درب زبيدة .. طريق الحج الكوفي
رغم الجهود التي بذلتها الخلفاء العباسيون لتهيئة هذا الطريق، فإن المسافرين والحجاج اعترضوا بالعديد من المعوقات، حيث تعرضوا للسلب والنهب والقتل من قبل المجرمين واللصوص على الطريق، وذكر أحد المؤرخين أن الحجاج عادوا في منتصف الرحلة بعد وصولهم إلى رفحاء في عام العطش بسبب عدم توفر المياه .
الأمن … قديما لم يكن متاحا، لذا كانت حوادث السرقة شائعة، كما كان العطش من أكبر العقبات. ولهذا، كلف الخليفة المقتدر خمسة آلاف فارس من قبيلة بني أسد بتأمين الطريق ومساعدة الحجاج. ومع ذلك، بسبب عدم وجود عمارة في الطريق، كاد بعضهم يموت جوعا وكان العطش أيضا من أهم المشاق التي واجهها الحجاج. لذلك، كان هذا الطريق غير آمن قديما، والسفر من خلاله كان يعتبر مجازفة وغمرة. ولم تتمكن الدولة العثمانية والشريف من تأمين هذا الطريق في السابق. ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، تغير الوضع تماما، حيث انتشر الأمن وسيطرت المملكة على جميع أنحاءها، وانتشرت وسائل النقل المتنوعة. وأكمل خدام الحرمين الشريفين عمل الملك عبدالعزيز، وتوفرت جميع الإمكانيات للحجاج من وسائل مواصلات وإنتقال داخل الحرم وخارجه وتنظيم مراسم الحج، وذلك للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج بقدر المستطاع .
: تتفرع عدة طرق أخرى من طريق زبيدة، ومن أهم هذه الطرق طريق يصل بين معدن النقرة والمدينة، ويوجد به العديد من المحطات، وأهمها النقرة والعسيلة وبطن النخل والسقرة والمدينة. وقد شهد طريق زبيدة ازدهارا في العصر العباسي الأول، ولكن بعد انتهاء حكم الخلفاء الأقوياء، لم يعد الطريق آمنا وتعرض لهجمات القبائل المحيطة به، ولم يعد يستخدم إلا في حال توافر الحماية. وبعد سقوط بغداد في أيدي المغول، توقف الطريق تماما وتدمرت معظم محطاته بسبب التخريب من المحيطين بها.
ترميم برك درب الزبيدة … وكان ذلك في عهد الملك فيصل رحمه الله حيث قامت وزارة الزراعه والمياه بترميم البرك الموجودة على طريق درب زبيدة للحفاظ عليها من العوامل الزمنية والطبيعية ليستفيد منها سكان البادية وأيضا لإعتبارها برك أثرية تشهد على الطريق القديم وعلى العناء والمشقة التي كان يبذلها الحجيج سعيا لطب الغفران من الله ، ليس هذا فقط بل قامت وزارة الزراعة بالسير على خطى السيدة زبيدة بأن قامت بصنع برك جديدة على الطريق ولكن بالوسائل الحديثة.
وختاما … يجب علينا أنا نحافظ على الأثار الإسلامية القديمة فطريق مثل درب زبيدة يجب إحيائه من جديد وترميم معالمه فهو الطريق الأول الذي إستخدمه حجاج بغداد للوصول إلى مكة فيمكن بعد ترميمه إعتباره مزارا سياحيا ليعلم المسلمون في وقتنا الحالي مقدار المشقة التي كان يتعرض لها أجدادنا في الوصول إلى مكة المكرمة للحج ، وبالفعل إتخذ المسؤليين بعض الخطوات فألزموا وزارة الزراعة بترميم البرك وحفر أخرى بديلة عن التي إندثرت ، ولكن ما زال هناك ما يمكن أن يقدم من رعاية لآثار هذا الطريق.