سلطان الخيال …السعودي الحاصل على منحة آبل
العديد من العباقرة الكبار الذين قاموا بابتكارات رائعة بدأوا رحلة ابتكاراتهم بأفكار تبدو صغيرة في نظر الكثيرين. ولكن من خلال الاجتهاد والتصميم والإرادة، نجحوا في تحويل هذه الأفكار إلى ابتكارات مذهلة تدهش العالم. وعلى الرغم من أن الغرب ينظر إلى العرب كدول نامية علميا ويرون قدراتهم العلمية ضعيفة، إلا أنهم نسوا أن العرب كانوا هم من نشروا العلم والمعرفة عندما كانت بلادهم في الظلمة. واليوم، سنتحدث عن المبتكر السعودي سلطان الخيال الذي أذهل شركة آبل العالمية بتطبيقه الرائع “وين نأكل.” وهو ليس المبتكر الأول ولن يكون الأخير، فإنه سيجعل العالم يدرك أن العالم العربي يحتوي على مواهب بشرية رائعة، وعندما تتاح لهم الفرصة الأدنى، يبهرون العالم بأكمله.
من هو سلطان الخيال…يخرج من كلية هندسة قسم البرمجة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويعمل في الوقت الحالي بتطوير تطبيقات IOS، ولديه حصة بشركة (أقواس) للتقنية الحديثة.
تعلم لغة البرمجة … فهي مثل أي لغة يمكن تعلمها، وإن كان الكثيرون يرونها صعبة، إلا أن من يهتم بها يجدها سهلة، فهي مجرد فكرة يمكن فهمها وتطبيقها. وعندما تتعلم هذه اللغة، ستشعر بالفخر، كأنك قمت بغزو العالم، إذ يمكنك تحويل أي شيء إلى برنامج وأوامر. هذا ما صرح به السلطان في إحدى الحوارات الصحفية.
يروي سلطان الخيال رأيه في جامعة البترول، حيث يعتبر دراسته في جامعة الملك فهد للبترول من أفضل الأحداث في حياته. فقد كان للجامعة حافزا نفسيا وتحفيزا له حتى وصل إلى هذا المستوى وحصل على منحة من شركة أبل العالمية. كما أضاف أن الضغوط التي تزيد عليه كانت عاملا قويا لتحقيق التميز، وكانت نتيجته في النهاية الحصول على الدرجة العليا.
أهم مشاريع سلطان الخيال هي “وين نأكل”. في السنة الأولى لدراسته في الجامعة، قرر سلطان وأصدقاؤه الذهاب للتنزه والبحث عن مكان للأكل. فسأل أحدهم: “وين نأكل؟”، وبعدها جاءت فكرة سلطان بأنه يمكن عمل برنامج على الإنترنت لمساعدة الناس على العثور على أماكن للأكل. وفي العام الثاني من دراسته، طلب من فريقه في مادة قواعد البيانات عمل مشروع يتضمن ما درسوه في المادة، واستخدم هذا المشروع كفرصة لتحقيق فكرته “وين نأكل”. وأنشأوا النسخة الأولية من المشروع ولكنهم لم ينشروها للجمهور، فكان بغرض المشروع الأكاديمي فقط. ولكن سلطان لم يتوقف عند هذا الحد، بل فكر في إطلاق الفكرة للناس على الإنترنت وأقترح ذلك على أصدقائه، وتحمسوا جميعا لفكرة العمل على المشروع. وقام كل من غازي بتطوير الموقع على الويب، وعمر بالتصميمه، وكان سلطان مسؤولا عن البرمجة التي تشكل أساس “وين نأكل”. ولأنه كان ماهرا في تطوير تطبيقات IOS، فكر في عمل نسخة للهواتف المحمولة، حيث أنه رأى أن التطبيق سيكون أكثر فائدة على الهواتف من الويب. ولقد لاقى التطبيق تحمسا كبيرا من المستخدمين، وزاد عدد المستخدمين بشكل ملحوظ، مما جذب انتباه شركة آبل لهذا المشروع.
تم إنشاء مؤتمر STEP CONFERANCE في دبي بعد سبعة أشهر من تطبيق هذا المشروع واستخدامه من قبل الكثير، وكان عدد الحضور كبيرا، وتقدم سلطان وزملاؤه للمؤتمر على أساس أنهم أحد المطورين وكأنهم أصحاب مشروع ناشئ، وحصلوا على دعم من الأمير محمد بن سلمان، وقدموا فكرتهم في المؤتمر وحازت على إعجاب الجميع، بما في ذلك محمد الشيخ الذي يعمل في شركة أبل، وأخبرهم أن الشركة متحمسة للفكرة وتريد طرحها في تطبيقات رمضان في متجر التطبيقات للهواتف المحمولة، وعملوا مع أبل على إعادة التصميم وتطويره وإضافة المزايا الجديدة مثل إضافة اللغة التركية.
نجح البرنامج بشكل باهر في سوق التطبيقات من حيث عدد مرات التحميل، حيث كانت تركيا ثاني أكبر دولة في عملية التحميل بعد المملكة العربية السعودية. كما ظهر البرنامج في المقدمة من البرامج المقترحة في سوق البرامج على الهواتف المحمولة، وهذا يعد إنجازا عظيما. ولكن ما زالنا نخضع لفترة اختبار المنتج، حيث يقوم سلطان ورفاقه بعمليات تطوير وتعديل وفقا لمعايير المستخدمين بهدف الحصول على الرضا التام من مستخدمي التطبيق، وكلما قلت الشكاوى، زاد نجاح التطبيق.
تقدم سلطان برنامجه رسميا للحصول على منحة مطوري البرامج من شركة آبل، وبعد الإجابة على عدد من الأسئلة، وافقت آبل على منحه هذه المنحة. وقد شعر سلطان بصدمة عندما رأى الموافقة، حيث لم يكن يتوقع أن يتم عرض عمله في مؤتمر شركة آبل.
وأخيرا… فإننا لا نستطيع سوى أن نشكر ونقدر الشاب الرائع من المملكة العربية السعودية الذي أشرف على بلاده أمام العالم، سلطان الخيال، ونأمل جميعا مزيدا من التفوق والنجاح ونتطلع إلى المزيد من الابتكارات الجديدة من المطور المتميز سلطان الخيال.