منوعات

تعرف على قصة المثل الشعبي ” الله يهني سعيد بسعيدة “

كثيرا من الأمثلة الشعبية نقولها ولا نلقي لها بال ، ولا ندري ما هو أصلها ، ولدينا اليوم المثل الشعبي المشهور ” الله يهني سعيد بسعيدة ” ، وجميعنا يذكر هذا المثل إلى أي زوجين مقبلين على الزواج أو من تزوجوا بالفعل ، ولكن هل أحد سأل نفسه يوما ما هو وراء قول هذه العبارة ، وما سر تسمية الزوج باسم سعيد والزوجة بسعيدة ؟ اليوم سوف تكون الإجابة لمن لا يعرف ، تابعونا خلال السطور التالية وسوف تجدون الإجابة الحقيقية عن أصل هذا المثل الشعبي الدارج .

سعيد وسعيدة الأصليين
في زمن بعيد، كان هناك ملك يحكم بقوته وسلطانه، وكان لديه طفل يدعى سعيد. وعندما شعر الملك بقرب موته، طلب من أخيه أن يعتني بابنه بعد وفاته ويزوجه لمن يحب دون تعنت في قضية الزواج. وبالفعل، توفي الملك وترك ابنه لأخيه ليقوم بتربيته واستضافته. ومنذ ذلك اليوم، أصبح العم هو الأب والوصي على شؤون ابن الملك. ونشأ الصبي تحت رعاية عمه حتى جاء العم واقترح عليه أن يتزوج من ابنته، التي تدعى سعيدة، والتي كانت تحب سعيد ورأت حب أبيها له في عينيها. لذلك أراد أن يتحدث إلى سعيد بنفسه بشأن الزواج. ولكن المفاجأة كانت أن الشاب سعيد لم يوافق على طلب عمه وأخبره بأنه يعامل سعيدة، ابنة عمه، كأخته. ولم يرغب في أن تصبح زوجته، ولم يعترض العم على قرار الشاب، بل عرض عليه أن يختار من بين الفتيات من يرغب في الزواج بها، وذلك ليساعد الشاب على إراحة ضميره وفقا لتوجيهات أخيه السابقة بترك سعيد أن يتزوج من من يرغب فيه .

سعيد يبحث عن زوجة
سعيد وعمه خرجا وتوجها لخطبة فتاة اختارها سعيد بنفسه. كانت العادة في البلدة التي يعيشان فيها أن يقوم العريس المرشح للخطبة بتحريك صخرة بمفرده لإظهار قوته وقبول الزواج. فعلا، تقدم سعيد لنقل الصخرة من مكانها، لكنه لم ينجح بسبب جسمه النحيل وقوته المحدودة التي اشتهر بها. حدث شيء غير متوقع؛ بدأ الحاضرون يضحكون والفتاة التي كان يرغب سعيد في الزواج منها تسخر منه. كان هذا سخرية كبيرة بالنسبة لابن الملك المتقدم للزواج. شعر سعيد بالحزن وحاول عمه مساعدته على التخلص من هذه الحالة السيئة التي وقع فيها بسبب هذا الموقف. اختار سعيد بيتا آخر لخطبة فتاة أخرى، لكنه واجه صعوبة مشابهة بسبب تحريك الصخرة كشرط لإتمام الزواج. حاول بجدية نقل الصخرة هذه المرة أيضا، لكنه فشل في ذلك وتعرض للسخرية كما حدث في المرة السابقة. أصبح سعيد بن الملك الحديث الشائع في البلدة، فهو يرغب في الزواج ولكنه لا يستطيع تحريك الصخرة مثل باقي الشباب الراغبين في الزواج. وبعد تجاربه العديدة في طلب الزواج من الفتيات، يفشل في كل مرة في تحريك الصخرة ويتم رفضه  .

زواج سعيد بسعيدة
عندما حان الوقت، لم يجد سعيد شيئا سوى أن يراجع حساباته ويطلب الزواج من ابنة عمه، سعيدة. قدم بالفعل طلبا لعمه للزواج من ابنته سعيدة، وعلى الرغم من أن عمه وسعيدة وافقوا على زواجهما، إلا أن زحزحة الصخرة لا تزال تشكل عائقا كبيرا بالنسبة لسعيد. أصبحت هذه الزحزحة شرطا أساسيا لقبول الزواج في تلك البلدة، وأصبحت حاجزا نفسيا يصعب عليه تجاوزه بسهولة. وفي لحظة الحسم، حاول سعيد تحريك الصخرة، لكنه لم يتمكن من ذلك. فوجد الحضور أن سعيدة هي التي ساعدت سعيد في تحريك الصخرة، حيث رغبت في الزواج منه وتحقيق حبهما. تأثر سعيد بشدة وشعر بأنه أخطأ بالفعل عندما كان يبحث عن قلب يحبه، دون أن يدرك حجم الحب الذي كان يملأ قلب سعيدة طوال تلك السنوات الماضية. ومن هنا جاءت العبارة المشهورة “الله يهني سعيد بسعيدة”، والتي تعبر عن تمني السعادة والحب للعروسين في حياتهما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى