قصص مؤثرة عن ضحايا هجوم اسطنبول
الإرهاب في العصر الحديث هو حرب ضد الإنسانية بشكل عام ولا يمكننا أن نقول أن الإرهاب يمثل دينا أو عرقا، بل إنه يمثل القوة المعادية للإنسانية في جميع البلدان والأديان. فكم من مسلم قتل بأيدي الإرهاب وكم من مسيحي قتل بأيدي الإرهاب وكم من يهودي قتل بأيدي الإرهاب. لذلك، الإرهاب ليس له دين ولا وطن. جميع بلدان العالم تعاني من آثار هذا الإرهاب الملعون. ونرى الآن الإرهاب يجتاح مدينة اسطنبول في تركيا، وهي آخر محطة لأعمال الإرهاب التي تشهدها. هناك هجوم مسلح من قبل مجهول على المحتفلين برأس السنة الميلادية، ونتيجة لذلك سقط عدد كبير من الضحايا، ومعظمهم من العرب. هذا الحادث أحزن جميع الدول العربية، وخاصة المملكة، حيث بلغ عدد ضحايا المملكة في هذا الهجوم الإرهابي سبعة قتلى، بالإضافة إلى حوالي عشرة ضحايا آخرين. كل ضحية في هذا الحادث تركت قصة مؤثرة تم تداولها بواسطة النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي ونقلتها الصحف، وأصبحت من أهم الأخبار. في هذه المقالة، نقدم هذه القصص المؤثرة لضحايا هجوم اسطنبول.
1- عمر فادن
عمر فادن هو شخص نجا من مجزرة اسطنبول، وقد أفاد بمعظم تفاصيل الحادث المأساوي الذي وقع في أحد مطاعم اسطنبول، وذلك خلال مشاركته في حوار على قناة العربية. وقال في المقابلة: `كنت متوجها إلى دورة المياه ولاحظت شخصا يرتدي زي سانتا كلوز، وكان يبدو عاديا حتى رفع رشاشا وبدأ في إطلاق النار… أعتقد أن أول ضحية للرصاص كان الشخص الذي كان بجواري بسبب قرب الحمامات من المدخل`. ولذلك، قرر الهروب بسرعة نحو الحمامات وسمع أصوات إطلاق النار، وقال: `كان المسلح الأول يردد هتافات “الله أكبر الله أكبر”، ثم بدأ يتحدث باللغة التركية التي لم أفهمها، وبعد ذلك سمعنا صوت إطلاق نار كثيف في كل مكان وفي كل الاتجاهات`. طلب المسلح هذا من الآخرين أن ينتشروا في أماكن أخرى .
بينما وقع الحادث، كان عمر فادن قد بث رسائل استنجاد عبر حساباته على تويتر وسناب شات لمتابعيه ليبلغوا الشرطة؛ وكتب أيضًا `الإرهابيين بيقتلوا كل أحد، سامحوني`، ويجدر بالذكر هذا.
2- شهد سمان
شهد سمان هي ضحية من ضحايا هجوم اسطنبول وهي شابة عشرينية محامية قد تخرجت من قسم القانون ، فبعد أن جعلت الدفاع عن المظلوم هدفها راحت هي في عمل إرهابي مظلومة، وقد كتبت آخر رسائلها على موقع سناب شات لمتابعيها وقالت فيه “قريباً ستفتح لكم صفحة بيضاء لعام جديد” ولكنها للأسف ذهبت بيد الإرهاب القذرة.
عبر شقيقها سليمان عن حزنه وأسفه لما حدث في موقع العربية نت، وقال: `كانت أختي البالغة من العمر 26 عاما تنتظر في مطعم ريانا في اسطنبول خالي وزوجته وابنته الصغيرة لتناول العشاء في تلك الليلة في منطقة ارتاكوي. كانت تتواصل معنا عبر الواتساب باستمرار، ولكن تأخر خالي بسبب ازدحام الشوارع. كتبت له ولعائلته حياة جديدة`. وأوضح أنهم كانوا في اسطنبول لغرض العمل والسياحة، ولكن الإرهاب حول السعادة إلى حزن. `ما ذنب أختي البريئة.
3- لبني الغزنوي
وهي إحدى ضحايا مجزرة اسطنبول والتي قد فجع كل من يعرفها شخصيا لوفاتها بهذا العمل الإرهابي الشنيع، وقد نعاها أصدقاؤها ووصفوها بالإنسانة الرائعة خاصة زملاء العمل لها،وقد تناقلوا آخر عباراتها عندما كتبت قبل وقوع الحادث الإرهابي أنها قد رأت الثلج يتساقط وهي إحدى أمنياتها وأنها لا تتمنى أن تراه مرة أخرى.
وقال لؤي الشريف عنها: توفيت أختي وصديقتي وفيتي لبنى غزنوي في حادث إرهابي في اسطنبول، ليرحمها الله ويجعل مثواها الجنة، ويعوضها الله في الفردوس عن شبابها. قبل أيام من سفرها، نشر لؤي رسالة وداع للبى، التي تعمل في شركة كبرى في جدة.
التوأم أحمد ومحمد سعود بن عبد الوهاب الفضل
واحدة من أكثر القصص المؤثرة، بعد أن عاش التوأم أحمد ومحمد الفضل معا لمدة 24 عاما، انتهت حياتهما في نفس اللحظة. جمعتهما لحظة الميلاد ولحظة الوفاة. بعد تخرجهما معا من جامعة CBA، قرروا التنزه في اسطنبول، المدينة التي اختاروها. أفاد الشقيق الأكبر للتوأم، في حديثه لصحيفة عكاظ، بأنهما سافرا للتنزه في تركيا دون أن يعلما أن أيادي الإرهاب ستنهي حلمهما بالحصول على وظيفة بعد التخرج. تابعنا الحادثة الإرهابية من وقت وقوعها حتى الساعة التاسعة صباحا. كانت هناك شكوك تحوم حول مصير شقيقي محمد وأحمد بعد انقطاع الاتصال بهما. قمنا بالاتصال بالسائق المرافق لهما الذي أخبرنا بوجودهما في موقع الهجوم الإرهابي، ولكنه لم يكن على علم بمصيرهما بعدما فرض طوق أمني على الموقع ومنع دخول أي شخص إليه .
تواصلت القنصلية السعودية في تركيا مع عائلة الشقيقين وأخبرتهم رسمياً بوفاتهما، وطلبت منهم الحضور لإنهاء الإجراءات اللازمة لنقل جثتيهما إلى المملكة، وتلقى والد الشقيقين هذا الخبر بصبر واحتساب خاصة وأنه كان في طريق العودة من مصر حيث كان هناك لتلقي العزاء في عمه الذي توفي هناك .
وأخيرا، ما حدث في اسطنبول من عمل إرهابي هو مجرد سلسلة من جرائم الإرهاب المتكررة التي تهدد كل مكان في العالم، وتحتاج إلى تكاتف وتضامن للتغلب على هذه الأزمة. إن الإرهاب يشكل تهديداً للجميع، ويجب على الجميع التكاتف والتعاون لمواجهته بكل الوسائل الممكنة بدلاً من أن ينهي حياتنا..