يتعرض العديد من أولئك الذين يعانون من مرض السكري لخطر الإصابة بأمراض خطيرة ومضاعفات صحية عديدة. يؤدي مرض السكري إلى تعرض المريض لأمراض أخرى قد تكون أكثر خطورة على صحته من المرض نفسه. ارتفاع مستوى السكر في الدم ليس أمرا بسيطا على الإطلاق، بل يشكل خطرا كبيرا على الجسم. إصابة الشخص بمرض السكري لفترة طويلة أو عدم استقرار مستوى السكر في الدم وتعرضه لارتفاع متكرر يعرض أعضاء الجسم المختلفة لضغوط خطيرة متعددة، مما يؤدي في النهاية إلى ظهور بعض الأمراض الخطيرة عند المريض، والتي تهدد حياته وتشير إلى احتمالية تعرضه لأضرار صحية أخرى .
ويسبب مرض السكري المضاعفات الخطيرة تقريبا لجميع أعضاء الجسم، حيث يسبب أضرارا للثة والأسنان، ومضاعفات للجلد والبشرة، إلى جانب الأضرار الصحية التي تصيب السمع والبصر، والمضاعفات التي تحدث أيضا للقلب والكبد وضغط الدم ونسبة الدهون في الدم، والأخطر على الإطلاق بين كل هذه الأضرار والمضاعفات التي يسببها السكري هي الإصابة بإعتلال الكلية السكري، حيث يؤثر مرض السكري على عمل ووظائف الكليتين ويسبب لهما أضرارا كبيرة، وقد تؤدي في النهاية إلى وفاة المريض إن لم يتم الانتباه لهذه الحالة وعلاجها بأسرع وقت .
ما هو إعتلال الكلية السكري ؟
يعتبر إصابة الكلى بمرض السكري هو أحد أخطر الظواهر المرتبطة به، حيث يحدث اختلالا في عمل الكليتين. يصاب حوالي 40% من مرضى السكري من النوع الأول والنوع الثاني بهذا المرض. يستمر هذا المرض في تدمير الكليتين وإضعاف وظيفتهما، وقد يستمر لسنوات طويلة حتى يتطور الى الفشل الكلوي المزمن وتتدهور حالة المريض الصحية .
يعتبر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن لمرضى السكري من أخطر المشاكل التي يمكن أن يواجهوها. فبمجرد بلوغ هذه المرحلة، لا يوجد شفاء نهائيا، ويتسبب في وفاة العديد من الأشخاص. شهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لحالات الوفاة الناجمة عن هذا المرض، خاصة بين مرضى السكري من النوع الثاني. يشكل هذا المرض خطرا كبيرا على صحة مرضى السكري، ويعرضهم للإصابة بأمراض القلب، مما يزيد من تعقيد وصعوبة العلاج .
مراحل الإصابة بإعتلال الكلية السكري :
1 – المرحلة الأولى : يحدث في هذه المرحلة خلل بسيط في وظائف الكليتين، وقد لا تظهر أعراض معينة على المريض في هذه المرحلة، ويتغير فقط حدوث افراط في الترشيح والتصفية في كبيبات الكلية .
2 – المرحلة الثانية : يطلق الأطباء على هذه المرحلة اسم المرحلة الصامتة، حيث يتطور وضع المريض الصحي دون أن يشعر بأي تغيير واضح، ويمكن أن تظهر أعراض إصابة الكلى في نهاية هذه المرحلة .
3 – المرحلة الثالثة : تعتبر هذه المرحلة بداية ظهور أعراض إصابة الكلى بمرض السكري، ومن أبرز ما يميزها زيادة إفراز البروتينات في البول بكميات تفوق المستوى الطبيعي بين 30 إلى 300 ملغ، وتزداد في هذه المرحلة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة .
هل هناك علاج لمرض إعتلال الكلية السكري : عندما يتطور مرض إعتلال الكلية السكري ويصل إلى المرحلة الثالثة، يصعب علاجه والشفاء منه بشكل نهائي، ولكن إذا تم اكتشاف المرض في بدايته وقبل تزايد خطر الوضع الصحي على المريض، يمكن للمريض تناول بعض العلاجات والأدوية التي يمكن أن تمنع تطور المرض وتفاقمه. وإذا لم يتم علاج المرض بشكل نهائي، يمكن على الأقل منع تطوره والحفاظ على استقرار صحة المريض قدر الإمكان .
ينصح الأطباء مرضى السكري بإجراء متابعة طبية مستمرة للتأكد من سلامة أعضاء الجسم المختلفة وعدم تعرضها لأي أعراض مرتبطة بمرض السكري، كما يجب على المريض العمل على التحكم في مستوى السكر في الدم لديه، فالحفاظ على استقرار مستوى السكر يضمن عدم التعرض للمضاعفات .