شهدت سماء ليلة الجمعة ظاهرة فلكية نادرة تعتبر واحدة من الظواهر الفلكية المنتظرة بشغف من قبل عشاق مراقبة الأجرام السماوية في جميع أنحاء العالم، وهي ظاهرة `القمر الثلجي`. يعتبر هذا الحدث الفلكي الأول من نوعه منذ 99 عاما، حيث تزامن مع مرور المذنب المعروف بـ `هوندا ماركوس45 بي` (45P/Honda-Mrkos) وخسوف ناقص للقمر بلونه الثلجي. تم رصد ظاهرة القمر الثلجي في أنحاء العالم، حيث ظهر في سماء أوروبا والأمريكتين يوم الجمعة الماضية، وسيظهر اليوم السبت في المنطقة العربية، مما يحث الجميع على البحث عن هذه الظاهرة النادرة `القمر الثلجي` ومعرفة أسباب حدوثها، وهو ما سنناقشه في هذه المقالة .
ظاهرة ” القمر الثلجي”
يطلق علماء الفلك على هذه الظاهرة اسم القمر الثلجي بسبب شهر فبراير الذي يعتبر من أكثر الشهور تساقطا للثلوج. وسيكون القمر بدرا وساطعا، وستكون السماء مضاءة طوال الليل. وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن هذه الظاهرة ستظهر في وقت مبكر من مساء الجمعة بخسوف القمر الناقص، والذي يعني فلكيا أن الشمس والقمر والأرض سيتصفون على خط واحد، مما يؤثر بشكل غريب على سطح القمر. وهذا يختلف عن الخسوف الكلي الذي يحجب الأرض كل الضوء عن سطح القمر ويغطيه بظلام قاتل، بينما يكون الخسوف الجزئي للقمر هذا الأسبوع أكثر حدة وإثارة، حيث يتعرض القمر للتعتيم تدريجيا .
فظاهرة القمر الثلجي تعرف علميا باسم الخسوف القمري، حيث تحدث هذه الظاهرة عندما تكون الأرض والشمس والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل أو تقريبي، وتحدث هذه الظاهرة عندما يعبر القمر المنطقة الخارجية من ظل الأرض التي تسمى شبه الظل، وفي فترة منتصف الخسوف يمكن ملاحظة خفوت ظاهري لبريق سطح القمر، وفي نفس يمكن متابعة هذا الحدث بالعين المجردة من دون الحاجة إلى أي أنواع للحماية مثلما يحدث مع خسوف الشمس
موعد ظاهرة ” القمر الثلجي”
ومع ظاهرة القمر الثلجي، لن يختفي القمر تماما، ويعود ذلك إلى استمرار أشعة الشمس في التساقط على سطحه، مما يمنح القمر إضاءة ساطعة في جميع مراحل هذا الخسوف من البداية إلى النهاية، ويجعل القمر يبدو كتلة من الثلج. وأفادت صحيفة الصن البريطانية أن الخسوف بدأ في الساعة العاشرة والنصف من ليلة الجمعة بالتوقيت العالمي، وظهر بوضوح حوالي الساعة الثانية عشرة وثلاث وأربعين بعد منتصف الليل واستمر حتى حوالي الثالثة فجرا يوم السبت، وسوف يعود ظهور القمر الثلجي في الساعة الخامسة والست وخمسين مساء بالتوقيت العالمي في مناطق أخرى، بما في ذلك المنطقة العربية
ظهور المذنب “هوندا ماركوس45 بي”
ومن الظواهر الفريدة أيضا هو ظهور المذنب `هوندا ماركوس45 بي`، والذي يعتبر أكثر وضوحا من ظاهر القمر الثلجي، ويكون مروره مرئيا بوضوح من الأرض بلونه الأخضر الزمردي بسبب تبخر الكربون الثنائي الذرة وهو يعبر الفضاء، والذي سيظهر بعد ظاهرة الخسوف شبه الظلي للقمر ببضع ساعات، وهو المعروف باسم `مذنب السنة الجديدة`، وسيكون في أقرب نقطة له من كوكب الأرض وعلى مسافة تقريبية من 13 مليون كيلومتر، وتبلغ سرعته حوالي 39 كيلومترا في الثانية الواحدة، حسبما أورده الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر لموقع العربية ن.
لا يمكن رؤية هذا المذنب بالعين المجردة، ولكن يمكن رؤيته باستخدام تلسكوبات صغيرة أو نظارات مكبرة جيدة. يمر هذا المذنب في النظام الشمسي كل خمس سنوات، ويتميز بلونه الأخضر المائل للزرقة ومروره بجانب القمر. بالنسبة لمواصفات المذنب `هوندا ماركوس45 بي`، يتميز بلمعانه، ويتكون نواة المذنب من كرة ثلجية تطلق مجموعة من الغازات مثل الهيدروجين. عندما يقترب من الشمس، يتسبب الحرارة في اشتعاله وتوهجه، وهذا ما يعرف بذيل المذنب الذي يتجه في الاتجاه المعاكس للشمس.
كيف تم مشاهدة هذه الظاهرة؟
يمكن مشاهدة ظاهرة القمر الثلجي بالعين المجردة إذا كانت السماء صافية، أما مشاهدة المذنب “هوندا ماركوس 45 بي” والمعروف باسم مذنب السنة الجديدة، فإنه يحتاج إلى استخدام منظار.