ماهي طرق مواساة أهل الميت ؟
الموت هو نهاية حتمية لجميع الكائنات الحية، وذلك بعد انقضاء فترة محددة من قبل الله عز وجل في الحياة، ويعتبر وفاة الإنسان من أكبر المصائب التي تصيب أسرته وأقاربه ومعارفه. فإن وفاته يسبب شعورا بالحزن العميق والألم النفسي الشديد للأشخاص المحيطين به، بغض النظر عن درجة قرابتهم إليه. ولذلك، فإنه يجب على الأشخاص المتوفيين أن يتلقوا التعازي لكي يأتوا إلى منزل أسرة الفقيد ويقدموا واجب التعزية. ويعد ذلك من أهم الفوائد المرتبطة بها الحصول على ثواب من الله عز وجل، وتعزيز روح التضامن والتكافل بين المسلمين، وأخيرا، تعتبر هذه التعازي وسيلة لمواساة أسرة الفقيد والعمل على تخفيف حدة الصدمة الكبيرة التي تعيشها. فعائلة المتوفى هي الأكثر حزنا على فقدان هذا الشخص العزيز عليهم، فقد تأثروا به وأثروا فيه وشاركوا معه لحظات الحياة السعيدة والمرة .
الطرق الخاصة بمواساة أهل الميت أو المتوفي :هناك عدة طرق يجب اتباعها من قبل المعزيين للتعبير عن تعاطفهم وتقديم العزاء لأسرة المتوفي، ومنها:
أولاً :- يجب التحدث مع أهل المتوفى بأسلوب ديني جيد وتذكيرهم بأن الحياة الدنيا هي دار فناء وأن الموت هو نهاية حتمية لكل إنسان، وأنه لا يوجد أحد يعيش فيها إلى الأبد. ويجب تذكيرهم بأن الميت برحمة الله عز وجل وأنه بين يدي الخالق الرحمن الرحيم، وينبغي لنا أن نعطيهم بشارة بالأجر والثواب العظيم للصابرين على المصائب كما وعدنا الله عز وجل .
ثانياً :- يجب أن نحرص على مساعدة أهل المتوفى في القيام بواجبات العزاء، مثل تقديم التمر والماء أو بعض أصناف الطعام للمعزيين، وترتيب مكان العزاء بشكل مستمر. ففي تلك الظروف، يحتاج أهل الميت بشدة إلى من يساعدهم، نظرا للحالة النفسية التي يمرون بها والتي تجعلهم غير قادرين على التركيز أو تنظيم الأمور .
ثالثاً :ينبغي العمل على ذكر مزايا وصفات الميت الحسنة أمام أقاربه، حيث يساعد ذلك على تهدئة نفوسهم وتخفيف الحزن عليهم، بالإضافة إلى الحاجة إلى قراءة القرآن الكريم والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة من الله .
رابعاً :تضمن إعداد وتقديم الطعام للمتوفين بشكل جاهز ومسبق، حيث لا يستطيعون تحضير الطعام بأنفسهم، وخاصة في الأيام الأولى بعد الوفاة .
خامساً :- الحرص على البقاء مع أهل الميت، وذلك لفترة طويلة في اليوم، وخاصة في الأيام الأولى للوفاة، حيث يجعلهم ذلك يشعرون بالمواساة، وعدم التفكير بشكل مستمر في الشخص المتوفي .
أهم الأمور والقواعد التي يجب مراعاتها عند تقديم واجب العزاء لأهل المتوفى: هناك عدد من الأمور التي يجب مراعاتها عند قيامنا بتعزية أهل المتوفى، ومن بين تلك الأمور والقواعد
أولاً :يجب تجنب الحديث عن أمور الدنيا، سواء المادية أو الاجتماعية، في بيت العزاء، والاكتفاء بقراءة القرآن الكريم والدعاء للمتوفى بالمغفرة والتحدث في الأمور الدينية التي ستخفف على أهل المتوفى .
ثانياً :يجب تجنب النواح والبكاء بصوت عال، لأن هذا الأمر يزيد من سوء الحالة النفسية لأهل المتوفى، كما أنه لا يعبر عن الحزن بطريقة صحيحة في الدين الإسلامي، وهو أمر من الجاهلية كانت تستخدمه النساء في الماضي عند وفاة أحد الأفراد.
ثالثاً :- يعتبر الامتناع عن الابتداع أمرا مثاليا في فترات العزاء، مثل ترك اللحية لفترة طويلة، ثم حلقها، أو ضرب الخدين من قبل النساء، وذلك لأن الدين الإسلامي قد نهى عن كل هذه الأفعال وأكد على رفضها .
رابعاً :- يتم تذكير أهل الميت بأنه ينبغي لهم أن يتذكروا أن هناك أمور لا تزال تتبقى للميت، وسيتلقى الأجر والثواب عنها من أعمال صالحة والدعاء والاستغفار والصدقة أو البر .
خامساً :- يجب الحرص على الاتصال المستمر مع أسرة المتوفى حتى بعد انتهاء فترة العزاء، حيث من الواجب عدم تركهم بمفردهم بعد العزاء، ويجب أن نستمر في الاطلاع على أحوالهم للتخفيف من معاناتهم العاطفية .