حقيقة الحكم على الخطيب المسئ للفنان ناصر القصبي
منذ الحلقة الأولى من المسلسل المثير للجدل “سيلفي” بطولة الفنان ناصر القصبي، هزت المجتمع بأسره، حيث ناقش ناصر القصبي العديد من القضايا المجتمعية في المملكة بشكل جريء وأثار الجدل، وباعتباره الفنان السعودي الوحيد الذي ناقش تلك القضايا بهذا الشكل، انتقدته العديد من الشخصيات سواء كانت مشهورة أو مجهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين القضايا التي أثارت جدلا كبيرا حول ناصر القصبي هي قضية تكفيره التي قام بها الخطيب “سعيد بن فروة” والتي تم تقديمها للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وحدث ذلك في رمضان الماضي، وتداولت اليوم أنباء عن صدور حكم ابتدائي بحبس الخطيب لمدة 45 يوما، فما هي حقيقة هذا الأمر؟ سنوضح ذلك في المقالة التالية.
تفاصيل القضية
بدأت قضية التكفير التي قدم محامي الفنان ناصر القصبي بلاغا بها منذ رمضان قبل الماضي ، بعد عرض حلقة من مسلسله المثير للجدل ” سيلفي” والذي قد ظهر فيها بثياب قصيرة وقد انتقد من خلالها من يكسرون الآلات الموسيقية، حيث قام بعدها الخطيب ” سعيد بن فروة” خطيب أحد مساجد عسير بتكفير الفنان ناصر القصبي والذي لعنه ووصفه بأوصاف الكفر والزندقة كما كفر قنوات ام بي سي، وقد تم تسجيل هذه الخطبة في مقطع صوتي قد انتشر على نطاق واسع جدا مما جعل القصبي يوكل محاميه للترافع وملاحقة الخطيب قضائيا .
تراجع الخطيب سعيد بن فروة عن تكفيره للقصبي بعد مناظرة تلفزيونية مباشرة مع الشيخ محمد النجيمي في برنامج 60 دقيقة، والذي بثته قناة 24 وكانت عنوان الحلقة (الدراما السعودية في رمضان.. هل بعضها سخرية بالدين أم تأجيج؟)
وقد نشر عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر قائلاً: تعني هذه الجملة: `أريد أن أذكر بوضوح أنني تكفيرت القصبي بالخطأ، وأنا أشهد أن الله عمي بصره إذا كان تكفيري خاطئًا، وليس خوفًا من أي شخص.
الحقيقة هي أن الخطيب “سعيد بن فروة” حكم عليه بالسجن
تم تداول بعض الأخبار في الصحف والمواقع الإلكترونية حول سجن الداعية سعيد بن فروة لمدة 45 يوما، وفقًا لما ذكرته “سبق”، حيث تم صدور حكم بسجنه في الدرجة الأولى بسبب تلفظه وسبه لناصر القصبي واستخدام كلمات “كافر” و”ديوث” تجاهه، ولقد تم أيضًا أخذ تعهد منه بعدم العودة لممارسة هذا العمل.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الداعية ” سعيد بن فروة” قد كذب صحيفة سبق على ما أصدرته من أنباء غير صحيحة وقد عبر عن ذلك من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر والذي قال فيها ” كل ما قيل كذب وغير صحيح، ولم يتم أي حكم من الاستئناف. واختتم “أشكر الأحبة الغيورين، وكلَّ من اتصل وأرسل؛ حفظكم الله جميعاً”
تقارير تشير إلى سجن الداعية سعيد بن فروة
خلال الساعات القليلة الماضية، تداولت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية أخبارا حول اعتقال الداعية المتهم في قضية تكفير الفنان ناصر القصبي، بعد أن وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ التحقيق العاجل مع الداعية الخطيب “سعيد بن فروة” الذي استغل منبره وكفر بشخص الفنان ناصر القصبي، واستخدم ألفاظا غير ملائمة لرسالة هذا المنبر. وتبين من خلال التحقيق أنه لم يكن مسجلا رسميا كداعية، بل كان متعاونا، وقد اتهم بالسب والتشهير والتكفير لناصر القصبي، مما دفع الأخير إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا الداعية.
تتضمن عقوبة استخدام المنابر في التحريض على الفتن والتكفير
المنابر ليست مكانا أبدا للجهلاء أو المتشددين الذين يدعون إلى التكفير والطائفية والفتن والنعرات المقيتة، وما قام به هذا الخطيب ينتج عنه العديد من الأمور التي لا يجوز التحدث فيها، ومن جهة أخرى، لا يمكن التكفير تماما إلا بشروط محددة من قبل أهل العلم، وللمكفر حق الدعوى القضائية، وكذلك يعاقب ناقل الشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويعتبر فعلته جريمة، وهذا الأمر الذي يعاقب عليه نظام جرائم المعلومات، ولا يجوز انتهاك الحياة الخاصة للأشخاص أو الإساءة إليهم أو إلحاق الضرر بهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى عقوبات تصل إلى السجن لمدة سنة واحدة فقط وغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال سعودي أو إحدى العقوبتين.
كما يحق للمسلم المكفر التقدم بشكوى لجهات الضبط الجنائي والتي تتولى الضبط والاستدلال ثم إحالته إلى هيئة التحقيق لتوجيه الاتهام تمهيدا لإحالته إلى المحكمة الجزائية التي تحدد الإدانة وتثبتها وتحدد العقوبة التعزيزية المناسبة ، وقد أجمع فقهاء الأمة على تحريم تكفير الأشخاص بأعيانهم سواء كان التكفير لفظيا أو مكتوبا على الأوراق والكتب، وقد أجاز الفقهاء تكفير الأفعال وليست الأشخاص أي بدون الخوض في أسماء لأن من كفر مسلما بعينه فقد باء بالإثم وهو مستحق للعقاب.
شروط التكفير التي حددها الفقهاء
أن يكون القول أو الفعل مخالفا لما هو مطلوب في الكتاب والسنة .
2- ثبوت قيامه بالمكلف .
3- بلوغ الحجة.
إزالة جميع العقبات التي تمنع التكفير عنه، مثل الإكراه والإغلاق.