تحتوي الأراضي التركية على العديد من المناطق الطبيعية التي تجذب السياح بشكل كبير، مثل الكهوف والينابيع الساخنة وينابيع الأسماك العلاجية، وغيرها من المناظر الطبيعية الخلابة. تتواجد هذه المناطق بكثرة في شمال تركيا، وخاصة في ولاية طرابزون Trabzon، التي تقع في الشمال الشرقي لتركيا على سواحل البحر الأسود. تقع المدينة نفسها على طريق الحرير التاريخي الذي كان يعد من أهم بوابات التجارة في الماضي مع فارس، وأصبحت ولاية عثمانية منذ عام 1416م عندما فتحها السلطان العثماني بايزيد الثاني ونصب ابنه سليم سلطان عليها. تمتاز المدينة بالتاريخ القديم وكانت مركزا ثقافيا رائعا في العصور القديمة. كما كانت معروفة بالتجارة في العصور الكلاسيكية، وتتميز بجبالها الشاهقة وسهولها الخضراء. تجذب الولاية السياح بسبب موقعها الممتد على سواحل البحر الأسود وجمالها الفني الذي يشبه لوحة مرسومة، حيث نقشت الطبيعة جمالها على كل زاوية من زواياها. وتتميز أيضا بكثرة الشلالات والبرك المائية.
من بين الأماكن الجميلة التي تجذب عددا كبيرا من السياح، تقع مغارة تشال في بلدة دوزكوي، وافتتحت للزوار منذ حوالي 14 عاما وتتم تجديدها سنويا لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم. ترتفع المغارة بارتفاع 1050 مترا عن سطح البحر وتتميز بالتضاريس الصخرية الجميلة التي شكلتها عوامل التعرية على مر الزمن. تحتوي على بركة مائية تمتد عمقها إلى حوالي 1.5 متر.
يتم استقبال السياح طوال أيام العام، وفوق المغارة يوجد قلعة مبنية عليها يقصدها هواة التصوير الفوتوغرافي وعشاق التصوير الضوئي لالتقاط صورة تذكارية رائعة في منظر مميز وسط الطبيعة. عند زيارة المغارة، يجب عليك صعود درج خشبي يمتد لمسافة تقريبية قدرها 200 متر، وتفرع منه فرعان، فرع للجهة اليسرى من المغارة يشبه المدخنة ويتدفق منه الماء ويمكن رؤية مسافة تصل إلى حوالي 150 متر، أما الفرع الأيمن فهو يمتد لمسافة 400 متر ويتميز بوجود بركة مائية ونبع ذو جمال فريد جدا. يمكن للزائر أن يمشي مسافة 60 مترا ليتمكن من رؤيتها. المغارة تتمتع بنظام تهوية طبيعي، ويمكن الذهاب إليها لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية والتهابات الأنف. يعتقد أن مياه البحيرات تنبع من داخل المغارة.
يبلغ ارتفاع جداول المياه فيها حوالي 1.5 متر تقريبًا ولكنها تنخفض في فصل الصيف 25 سم ، تشكلت المغارة بفعل التشققات في الصخور الكلسية من حوالي ثمانية ملايين عام يمكن للناظر لها اكتشاف ذلك بالعين المجردة بسهولة، حسب الخبراء أن هذه المغارة تم تشكيلها على مرحلتين تكونت المياه الجوفية مع مرور الوقت بسبب ارتفاع حدث في القشرة الأرضية في المنطقة فأدى إلى تقليل قوة التدفق .
تقوم المغارة بزيارة سنوية من قبل عدد كبير جدا من السياح، حوالي 25 ألف سائح، حيث يسمح لهم بالتجوال في جميع أنحاء المغارة لمسافة تقدر بـ 1 كيلومتر. تمكن الخبراء والباحثون من الوصول إلى مسافة 8 كيلومترات من المغارة وهم يسعون لاكتشاف مواقع أخرى مع مرور الوقت لتعزيز النشاط السياحي في المنطقة. بالطبع، إذا كنت من محبي الجمال الطبيعي الممزوج بالمغامرة والإثارة والتاريخ، فلا ينبغي أن تفوتك زيارة هذه المغارة الفريدة والمميزة حقا ..