منوعات

لماذا حرق نيرون روما ؟

نيرون هو الإمبراطور الروماني الخامس والأخير وهو واحد من أغرب الشخصيات وأكثرها جنونا في تاريخ الإمبراطورية الرومانية. كان نيرون ابنا متبنى للإمبراطور الروماني كلوديوس، وبفضل ذلك وصل نيرون إلى الحكم في الإمبراطورية. عندما تولى العرش، كان نيرون لا يزال صغيرا، وبالتالي كانت السلطة الفعلية في أيدي والدته. لم يكن نيرون وريثا شرعيا للعرش، إذ كان بريتاينكوس هو الوريث الشرعي، ولكن عندما نشبت نزاعات بين نيرون ووالدته، ظهرت سلوكياته الغير طبيعية مثل العدوانية والطيش والتهور. قام بالهروب والتورط في الفساد، وبلغ الأمر حتى أنه قام بالتنكر والنزول إلى الشوارع وسرقة الناس. تم إخباره من قبل أحد أصدقائه أن والدته تخطط لإسقاطه عن العرش وتعيين أغسطس كقيصر للإمبراطورية الرومانية، وأنها تعتزم الزواج منه بعد نجاحهما في إسقاطه. قرر نيرون إعدام والدته، ولكن أصدقائه أقنعوه بإعطائها فرصة للدفاع عن نفسها لكي لا يثير غضب الشعب عليه. وافق نيرون على ذلك، لكنه أرسل شخصا آخر لمواجهة والدته وتوجيه الاتهامات إليها. غضبت والدته بشدة ولعنت نيرون بألفاظ بذيئة، لكنها تمكنت من الدفاع عن نفسها ونفي التهمة الموجهة إليه .

نيرون و قتله لوالدته :- كان نيرون شخصا فاسدا ومجنونا ومتهورا للغاية، إلى درجة أنه تعرف على إحدى بائعات الهوى وأحبها بشدة، ونتيجة لذلك تأثر بشدة برأيها، حتى قرر الانفصال عن زوجته لإرضاءها، على الرغم من محاولات والدته العديدة لإثنائه عن هذا القرار المتهور، ولكن هذه السيدة أعادت إشعال الخلافات بين نيرون ووالدته، مما زاد من كراهيته وبغضه لوالدته، واتخذ قرارا بالتخلص منها من خلال تدبير مؤامرة لقتلها. لم تنجح المؤامرة، لكن نيرون استمر في التخطيط لقتلها، وأرسل أحد أصدقائه إلى قصر والدته، حيث قتلها بالسيف وأحرق جثتها .

أسلوب حكم نيرون للإمبراطورية الرومانية :كان نيرون حاكما فاشلا للغاية في إدارة شؤون الإمبراطورية، حيث تسبب أسلوبه المتهور والغير حكيم في إثارة الفتن وزيادة وتيرة الاغتيالات السياسية في عهده إلى حد غير مسبوق، وشملت المؤامرات شخص نيرون، وعلى الرغم من ذلك، نجا من كل محاولات الانقلاب عليه أو القتل .

أكبر جرائم نيرون (جريمة حرق روما ) :- إحراق نيرون لروما يعتبر إحدى أعظم جرائمه وأكثرها بشاعة، حيث شعر خياله المريض أنه من الأفضل أن يحرق روما ويعيد بنائها بشكل أفضل. وبالفعل، أشعل نيرون النيران في قاعدة السيرك الخشبية في المدينة، وامتد الحريق في كل أنحاء روما، واستمر لمدة أسبوع تقريبا، ودمر عشرة أحياء كاملة وأودى بحياة آلاف الأشخاص. كان نيرون يشاهد الحريق من برج عال في المدينة بترقب وهدوء شديدين. ولكن الحريق أدى إلى زيادة الرفض الشعبي لحكمه وزيادة كراهية الناس له. لذا، حاول تحميل طائفة أخرى، مثل اليهود، المسؤولية عن الحريق، لكنه تراجع بسبب حماية إحدى زوجاته لليهود. لكنه قرر اتهام المسيحيين بالحريق وأمر بقتلهم وتعذيبهم لمدة أربعة أعوام. سياساته الفاشلة وغير الحكيمة أدت إلى غضب الشعب ورغبتهم في التخلص منه، وهذا أثار خوف نيرون ودفعه في النهاية للانتحار، وتسبب في فوضى عارمة في الإمبراطورية الرومانية. ويعتبر نيرون شخصية غريبة وغير مستقرة تماما في تاريخ البشرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى