السيرة الذاتية للبطل و الشهيد العربي بن مهيدي
سيرة البطل والشهيد العربي بن مهيدي .. استمرت الجزائر في معاناتها لفترة طويلة جدا من الاحتلال الفرنسي الوحشي الذي أودى بحياة العديد من أبناء الوطن بطرق وحشية وغير إنسانية. ومع ذلك، كان هناك العديد من أبطال الجزائر الذين واجهوا الاحتلال بشجاعة وقوة، وتعرضوا للظلم والعذاب، وتحملوا كل هذا من أجل وطنهم فقط. وبالطبع، من بينهم كانت البطلة جميلة بوحيرد التي قدمت التضحية من أجل الوطن وعاشت في الظلمة، ورفضت الشهرة. ومن بين هؤلاء الأبطال أيضا، كان هناك البطل والشهيد محمد العربي بن مهيدي الذي قدم روحه ثمنا لحبه الحقيقي لوطنه. ولذلك، سنقوم في هذا المقال بسرد سيرته الذاتية، حيث يبقى حتى اليوم حاضرا بأعماله التي نستمد منها العبر .
تاريخ الميلاد : ولد محمد العربي بن مهيدي في عام (1923)
محل الميلاد : ولد في دوار الكواهي بناحية عين مليلة (أم البواقي)
النشأة و الحياة العائلية : : “العربي بن المهيدي ولد في عائلة مؤلفة من ثلاث فتيات وولدين، وهو الثاني في الترتيب بينهم. تربى على المبادئ وحب الوطن والدين، وكان يحب الفن واستماع أغاني المطربة الجزائرية فضيلة الدزيرية، وكان يحب الموسيقى الأندلسية ومشاهدة الأفلام الحربية والثورية. تأثر كثيرا بالثائر المكسيكي زاباتا، وكان يحب دائما أن يشاهد فيلما يتناول قصة حياته ونضاله، وتمنى أن يكون مثله. ولذلك، عندما دخل الحياة السياسية، اختار اسم زاباتا كلقب سري له. كان بداخله فنانا عطوفا يحب التمثيل والمسرح، وقام بالتمثيل في مسرحية “في سبيل التاج” التي تهدف إلى نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاحتلال، وكان أيضا رياضيا ماهرا في لعبة كرة القدم .
الدراسة : التحق العربي بن المهيدي بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مسقط رأسه، لكنه انتقل بعد عام واحد فقط من الدراسة إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي. وبعد الانتهاء منه، انتقل مع عائلته إلى مدينة بسكرة وأكمل فيها تعليمه الإعدادي، وانضم إلى صفوف الكشافة الإسلامية، ثم أصبح فيما بعد قائدا لفريق الفتيان .
بداية مشواره السياسي : العربي بن مهيدي انضم إلى حزب الشعب في عام 1942، وفي اليوم الثامن من شهر مايو لعام 1945 تم اعتقاله مع مجموعة من المعتقلين، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد ثلاثة أسابيع وتعرض خلالها للتعذيب، لكنه خرج أقوى مما كان عليه ولم يخيفه هذا العذاب، وبسرعة أصبح من أولئك الشباب الذين انضموا إلى المنظمة الخاصة وأصبح أحد أبرز أعضائها وأكثرهم حماسا واجتهادا، وفي عام 1949 تولى مسؤولية الجناح العسكري بسطيف وأصبح في نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري، وفي عام 1953 أصبح مسؤول الدائرة الحزبية بوهران، وبعد عام من توليه هذه المسؤولية تم تشكيل اللجنة الثورية للوحدة وأصبح هو أحد أعضائها الأقوياء .
دور العربي بن مهيدي في الثورة : شارك بشكل فعال في الثورة حيث دعا الناس للمشاركة فيها ونجح في إقناع العديد منهم بكلماته المؤثرة، وأصبحت مقولته الشهيرة “القوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب، وأعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا” من أشهر كلماته .
استشهاد العربي بن مهيدي : في عام (1957) تم احتجاز العربي بن مهيدي وقامت قوات الاحتلال الوحشية بتعذيبه لاستخلاص اعتراف منه، ولكنه رفض الاعتراف على الرغم من الألم الشديد الذي تعرض له، حيث تم تجريد جلده من وجهه تماما، ولذلك قام بيجار برفع يده تحية لبن مهيدي وقال إنه لو كان لديه مجموعة من الأشخاص مثل العربي بن مهيدي، لكان قد غزا العالم. وفي النهاية، تمت إعدام بن مهيدي بالإعدام شنقا ليغادرنا هذا الشهيد البطل ويعلمنا معنى حب الوطن والتضحية وأعلى درجات الشجاعة .