علم وعلماءعلماء

السيرة الذاتية للعالمة جرتي كوري (Gerty Cori)

سيرة ذاتية للعالمة جرتي كوري (Gerty Cori). هناك العديد جدا من النساء الذين مروا عبر العصور وواجهوا زمنا لم تتمتع فيه المرأة بكل ما حصلت عليه الآن، ولكنهم كانوا أيضا سببا قويا بعد الله في تحقيق كل ما حصلت عليه المرأة اليوم عندما تحدوا جميع الظروف والصعاب لفتح الأبواب أمامهم وأهدوا لحظات حياتهم الثمينة للعلم فقط. كانت الطموح والمعرفة هما ما يشغل بالهم، وسعيهم لتحقيق فائدة للبشرية، وكانوا يتمتعون بالصبر والصمود. للأسف، تفتقر العديد جدا من النساء في عصرنا إلى هذه الصفات، حيث أصبحت مساحيق تجميل الوجه والشعر هي ما يشغل بالهم. ومع ذلك، هناك بعض النساء اللاتي رفعن رأس العرب في جميع أنحاء العالم، وعندما نذكر نساءا بارزات سطرن أسماءهن في عالم العلم خلال السنوات الماضية، يجب علينا أن نذكر هذه السيدة جرتي كوري، وهي عالمة كيمياء حيوية تشيكية. سنقدم لكم في هذا المقال سيرتها الذاتية .

تاريخ الميلاد : جرتي كوري ولدت في الخامس عشر من شهر أغسطس عام ١٨٩٦

الحياة العائلية : جرتي كوري تربت في عائلة يهودية محبة للعلم، حيث كان والدها الكيميائي أوتو رادنيتز يعمل مديرا لمعمل تكرير السكر بعد اختراعه طريقة ناجحة لتكرير السكر، وكان عمها أستاذا في طب الأطفال .

بداية مسيرتها العلمية : قررت جرتي كوري أن تبدأ مسيرتها العلمية عندما كانت في سن السادسة عشرة، حيث اتخذت قرارا في ذلك الوقت بأن تصبح طبيبة. عملت بجد فورا على دراسة العلوم، ولكنها اكتشفت نقصها في القواعد الأساسية للغة اللاتينية والفيزياء والكيمياء والرياضيات. لم تنتظر جرتي كوري أي شيء يقف أمام طموحها، لذا قررت الاجتهاد في دراستها لمدة عام واحد فقط لسد تلك الثغرات. خلال هذه المدة القصيرة، استطاعت أن تدرس ما يعادل ثماني سنوات في اللغة اللاتينية، وخمس سنوات في العلوم، وخمس سنوات أخرى في الرياضيات. نجحت بالفعل في امتحان القبول الجامعي وبدأت دراستها في كلية الطب في عام 1914 في جامعة كارلوفا في براغ. كان ذلك تحدا كبيرا لأنه في تلك الفترة من الزمن، لم يكن من المألوف أن يدرس النساء ويتخصصن في مجال الطب. ومع ذلك، كانت عائلتها تدعمها وتقف بجانبها، وخاصة عمها. تخرجت من كلية الطب في عام 1920 عندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، وبعد عام واحد فقط من تخرجها، تزوجت من زميلها “كارل كوري” في قصة حب. كان زوجها أيضا لا يقل عنها في العلم والطموح .

الزواج : كما ذكر من قبل، تزوجت جرتي كوري من صديقها كارل كوري الذي كان يرافقها في رحلتها العلمية، وتزوجا بعد تخرجهما بعام، وهذا السبب جعل جرتي تعتنق المسيحية بدلا من اليهودية لكي تتزوج من كارل .

دورة كوري : انتقلت جرتي كوري مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة أبحاث طبية حول دراسة الأمراض الخبيثة في معهد روزويل بارك للسرطان. للأسف، تم منعهما من العمل معا، ولكنهما قرروا التغلب على ذلك من خلال العمل في مختبرهم الخاص، حيث قاموا بالتعاون في بحث يتناول كيفية إنتاج الطاقة ونقلها إلى جسم الإنسان. بدأوا أيضا في دراسة كيفية هضم الكربوهيدرات، وقد قاموا بنشر أكثر من 50 بحثا مشتركا، بالإضافة إلى 11 مقالة. في عام 1922، بدأوا العمل على النظرية التي حصلوا من خلالها على جائزة نوبل، والتي أصبحت معروفة باسم `دورة كوري`، وتشتمل على شرح دورة الطاقة في الجسم من العضلات إلى الكبد، ثم العضلات مرة أخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى