ما هي حقوق الجار في الإسلام ؟

يعرف الجار في الدين الإسلامي بشكل عام بأنه الشخص الذي يكون قريبا ومجاورا لمسكنك. قد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن حد الجوار هو أربعون دارا من كل جانب، وبناء على ذلك، فإن المعنى العام للجار هو أنه الشخص الذي يعيش بالقرب منك، أي بجوار منزلك، وحتى أربعون منزلا من كل جانب منزلك. اتفق الإمام الشافعي والإمام الحنبلي على هذا الرأي. أما بعض العلماء الآخرين، فقد حددوا الجار بأنه الشخص الذي يكون ملاصقا لمسكنك من كل جانب فقط. وأتى رأي آخر من العلماء بتحديد الجار على أنه الشخص الذي يصلي معك في نفس المسجد. وقد رأى بعض العلماء الآخرين أن تعريف الجار يتوقف على العرف السائد في كل زمان ومكان. وبغض النظر عن تحديد الجار من قبل العلماء، فقد أولى الدين الإسلامي اهتماما غير عادي بتلك القضية. إن الله عز وجل قال في آياته الكريمة: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ۖ وبالوالدين إحسانا وبذي القربىٰ واليتامىٰ والمساكين والجار ذي القربىٰ والجار الجنب وابن السبيل.

قضية الجار :إنها واحدة من تلك القضايا الهامة والحيوية التي تساعد وتعمل بشكل أساسي على ترابط واستقرار المجتمع الإسلامي، وتكاتف أفراده. فقد يكفي من قال النبي صلى الله عليه وسلم بتأكيد هذه القضية الخاصة بالجار، حيث قال: “أن جبريل عليه السلام ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”. ويدل هذا على حرص الدين الإسلامي على تنظيم علاقة المسلم بجاره، والتي يجب أن تقوم على الاحترام والمحبة المتبادلة وعدم الإيذاء. فالجار هو الشخص الذي يساعدك عندما تحتاج إلى المساعدة أو العون، وهو الشخص الذي يسعفك عندما تمرض. ولذلك، يجب عليك أن تتعامل معه بالطريقة الصحيحة، سواء كان أخا لك أو قريبا لك أو حتى شخصا لا يربطك به صلة قرابة أو صداقة، أو حتى شخصا يعتنق ديانة مخالفة لديانتك. فعلى المسلم أن يعطي الجار حقوقه وأن يتعامل معه بالحسنى، لأن ذلك يعد طاعة لأمر الله عز وجل، ويحمل أجرا عظيما عند المولى جل شأنه .