزال تحتفظ ببعض الآثار القديمة، ومعظمها يعود إلى العصر العثماني، بما في ذلك المسجد الكبير الذي بناه العثمانيون، ومتحف تاريخ المدينة، والسراي الذي كان مبنى للحاكم العثماني. تم اعتبار المدينة مدينة أثرية من قبل هيئة اليونسكو في عام 2005 بعد العثور على حفريات أثرية في المدينة .