الأسطورة الفرنسية الجديدة غريزمان

يستمر اللاعبون الموهوبون على مستوى العالم في جذب اهتمام الأندية، وتتنافس العديد من الأندية العالمية على ضم أفضل اللاعبين. يعمل معظم الأندية العالمية على جذب لاعبين يفضلون الانضمام إلى فرقهم على أي فريق آخر. قد يعقد بعض الأندية صفقات مع لاعبين على مستوى عال وآخرون على مستوى متوسط، ولكنهم يتطورون للاعبين ذوي إمكانات كبيرة فيما بعد. هناك أمثلة كثيرة في ملاعب العالم، خاصة الملاعب الأوروبية، حيث كان معظم أفضل لاعبي العالم في البداية لاعبين متوسطي المستوى، ولكنهم طوروا أداءهم بأنفسهم أو بمساعدة المدربين أو بفضل الفرق التي يلعبون فيها. على سبيل المثال، لاعب تشيلسي هازارد لم يكن في المستوى الحالي عندما بدأ، لكنه تطور وأصبح لاعبا من الطبقة الأولى الذي يتمناه أي فريق. هناك أيضا بول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد الذي لم يكن يقنع مدربه فيرجسون، لذا انتقل إلى يوفنتوس الإيطالي ومن ثم عاد إلى مانشستر يونايتد مرة أخرى في أغلى صفقة في العالم. ولكن نركز اليوم في هذه المقالة على لاعب استطاع أن يثبت نفسه في الفرق التي لعب لصالحها. إنه لاعب موهوب إلى جانب أنه مجتهد، وهو لاعب المنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان، لاعب أتلتيكو مدريد وأحد أفضل لاعبي الهجوم. سنستعرض أهم إنجازاته مع الفرق التي لعب لها أو مع المنتخب الفرنسي .

الظهور المفاجئ ل غريزمان على الساحة العالمية :

أنطوان غريزمان هو لاعب كرة قدم فرنسي أثبت نفسه كلاعب كبير في الفترة الأخيرة، وتمكن من تطوير مهاراته وأصبح أكثر تأثيراً في أي فريق يلعب معه، بالإضافة إلى قوته التي يضفيها على هجوم المنتخب الفرنسي عندما يلعب لصالحه. لذلك، يُعتبر هذا اللاعب واحدًا من الأشهر في الساحة الفرنسية الآن .

أنطوان غريزمان ولد عام 1991 في مدينة ماكون. بدأ لعب كرة القدم في سن مبكرة جدا، حيث انضم إلى أكاديمية ماكون التي ولد فيها. استمر فيها خلال فترة الشباب حتى عام 2005 عندما كان عمره 14 عاما. لفت نادي ريال سوسيداد الأسباني الأنظار إليه وقرر الانضمام إليه، حيث توقعوا أنه سيصبح لاعبا كبيرا في المستقبل. على الرغم من ضعف بنيته الجسمانية في ذلك الوقت، كان اللاعب ماهرا وقادرا على تسجيل الأهداف بطريقة مثيرة لإعجاب الجماهير. في ريال سوسيداد، بقي اللاعب حتى جاءت له الفرصة في عام 2009 للعب مع الفريق الأول في مباراة ضد رايو فايكانو في كأس إسبانيا. شارك في العديد من المباريات خلال هذا الموسم، حيث كان النادي يلعب في الدوري الثاني الإسباني. استمر مع الفريق لمدة خمس سنوات، شارك في 200 مباراة وسجل 55 هدفا. بفضل تألقه مع ريال سوسيداد، دخل نادي أتلتيكو مدريد في مفاوضات معه في عام 2014 بناء على طلب المدرب سيميوني. أصر المدرب على التعاقد معه، وهكذا تم بيع اللاعب لنادي أتلتيكو مدريد مقابل 30 مليون دولار .

مع أتلتيكو، كان غريزمان مبهرا، حيث كان لاعبا أساسيا في الفريق في العديد من المباريات وأصبح لاعبا أساسيا في وقت قصير جدا. كانت أول أهدافه مع الفريق في العام الأول أمام أولمبياكوس اليوناني في دوري الأبطال الأوروبي، وخلال عامين، شارك غريزمان في 110 مباراة مع الأتلتيكو وسجل 55 هدفا بمعدل تهديف عال. بالإضافة إلى ذلك، كان أحد أسباب وصول أتلتيكو مدريد إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا 2016 قبل أن يخسر أمام الريال بركلات الترجي .

في عام 1911، كان غريزمان من بين اللاعبين الفرنسيين الدوليين، حيث بدأ مشواره الدولي منذ صغره عندما كان يلعب في منتخب الشباب تحت 19 عاما. واستمرت مشاركته في المنتخب بصورة منتظمة عبر الأعمار المختلفة، حتى تم استدعاؤه للعب مباراة ودية أمام منتخب هولندا تحت قيادة المدير الفني ديشامب. ومع ذلك، بدأت مشاركته الأساسية مع المنتخب منذ عام 2015، عندما شارك في المباراة ضد هولندا مرة أخرى. وشارك اللاعب مع المنتخب الفرنسي في بطولة الأمم الأوروبية التي أقيمت في فرنسا، وتأهلوا إلى المباراة النهائية، لكنهم خسروا أمام المنتخب البرتغالي بنتيجة 1-0. وحتى الآن، لعب غريزمان 33 مباراة مع المنتخب وسجل 13 هدفا، ومن بين أهم هذه الأهداف كان هدفه في مرمى المنتخب الألماني في نصف نهائي بطولة الأمم الأوروبية. هذه البطولة جعلته يتصدر قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، وينافس كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في الجوائز الفردية المرموقة. إنه إنجاز يستحق التقدير للاعب المجتهد الذي يسعى دائما للتفوق خلال الأيام القادمة .