اسلاميات

ماذا يقال عند عقد الزواج .. ” الصيغة الشرعية “

عقد الزواج

يعتبر عقد الزواج من أهم وأقدس العقود التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- على جميع عباده، فهو العقد الأساسي المتعلق بحرمة الفرج واستحلاله. ينقل هذا العقد الأحوال من حياة إلى أخرى للعاقدين وأهلهم، حيث يحول من الحرمة إلى الحل بعد إتمام العقد بالشروط المطلوبة

وعندما يفسخ هذا العقد، يتحول المتعاقدون من الحالة الحرامية إلى الحلال، ولذلك اهتم الإسلام بشكل خاص وعميق بهذا العقد، ووصف الله -سبحانه وتعالى- عقد الزواج في كتابه الكريم، وتحديدا في سورة النساء، بالميثاق الغليظ حيث قال -سبحانه وتعالى- (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا، فلا تأخذوا منه شيئا، أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا؛ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا).

تم وضع أركان وشروط وضماناتلازمة لتأمين عقد الزواج بالشكل الصحيح، وبدون توفر هذه الشروط والأركان يعتبر عقد الزواج باطلاً، ومن بين هذه الأركان:

  • صيغة العقد.
  • الصداق (المهر).
  • تواجد شاهدين.
  • تواجد ولي.
  • الزوج والزوجة (العاقدان).

ماذا يقال عند عقد الزواج

يتم عقد النكاح عندما يقول الولي، سواء كان الأب أو الأخ أو أقرب الأقارب: `أنت زوجتي`، ويجيب الزوج: `قبلت هذا الزواج`. يمكن أيضا للولي أن يقول: `أهديتك ابنتي` أو `زوجتك` أو `ملكتك ابنتي` أو أي كلمة تعبر عن المعنى المطلوب، ويجيب الزوج بالقبول والرضا عن الزواج وبهذه الطريقة يتم عقد النكاح

وإذا كانت هناك موانع تمنع هذا الزواج أي لو كانت لدى الزوجة عدة أو إذا كان الزوج كافر والزوجة مسلمة، يجب توافر جميع الشروط المطلوبة لإتمام عقد الزواج بالصورة الصحيحة، وإذا توافرت جميع الشروط المطلوبة يقول الولي عن الزوجة زوجتك ابنتي ويرد الزوج: قبلت بحضرة شاهدين عدليين يشهدان على العقد

فعقد الزواج يتم حضوره من قبل أربعة أشخاص وهم: يجب أن يكون الزوج والزوجة والشاهدين حاضرين، ويفضل أن يتم إلقاء خطبة النكاح قبل بدء عقد الزواج وتكون على النحو التالي: `نحمد الله، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله

ثم يقرأ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسْأَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَام إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)، وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71)

يستحب بدء هذه الخطبة عند عقدالزواج، ولكنها ليست شرطًا، ويمكن للزوج أو ولي الزوجة أو الشاهدان أو حتى القاضي والمأذون الذي سيقوم بعقد الزواج أن يقرأوها.

ماذا يقال عند عقد الزواج من الآيات القرآنية والأحاديث

هناك العديد من الأحاديث والآثار التي أصبحت دليلا على أن البدء بعقد الزواج يجب أن يكون بتلبية الأقوال، ومن بين هذه الأحاديث: الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي يقول `الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله`

وتتبع هذه الأحاديث النبوية الشريفة الآيات القرآنية التالية: `يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا`، وقوله -سبحانه وتعالى- `يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون`

في النهاية، يذكر القرآن الكريم الآية التالية: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).

أحكام الزواج في الدين الإسلامي

يوجد الكثير من الأحكام الثابتة فيما يخص موضوع عقد الزواج في الدين الإسلامي، وأهم هذه الأحكام: قبل أن يتخذ الشاب قرار الزواج يجب أن يكون على يقين تام بأنه يستطيع أن يتحمل مسؤولية الزوجة والبيت والأطفال، وأن تكون حالته المادية معتدلة أو مقبولة، لكي يستطيع أن يؤمن متطلبات الزواج، وإذا كانت حالته المادية ضعيفة ولا يستطيع أن يوفر متطلبات المنزل والزواج فيكون زواجه حرام.

يجب على الشاب أن يتأكد من مشاعره قبل أن يقدم على طلب يد الفتاة من والديها، فإذا كان الزواج مبني على الخوف من الوقوع في الارتباك العاطفي، أو إذا كان الزواج غير محبب في الإسلام، فيجب عليه تأجيل هذه الخطوة.

مبطلات عقد الزواج

في ما يلي مبطلات عقد الزواج:

  • في حالة وجود خللٍ عقلي لدى الشخص، فإن هذا العقد يعتبر باطلًا.
  • إذا كان أحد الشريكين غير راضٍ عن هذا الزواج، يعتبر العقد باطلاً من الأساس.
  • إذا كان أحد الأزواج يعاني من مرض معين يمنعه من ممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي، فإنه في هذه الحالة يعتبر عقد الزواج باطلا.
  • إذا كان أحد الأطراف أخًا في الرضاعة من الآخر، فإن هذا العقد يكون باطلاً.
  • إذا تم إخفاء حقيقة الطلاق من الزوج الجديد قبل عقد الزواج، فإن العقد الزوجي يعتبر باطلاً.
  • إذا كانت الزوجة متوفية أو مطلقة من زوجها السابق وتم الزواج عليها، فإن هذا العقد يعتبر باطلاً.
  • إذا كان ولي الزوجة غير موجود أو لم يوافق على الزواج، فإن العقد يُعتبر باطلاً.
  • إذا تم الزواج بغرض المتعة فقط، أي أن الزواج يتم لفترة محددة ومن ثم يتم الاتفاق على الطلاق، فإن هذا العقد يعتبر باطلا.
  • في حال كانت الزوجة مرتبطة برجل آخر دون انفصال رسمي، فإن ذلك يعتبر أمرًا غير مقبول.

آيات قرآنية عن عقد الزواج

في ما يلي آيات قرآنية عن عقد الزواج:

  • (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )، (سورة البقرة آية 221).
  • (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ )، (سورة البقرة آية 235).
  • من أبرز آيات الله العظيمة هي خلق الزوجات لكم من بينكم لتسكنوا بها، وجعل بينكم المودة والرحمة. إن هذه آيات تذكر الناس بأهمية التفكر.
  • وَينبغي أن تزوجوا العزاب منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إذا كانوا فقراء، فإن الله سيغنيهم بفضله، والله واسع عليم.” (سورة النور، الآية 32).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى