أولا:الجشع بثروات البلاد ويعتبر هذا العامل الأهم على الإطلاق، حيث تقوم الدول العظمى ذات السيادة والتي تملك قوة عسكرية تمكنها من الاعتداء على الدول التي تحتوي على ثروات طبيعية لتنهبها وتسرقها بأكثر من طريقة، إما عن طريق الهجوم المباشر باستخدام قوتها العسكرية أو بزرع الفتن وزعزعة الأمن العام لتتدخل في شؤون الدولة السياسية والداخلية بسهولة تامة وبدون استخدام جيشها أو تكبد أي خسائر فيه.
ثانيا: يتم التعدي على حقوق الدول الأخرى وضم جزء من أراضيها وفرض السيطرة عليها بسبب الرغبة في توسيع مساحة أراضي الدولة وعدم رضا أصحاب بعض الدول عن مساحات أراضيهم وغرورهم بقوتهم العسكرية، وغالبا ما تكون تلك الدول حبيسة ولا يوجد لها أي مساحات مائية، مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للدولة نظرا لصعوبة التجارة مع الدول الأخرى، ولا يمكن اعتبار هذا مبررا للاستيلاء على حقوق الدول الأخرى.
ثالثا: السيطرة والزعامة هما نتيجة جنون العظمة الذي يحدث عندما تشعر بعض الدول العظمى بقوتها، حيث تسعى لتوسيع مساحة أراضيها وجعلها إمبراطورية ذات كيان أكبر، وفي بعض الأحيان يكون هذا حلما لفرض سيطرتها على العالم بأثرها، وهذا ما أدى إلى نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث صارعت كبرى دول العالم بعضها البعض وتسببت في الكثير من الخسائر التي لا تنسى في التاريخ.
رابعا:السعي وراء البقاء في الحياة، ومن أهم مقاومات الحياة هي الماء والغذاء. وتوجد بعض الدول التي تتميز بأراضي صحراوية غير خصبة، مما يدفع بعض الأشخاص في بعض الأحيان إلى البحث عن الأماكن التي يتوفر فيها ماء صالح للشرب وأراض خصبة للزراعة، وقد يتم ذلك على حساب احتلال أراضي الآخرين.
خامسا: الحروب الأهلية التي تنشأ بسبب التنوع الطائفي في بلد واحد، حيث تسعى جميع الفئات للسيطرة على زمام الحكم، تؤدي إلى انتشار الفتنة وفي النهاية تؤدي إلى تفكك الدولة وضعفها .
سادسا: الحرب الوحيدة المشروعة هي الدفاع عن الوطن حين يواجه خطرا يهدد أمنه وسلامة أراضيه، حتى ولو كان الثمن حياة الفرد، فالجهاد في سبيل الله للدفاع عن الأرض والعرض من أسمى الأهداف في حياة الإنسان.
تركز الحروب على الفوز بالصراع وترك خلفها الكثير من الآثار السلبية، مثل الدمار الشامل والعديد من الضحايا البشرية، سواء كانوا قتلى أو جرحى، وتدمير البنية التحتية، والأضرار البيئية، والأمراض، والمجاعات، والتأخر العلمي، ونفاد الموارد الاقتصادية، ونهب الثروات الطبيعية، والتأثيرات النفسية السلبية على المجتمع بأكمله، ويتم ذلك بالإضافة إلى تشريد الكثير من اللاجئين في بعض الدول التي انتهت إلى الاستسلام للوضع القائم.
لتقليل نشوب الحروب بين الدول، هناك بعض البدائل والحلول المهمة، ومنها تحقيق السلام عبر طرق مختلفة مثل الحيادية والدبلوماسية والتسويات التفاوضية بين الدول التي تعاني من مشاكل سياسية وصراعات تؤدي إلى اندلاع الحروب بينها. ولم يتم تحقيق ذلك إلا من خلال تحقيق العدالة والحق بين الأطراف المتنازعة من خلال حوار بناء وفرض العقوبات على المعتدي وتصحيح الظلم وإعطاء كل طرف حقه.
ومن أهم النتائج التي وصلت للأمة الإسلامية من فتوحات وتوسعات على مساحات كبيرة من الأرض في فترة زمنية تكاد تكون قياسية بفضل الله عز وجل وتعاليمه السمحة، حيث قام سيد الخلق ونبي الرحمة سيدنا محمد بقيادة ثماني معارك عسكرية وثماني عشر غارة ووصل عدد الغزوات إلى سبعة وعشرين غزوة والتي كانت في وقت لا يتعدى أربع مئة وخمسة وثلاثين يوما كما بلغ عدد السرايا إلى سبع وسبعين سرية والتي استغرقت وقتا لا يتعدى ثلاثة مئة وخمسين يوما، وأهم ما يمكن ذكره والنظر إليه في تلك الأحداث نسبة الخسائر من البشر حيث كانت النتائج من إراقة الدماء في كل ما سبق ذكره أقل دم مر على مدار الغزوات والحروب في تاريخ البشرية بأكمله حيث بلغ عدد القتلى لم يتجاوز الألف وعشرين نفسا من الطرفين، بخلاف ما نسمعه ونراه من الملايين والملايين من البشر في باقي الحروب، هذا وبخلاف الأهداف التي قامت عليها الحروب والغزوات الإسلامية في ذلك الوقت والتي كانت تهدف لتغيير الأنظمة والأحوال التي تتصف بالفساد والتي كانت منتشرة في هذا الوقت وكانت تعد من أخطر المقاومات التي تهدد الإنسانية بأكملهة.