الخليج العربي

من هي شهد سمان ؟

شهد سمان هي فتاة شابة في مقتبل العمر، عمرها لا يتجاوز 26 عاما، ورغم صغر سنها، إلا أنها كانت تقضي جميع أوقاتها في رفع الظلم عن أي مظلوم، وكانت تتفرغ للدفاع عن قضايا الظلم. لذا كانت لها بصمة في حياتها، وحتى بعد وفاتها تركت بصمة أيضا من خلال تلك الكلمات الأخيرة التي تركتها على حسابها في سناب شات، خاصة بعد أن وعدت جميع متابعيها وأصدقائها بفتح صفحة بيضاء مع بداية العام الجديد. ولكنها لم تكن تعلم أن هذه الصفحة البيضاء ستلطخ بدمائها، فقد قتلت بالغدر وهدر الدم في أول يوم من العام الجديد الذي كانت تنتظره.

هل تريد تفاصيل وفاة شهد سمان والسبب وراء تواجدها في تركيا، وتحديدا في مطعم ريانا الذي وقع به الإرهاب؟ وفقا لتصريحات أسرة الشهيدة شهد -رحمها الله-، وتحديدا شقيقها “سليمان سمان”، فإن سبب تواجدها في تركيا كان بسبب إجازة عمل وسياحة ولقضاء أوقات ممتعة، ولكن انتهت هذه الإجازة بالحزن والأسى وفقدان أغلى ما تملك، حيث كان يطلق عليها هي وأبيها اسم “الملاك البريء”، وكان من المفترض أن تنتهي هذه الإجازة في نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد. وأما سبب تواجدها في مطعم ريانا في إسطنبول الذي وقع به الإرهاب، فكانت بانتظار خالها وابنتها الصغيرة لقضاء ليلة رأس السنة وتناول العشاء في المطعم، ولكن خالها لم يتمكن من الوصول إليها بسبب ازدحام الطرقات. ولكن في الحقيقة، عدم وصول خالها كان ترتيبا من الله سبحانه وتعالى، الذي أراد أن يبقى على قيد الحياة هوابنته، وأراد أن تنتهي حياة شهد.

عندما وصلت وفاة شهد سمان، علمت عائلتها بالخبر بشكل رسمي من القنصلية السعودية في إسطنبول. وأخبر والدها أن شهد كانت ضمن شهداء هجوم إرهابي في إسطنبول. ومن المحتمل أن يكون والدها يعرف الخبر من قبل؛ حيث تواصل مع خالها بعد معرفته بتفاصيل الهجوم الإرهابي وعلم أن ابنته كانت في المطعم. وبدأ في الاتصال برقم هاتفها الشخصي، ولم يرد عليها؛ فتأكد أن ابنته من المصابين. وتواصلت السفارة التركية مع عائلة الضحية لترتيب جثمان الفقيدة، وتم استلام جثمانها من قبل والدها وشقيقها في المدينة المنورة، وكانوا في حالة حزن شديدة، وأدت هذه الحادثة إلى حزن السعودية بأكملها ..

أخيرا.. رحمها الله واسكنها الجنة، ولكن نتساءل دائما حتى متى سيستمر هذا الإرهاب الأسود الذي غطى العالم وأخذ الكثير من أرواح الأسر، لم تكن سمان ضحية اسطنبول الوحيدة بل فقد الكثير من الآباء والأمهات أبناءهم في هذا الهجوم الإرهابي الذي ليس له أي مبرر حتى الآن سوى نشر الإرهاب وإرعاب القلوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى