ترجع أسباب نشوب الحرب العالمية الأولى إلى عدة عوامل، من بينها النزاعات القديمة بين أكبر دول أوروبا، التي أدت إلى توتر العلاقات بينها. وكان فوز ألمانيا في الحرب البروسية الفرنسية عامي 1870 و1871 ميلاديا هو بداية ظهورها كدولة قوية وموحدة. وأنشأت ألمانيا أيضا أكبر أسطول بحري واسع النطاق الذي يمكنه السيطرة على جميع المناطق البحرية المحيطة بها، وهذا أدى إلى تدهور العلاقات بينها وبين المملكة المتحدة. وأدى هذا الموقف الذي وصلت إليه ألمانيا إلى جعل المنطقة على حافة الحرب، وكان حادث اغتيال ولي العهد النمساوي (فرانز فرديناند) وزوجته على يد طالب صربي يدعى (غافريلو برينسيب) في سراييفو، البوسنة والهرسك في 28 يونيو 1914 ميلاديا، هو الشرارة التي أشعلت حربا. وبعد هذا الحادث، أعلنت النمسا الحرب على صربيا، ثم أعلنت روسيا دعمها لصربيا ضد النمسا، ثم أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا. وبعد هذه الأحداث، انقسمت الدول إلى مجموعتين: الأولى مع المملكة المتحدة وحلفائها كقوى عظمى، والثانية مع ألمانيا وحلفائها كقوى عظمى أخرى. وانضمت الكثير من الدول التي لم يكن لها دخل في الحرب إلى أحد الفريقين، مما أدى إلى مقتل حوالي تسعة ملايين جندي في هذه الحرب، وهي أكبر حصيلة في تاريخ الحروب التي سبقتها.
أحداث الحرب… بدأت أحداث الحرب العالمية الأولى في شهر أغسطس عام 1914 ميلاديا بهجوم في منتهى القوة من قبل الجبهة الألمانية مع إعتقادا منهم على عدم مقدرة الجبهة الأخرى على رد الضربة وإستطاعتهم على تدميرهم من خلال هذة الضربة بينما قام الفرنسيين من الطرف الأخر بهجوم على الأراضي الألمانية ولكن بائت الضربتين بالفشل، ولكن سرعان ما بدأت الحرب تأخذ شكل مختلف في عام 1915 يتصف بالقوة وعدم التمييز مما خلف وراؤة الكثير من الخسائر والضحايا وبعدها بدأت الإستعانة بأنواع جديد من الأسلحة حيث استخدم الطرفين الغاز السام، ثم ظهرت الدبابات في عام 1916 م ثم الغواصات في عام 1917 م وظل الجانبين يهاجمان بعضهما البعض مع وجود اليأس المهيمن على معظم الجنود بداخل جيوش الطرفين الذين شاهدوا الكثير من ذويهم يموتون ويقعون تحت أقدامهم، مما أدى الى تمرد الكثير من الجنود في الجيش الفرنسي لما وصلت إلية نتائج الحرب ثمّ بدأ العام الأخير من الحرب بهجوم الجبهة الألمانية بضربات في منتهى القوة على طول الجبهة الغربية على أمل هزيمة الجبهة الأخرى بقيادة البريطانيين والفرنسيين قبل وصول القوات الأمريكية ، ولكن إستطاعت قوات التحالف في الصمود أما هذا الهجوم .
الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى…شارك في الحرب العالمية الأولى معظم دول القوى العظمى في العالم، وتم إنقسامهم الى مجموعتين.
وتحتوي المجموعة الأولى على قوات الحلفاء وهم (الوفاق الثلاثي وهم “أندورا، وأرمينيا، والثوار العرب”، وبلجيكيا، والصين، وكوستاريكا، وكوبا، وفرنسا، واليونان، وغوانتيمالا، وهوندوراس، وإيطاليا، واليابان، وليبيريا، والجبل الأسود، ونيبال، وفانواتو، ونيكاراغوا، وبنما، وجمهورية البرتغال الأولى، ورومانيا، وروسيا، وصربيا، وتايلند، والمملكة المتحدة، وقواة مشاة الأمريكية وهم “إقليم ألاسكا، وإقليم هاواي، والولايات المتحدة”، والفلبين، وبورتوريكو، وبعض المجموعات العرقية غير المستقلة وهم “الأرمن، والآشوريون، واليونانيون البنطيون”، واليهود في فلسطين وبعض العرب).
تتألف المجموعة الثانية التي تسمى دول المركز من النمسا وأذربيجان وبلغاريا ودولة الدراويش وألمانيا والإمبراطورية الألمانية الاستعمارية وجبل شمر.
في نهاية الحرب العالمية الأولى، اتسعت دائرة الحرب لتشمل الكثير من الدول، بما في ذلك إيطاليا واليابان والولايات المتحدة التي انضمت إلى دول الحلف الثلاثي، بينما انضمت بلغاريا والدولة العثمانية إلى الجبهة الأخرى التي تمثلت في دول المركز. وصل عدد الجنود الأوروبيين إلى حوالي ستين مليون في ذلك الوقت. وعندما اقتربت الحرب من نهايتها، انتهت معها الأمبراطورية الألمانية والروسية والنمساوية، وكذلك الدولة العثمانية. وبعد كل هذه الخسائر التي شهدتها الدول في جميع المجالات، بما في ذلك الجوانب التجارية والاقتصادية، شكلت بعض الدول هيئة عصبة الأمم بهدف فض هذه الأحداث وتحقيق الأمن والسلام مرة أخرى، لكنها لم تنجح بسبب إصرار بعض الدول على الانتقام لما حل بها، وخاصة الألمان الذين شهدت بلادهم تأسيس العديد من الأحزاب، بما في ذلك حزب الفاشية الذي سعى إلى إشعال حرب جديدة لتحقيق الانتقام، وهي الحرب العالمية الثانية.