احكام اسلاميةاسلاميات

حكم خروج الزوجة بدون إذن زوجها

في البداية، سنلقي نظرة على مفهوم الزواج وحقوق الزوجين… إن العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات التي ترتكز على مفاهيم سامية مثل المحبة والتسامح والرحمة. وتهدف هذه العلاقة إلى تحقيق الاستقرار والراحة لكلا الطرفين، وحماية النسل البشري من الانقراض، وتشكيل أسرة ناجحة وتحسين الحالة النفسية للفرد. إن الزواج هو أيضا وسيلة لتهذيب النفس وحمايتها من الوقوع في المعاصي والذنوب التي تثير غضب الله سبحانه وتعالى. وكل إنسان يحتاج إلى تلبية رغباته وشهواته، والزواج هو بالتأكيد أفضل وسيلة لذلك، كما أنه يعزز الرزق وفقا لتعاليم الإسلام. ويتمتع الزوج والزوجة بحقوقهما في الإسلام، فعلى الزوج أن يتعامل مع زوجته بلطف وحسن معاملة، وأن ينفق عليها ويحافظ عليها ويدافع عنها ويحميها ويحفظ أسرارها ولا يكشفها لأحد، وأن يحاول تصحيح سلوكها وإرشادها إلى الصواب. وعلى الزوجة أن تطيع زوجها وأن تحمي عرضه وأن تسعى دائما إلى سعادته وراحته. ونتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)، وهذا حديث صحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

بالنسبة للحكم الخاص بخروج الزوجة بدون استئذان زوجها، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الزوجية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تدمير العلاقة الزوجية الجيدة. وبالتالي، يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية على الفرد والمجتمع. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه الخلافات هو خروج الزوجة من المنزل بدون استئذان زوجها. وفيما يتعلق بالحكم على ذلك، فقد أوضح موقع الإمام ابن باز رحمه الله أنه لا يجوز للزوجة أن تخرج من المنزل دون استئذان زوجها لأي سبب من الأسباب، حتى إذا كانت تريد الذهاب لأداء واجب العزاء أو زيارة شخص مريض أو حتى لزيارة أحد أقاربها، فلا يجوز ذلك. وأكد الشيخ ابن باز رحمه الله أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها وتلتزم بأوامره، ولا تخالفه أبدا، وإذا أمرها بعدم القيام بشيء معين أو بعدم الخروج من المنزل، فيجب عليها الامتثال لأوامره. ولكن إذا كان الأمر يخالف أوامر الله عز وجل، فيجب على الزوجة ألا تطيع زوجها في هذه الحالة. وأكد الشيخ أن الزوج يجب أن يكون رحيما مع زوجته، وأن يعاملها بإحسان دائما، وأن لا يعاملها بشدة، وإذا طلبت الزوجة الخروج، فيجب عليه أن يأذن لها، خاصة إذا كان الخروج ليس محرما ولا يدعو إلى الفساد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى