علم النفسعلم وعلماء

سيكولوجية الأديان

علم نفس الأديان

إنَّ سيكولوجيةَ الأديانِ، أو علمَّ نفسِ الأديانِ بزغَ كمصطلحٍ مع النصفِ الثانيِ من القرنِ العشرينِ حيثُ ظهرتْ مدرسةٌ جديدةٌ في دراسةِ علمِ النفسِ psychology وتمَّتْ تسميتُها psychology of Religion أي تعني بدراسةِ سيكولوجيةِ الأديانِ 

تأسست تلك المدرسة على يد طبيب أمريكي، حيث اعتبر الأديان أفكارا تفيد البشر. وهنا يطرح السؤال: هل الدين هو ظاهرة اجتماعية؟ فقد خالف أصحاب تلك المدرسة فرويد الذي وصف الأديان في كتاباته بأنها “زائفة”، أي أن جوهرها، أي الله، غير موجود. وهذا يتعارض مع جميع الأدلة التي تثبت حقيقة وجود الأديان ووجود الله، نظرا لخلفية أفكاره اللاإلحادية

هناك من المصنفين الذين يمتلكون معرفة في علم النفس وتحدثوا عن سيكولوجية الأديان، وأوضحوا وجهة نظرهم في الدين، حيث أشاروا إلى أن قبل ظهور الأديان لدى البشر، تعلم الإنسان بعد استقراره في مجموعات أن يقوم ببعض الطقوس التي تساعده على التغلب على الخوف المستتر في داخله من المستقبل غير المعروف، ولم تقتصر هذه الطقوس على الإنسان البدائي فقط، بل شملت أيضا الحيوانات 

جميع الحيوانات لديها عادات خاصة بالأحداث المعينة، ومن أشهر هذه الطقوس الجنسية التي يؤديها الذكور قبل مجامعة الإناث، وتتضمن هذه الطقوس رقصات ونفش للذيل التي يؤديها الطاووس قبل أن تستجيب الإناث له 

ومن بين هذه الظواهر أيضاً طقس الجنس في مملكة النحل، حيث ترقص ملكة الخلية بطريقة معينة وتطير بعد ذلك، ويتبعها الذكور قبل وصول أول داجنة إليها ويمارسون الجنس معها، ثم يموتون.

علماء النفس يدرسون السلوكيات الدينية التي يتبعها الإنسان والحيوانات، وعلى الرغم من اختلاف الدوافع والأسماء، إلا أن الإنسان يقوم بها على شكل عبادة روحية، بينما تقوم الحيوانات بها كحاجة فسيولوجية، وهذه النظرية لا تعتبر الدين واقعا

مع زيادة حجم المجتمعات في عصر الزراعة، ظهرت مجموعة من البشر الذين وصفوا بأنهم ذوي ذكاء واستغلوا تلك الطقوس في السيطرة على باقي الناس في المجتمع. وكان من الضروري بالتأكيد تعظيم تلك الطقوس مع وضع القواعد الصارمة لها، واستخدام لغة لا يفهمها عامة الناس من حولهم.

ومن هنا جاءت تسمية تلك الفئة من الأشخاص بالكهنة أو العرافين، الذين يدعون وجود قدرة خاصة لديهم على الاتصال بالسماء أو التنبؤ، ولكن هل ينكر علم النفس وجود الدين، أو يتجاهل السلوكيات والأفكار النفسية وعلاقتها بالدين.

تؤثر الدين من وجهة نظر علم النفس أو من خبراء ذلك المجال بشكل أساسي على كل شخص لديه خلفية عقائدية ودينية، ومن المؤكد أن وجهة النظر تتأثر بالمعتقدات والأيديولوجيات للشخص الذي يعبر عنها

لدى وسيكولوجية الأديان تأثير كبير، حيث يحكم بعضها دوافع وغرائز الإنسان وسلوكياته وأحلامه وطموحه، وتصرفاته المختلفة وتعاطيه مع أمور الحياة، ويعتبر الدين من المحركات الهامة والمؤثرة جدا على بعض الشعوب

ولا يمكن اعتبارها كما يعتقد البعض أنها مجرد طقوس، أو أنها تحكمات من بعض الأفراد، مثل الكهنة والعرافين والأنبياء وغيرهم، فقد تثبت على مر السنين أهمية الأديان وتأثيرها بشكل قاطع، وفكرة وجود الله التي تحمي الكثير من الناس الضعفاء والصحيحين من الوقوع في بئر اليأس والاستسلام للحياة المليئة بالظلم والشرور

تركز سيكولوجية الأديان على دراسة سلوكيات وأفكار الأفراد في الجانب الديني، ويتمتع هذا الجانب بدرجة عالية من الحرية الشخصية والمعتقدات، ولذلك فإن هذا الجانب من العلاقة بين الدين وعلم النفس لم يكن موضع الكثير من الدراسات والأبحاث.

أساسيات علم نفس

يعد علم النفس واحدًا من العلوم الإنسانية التي تهتم بدراسة العقل والسلوك، ومن بين الأساسيات التي يجب على الأفراد الإلمام بها في علم النفس:

  • علم النفس هو دراسة العقل والسلوك، وبشكل خاص الإنساني، ويمكن تعريفها بأنها دراسة العمليات الذهنية والسلوك، ويأتي المصطلح من الكلمات اليونانية النفسية، وهذا يعني `التنفس والروح والنفس` و LOGIA ويعني `دراسة`.
  • علم النفس يعتمد على الأساليب العلمية، يعتمد علم النفس على الأساليب العلمية للتحقيق في الأسئلة والوصول إلى الاستنتاجات، باستخدام الأساليب التجريبية، يستطيع الباحثون اكتشاف العلاقات بين المتغيرات المختلفة، يستخدم علماء النفس مجموعة من التقنيات لدراسة العقل البشري والسلوك، بما في ذلك الملاحظة الطبيعية والتجارب ودراسات الحالة والاستبيانات.
  • علماء النفس يأخذون وجهات نظر متعددة، لا منظور واحد هو الصحيح في علم النفس، يسهم كل اتجاه في كيفية فهم موضوع ويسمح للباحثين بتحليل التأثيرات التي لا تعد ولا تحصى والتي تسهم في إجراءات معينة، بعد ذلك، يمكنهم التوصل إلى حلول متعددة الأوجه لمكافحة الإجراءات المشكلة وتشجيع النتائج الأفضل والسلوكيات الصحية.
  • علم النفس لديه فرعيات، بالإضافة إلى العديد من وجهات النظر المختلفة، هناك العديد من فروع علم النفس كذلك، غالبا ما يختار علماء النفس التخصص في مجال معين، أكبر مجموعات فرعية داخل علم النفس هي علم النفس الإكلينيكي، علم النفس الشخصية، علم النفس المعرفي، علم النفس التنموي، علم النفس الاجتماعي .
  • علم النفس هو مجال أوسع وأشمل من الصحة العقلية، ورغم أن الصحة العقلية تعد جانبًا مهمًا في علم النفس، إلا أن علماء النفس يقومون أيضًا بأشياء مثل مساعدة الرياضيين في تحسين التركيز العقلي، ويساعدون الشركات في فهم كيفية التأثير على المستهلكين.
  • علم النفس هو كل ما يتعلق بالإنسان، وليس مجرد موضوع أكاديمي موجود فقط في الفصول الدراسية ومختبرات البحث ومكاتب الصحة العقلية، بل يمكن ملاحظة مبادئ علم النفس في الحياة اليومية.
  •  علم النفس يحتوي على العديد من المسارات الوظيفية، وإذا كان طفلك يواجه مشاكل في المدرسة، فقد تحتاج إلى استشارة عالم نفسي في المدرسة المتخصص في مساعدة الأطفال على التعامل مع القضايا الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية وغيرها من القضايا.

مقدمة في علم النفس 

يعد علم النفس تخصصا شائعا بين طالبي العلم، وهو الدراسة العلمية للعقل والسلوك. تأتي كلمة `علم النفس` من الكلمات اليونانية `psyche` التي تعني الحياة، و `logos` التي تعني التفسير. يشكل علم النفس جزءا من حياة الناس اليومية، ويعرض في وسائل الإعلام العامة، ويتميز بوجود علماء النفس الذين يقدمون النصائح الشخصية للأفراد الذين يعانون من صعوبات شخصية أو عائلية.  

نظرًا لتعرض الناس لعملاء النفس بكثرة في حياتهم اليومية، فإنهم جميعًا يعرفون ما هو علم النفس وما يفعله علماء النفس. يعمل علماء النفس في مجالات مثل الطب الشرعي ويقدمون المشورة والعلاج للأشخاص الذين يعانون من الضيق 

تطور علم النفس

في البداية، كانت المحاولات الأولى لتشكيل مفاهيم علم النفس وأبعاده في القرن السابع عشر الميلادي، ولم تكتمل هذه المحاولات حتى نهاية القرن التاسع عشر.

بعد النصف الثاني من القرن العشرين، حدث تطور جديد في المدارس الفكرية في مجال علم النفس، مع ظهور علم النفس الإنساني الذي يركز على إرادة الإنسان وسلوكه الواعي في تحقيق الحاضر والمستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى