السيرة الذاتية للفيلسوف سينيكا
السيرة الذاتية للفيلسوف سينيكا التاريخ مليء بالعباقرة و الفلاسفة و نحن نتحدث عن البعض و نتجاهل البعض و لكن يجب علينا معرفة كل هؤلاء الأشخاص العظماء و لكن ماذا يحدث إذا دخل الفيلسوف و الكاتب في الصراع السياسي هل سوف يتعامل مع الأمور بحكمة أم أن السياسة تعد لعنه تصيب كل من يعمل بها و عندما نتحدث الفلاسفة و الأدباء يجب أن نذكر رجل كان يعيش من زمن بعيد في العصور الوسطى و هو سينيكا وهو فيلسوف و خطيب و كاتب مسرحي لا أحد يختلف على بارعة سينيكا و لكن هل ظل سينيكا يتعامل مع الأمور بطريقة صحيحة بعد أن دخل الصراع السياسي و هل عمل سينيكا بالمواعظ التي نتعلم منها اليوم سوف نخبركم اليوم بقصة الفيلسوف سينيكا إذا كنتم تريدون معرفتها تابعوا معنا .
تاريخ الميلاد : ولد لوسيوس أنايوس سينيكوس، المعروف باسم سينيكا، في عام (4) قبل الميلاد
محل الميلاد : قرطبة – إسبانيا
النشأة : ترجع نشأة سينيكا إلى والده الخطيب الشهير الذي أطلق عليه لقب سينيكا الفيلسوف الأصغر لتمييزه عن والده. تعلم سينيكا النحو والخطابة منذ صغره، وعندما أصبح مهتما بالفلسفة، درس مع الفلاسفة الفيثاغوريين. وبعد ذلك، أصبح سينيكا فيلسوفا وخطيبا وكاتبا مسرحيا عبقريا .
بداية حياته السياسية : أصبح سينيكا مشهورا ومشهودا بذكائه الحاد وأسلوبه المميز في ظل حكم غايوس كاليغولا، وعندما كان يجلس مع بعض الشخصيات الهامة في حضور الحاكم، كان الجميع ينصتون له. ولكن ذلك أثار الغيرة والحقد في قلب الحاكم تجاه سينيكا، لذلك اتهمه الحاكم بتهمة الزنا مع أخت الإمبراطور ونفاه إلى جزيرة كورسيكا، وبقي سينيكا في المنفى حتى استدعته القيصرة أغربينا ليشرف على تربية ابنها نيرون الفيلسوف الماهر، وكان سينيكا قد خصص جزءا كبيرا من حياته للقضايا الأخلاقية الإنسانية. وبدأ سينيكا في الأشراف على تربية نيرون وتدريبه على القضايا السياسية، وفي البداية كان كل شيء جيدا، وكان نيرون صبيا رائعا ومحبوبا ومرهف الإحساس، وكان يحب المسرح والموسيقى والغناء والرياضة .
تحول نيرون : تم تحقيق النضج في نيرون، ولم يبق المراهق الصغير الذي كان حساسا، وبدأ يرتكب جرائم أخلاقية، مما أثار غضب والدته بشدة، وبدأت الخلافات والنزاعات بينهما، وأصبح يشعر بأنه ليس لديه الحرية الكاملة بوجود أمه، وزاد نيرون وحشيته ووصل إلى أن يقتل والدته .
تورط سينيكا في جرائم نيرون : تمكنت أغربينا من النجاة من محاولة قتل أبنها لها، وهربت، وعندما علم نيرون بأنها لا تزال على قيد الحياة، غضب بشدة، وخاف من أن يتحرى عليه الجيش. استعان بالفيلسوف سينيكا، واقترح عليه قتل أغربينا، وبحث جيش نيرون عنها حتى وجدوها في منزلها، وعندما قتلوها، قالت “أضربوني في رحمي”، وتم قتلها. انزعجت روما كثيرا لأن قتل الأم كان من أكبر الجرائم، وبدأ نيرون في الكذب والزعم بأن أمه هي التي حاولت قتله، وأنه قتلها دفعا عن نفسه، وكان كل ما قاله مجرد كلام من اقتراح سينيكا للخروج من هذا المأزق .
قتل سينيكا : شعر الشعب بالغضب من جرائم نيرون، وأدرك سينيكا أن نيرون لم يتوقف عن ارتكاب جرائمه. أصبح الأمر صعبا ومستحيلا الخروج من هذه الوضعية، وعلم سينيكا أنه لا يمكنه السيطرة على نيرون، الذي بدأ يقتل الأرواح دون سبب ويغتصب النساء. ظهرت طائفة مسيحية قام نيرون باستهدافهم بطرق وحشية، وبدأ أيضا في سرقة أموال البلاد. بدأ الشعب في التمرد، ولم يجد سينيكا سبيلا للهروب سوى المدعاة بالمرض. بالتالي، يمكنه طلب التقاعد والانسحاب من الحياة السياسية. وبالفعل، سمح نيرون له بالتقاعد، وذهب سينيكا ليعيش في منزل ريفي. زاد غضب الشعب ضد نيرون، واندلعت ثورة ضده. بدأ البعض يخطط لاغتياله، مما دفع نيرون للشك في كل من حوله وقتل العديد من الأشخاص. وصلت الأمور إلى سينيكا، حيث شك فيه نيرون، ولم يقم بقتله، ولكنه أجبره على الانتحار. قطع سينيكا يده لينزف حتى الموت، ولكنه لم يمت. ثم قام بقطع شرايين قدمه، وانتهت القصة بنزيفه حتى الموت .