سيرة أم المؤمنين ” أم حبيبة “
سيرتها ونسبها: هي زوجة رسول الله، أم المؤمنين، وهي بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. ولم يتفق على اسمها، فهل هو “رملة” أم “هند”. وهي أخت الصحابي يزيد بن أبي سفيان ومعاوية بن أبي سفيان
والدتها عمة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، صفية بنت أبي العاص بن أمية، وعمتها هي التي ورد اسمها في القرآن كحاملة الحطب، أم جميل، وهي زوجة أروى بنت حرب وزوج أبي لهب.
تعتبر من بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المهاجرين الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن أوائل المسلمين، وهي أحد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الأقرباء نسبًا له وأكثرهن صداقةً.
زواجها من النبي عليه السلام: كانت أم حبيبة رضي الله عنها متزوجة من عبيد الله بن جحش الذي أنجبت منه ابنتها حبيبة التي تلقب بها، وهناك أقوال مختلفة بشأن ارتداد زوجها عن الإسلام للنصرانية ولكن تلك الأقوال ضعيفة. توفي زوجها وهي في الحبشة
تم إرسال عليه السلام إلى ملك الحبشة، النجاشي، لخطبة السيدة حبيبة لنفسه، وقامت السيدة بتعيين خالد بن سعيد كوكيل لها، وقام النجاشي بصداقتها بمبلغ 400 دينار وأقام لها وليمة عظيمة وجهزها وأرسلها إلى المدينة المنورة بصحبة شرحبيل بن حسنة.
تمت زواج خديجة بنت خويلد، التي كانت تبلغ من العمر 36 عامًا، من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام السابع من الهجرة، وعاشت معه هي وابنتها حبيبة ربيبة رسول الله، وكانت من زوجاته التي يطلق عليهنّ “أمهات المؤمنين.
وهي من نزلت فيها آية من سورة الممتحنة: ربما يجعل الله بينكم وبين الذين عاديتموهم مودة، فإن الله قادر، والله غفور رحيم
سماتها الشخصية:
قوتها في الحق: من أبرز مواقف السيدة أم حبيبة هو رفضها لأبيها أبي سفيان عندما قدم إلى المدينة قبل فتح مكة، وذلك في سنة 88 هجرية، ليتحدث مع النبي حول مدة الهدنة في الحديبية.
دخل النبي عليه السلام إلى حجرة أم حبيبة بصحبة أبيها، وعندئذ قامت بسرعة وطوت البساط الذي تملكه وقالت: “إنه فراش رسول الله، وأنت نجس مشرك”، ورفضت أن يجلس عليه، وذلك على الرغم من أن أبو سفيان كان سعيدًا لزواجها من النبي.
رفقها وورعها: في رواية عن الواقدي أنه دعت أم حبيبة السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في فراش الموت وقالت لها: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فأجابت السيدة عائشة رضي الله عنها: غفر الله لك ذلك كله، وحللك من ذلك. فقالت: سررتني، سرك الله. ثم دعت بأم سلمة رضي الله عنها فقالت لها نفس مقالها مع السيدة عائشة، رضي الله عنهن جمعاوات.
روايتها للحديث عن رسول الله: روت السيدة أم حبيبة خمسة وستين حديثا عن النبي عليه السلام، وحدث عنها عدد كبير من الصحابة مثل معاوية بن أبي سفيان، وعنبسة، وعبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، وعروة بن الزبير، وشتير بن شكل، وأبو المليح عامر الهذلي، وغيرهم
وفاتها: توفيت السيدة أم حبيبة رضي الله عنها في المدينة المنورة عام 44 هجريا، خلال فترة حكم أخيها معاوية بن أبي سفيان، ودفنت في البقيع