منوعات

اين تقع مدينة ارم ذات العماد ؟

دعوة سيدنا هود عليه السلام، كانت دعوة من الله عز وجل ليهدي قوم مدينة إرم ذات العماد، ويدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له، وليُذكرهم بأن الله جعلهم خلفاء في الأرض بعد قوم سيدنا نوح عليه السلام. وخلقهم الله بصفات جسمانية شديدة القوة والبأس كي يختبرهم، ولكنهم استغلوا تلك القوة بشكلٍ سيئ للغاية، حيث استكبروا في أنحاء البلاد بغير حق، وظنوا أن قوتهم التي منحها الله لهم ليس لها مرد، ولكنهم جهلوا بأن من أعطاهم تلك القوة قادر على أن يسلبها منهم. وبدأ سيدنا هود بدعوتهم لتوحيد الله عز وجل، ولكنه وجد منهم الاستنكار والتعالي والتحدي. ومرَّت فترةٌ طويلةٌ عانى فيها رسولُ الله الكريم من العديد من المساوئ، كالإستهزاء بكلامه وإتهامه بالسفه والجنون وغيرها من الكلام الذي لا يليق برسولٍ كريم. ولكنه لم ييأس، وظل ورائهم محاولاً إيصال رسالته إليهم، وكان رده عليهم بأنه ليس سفيهًا، ولكنه ناصحٌ لهم لما هو أقوم وأصلح، وذلك عن طريق تذكيرهم دائمًا بأن الله هو من رزقهم بكثيرٍ من النعم التي لا تحصى، فيجب عليهم أن يشكروه ويحمدوه لما أعطاهم، وأن لا يبطشوا بالمساكين والضعفاء. ولكن دعوته لهم كانت دون جدوى أو فائدة، حتى إنهم عاودوا الاستهانة به واتهموه بالجنون. فرد نبي الله عليه السلام عليهم بمنتهى الثقة والإيمان، بأنه برئ منهم ومن ما يعبدون من دون الله، وطلب منهم جمع كل ما لديهم من عتاد وأسلحة حتى يكيدوه، ولكنه لم يملك سوى توكله على الخالق العظيم القادر رب العزة (الله)، إحتسابًا وإيمانًا منه بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله.

عقاب الله عز وجل على قوم هود عليه السلام كان بسبب انتشار الشرك والكفر بالله عز وجل بينهم حتى طلبوا من سيدنا هود إحضار عذاب الله كتحد له. فدعا نبي الله ربه لينصره على كذبهم. فرد الله عز وجل عليه بأن يصبر على ما أصيب به منهم، وأنهم سيندمون على ما فعلوه. استمرت الاستهانة بالآخرة وعذاب الله حتى حرموا من المطر لمدة ثلاث سنوات دون أن ينزل قطرة ماء واحدة من السماء، وأصبح القحط والجفاف حال البلاد. ماتت الحيوانات ونفد المال، وذهبوا إلى آلهتهم الباطلة يطلبون المطر، وفي الوقت الذي كانوا يستسقون فيه سمعوا صوتا يعرض عليهم الخيار بين ثلاث سحب: سحابة بيضاء وأخرى حمراء وثالثة سوداء. اختاروا السحابة السوداء دون تردد، وكان ذلك استدراجا من الله عز وجل لهم. فعادوا إلى ديارهم فرحين بعد أن ظنوا أن آلهتهم قد أجابتهم، ولكن السحابة السوداء جلبت معها رياحا عاتية جعلت كل شيء يتطاير في السماء وعلى الأرض. انفصلت رؤوسهم عن أجسامهم كأنها أعجاز نخلا خاوية، واستمر ذلك العذاب لسبع ليال وثمانية أيام حتى ماتوا من البرد الذي نتج عن الرياح الشديدة التي بعثها الله عز وجل، وكانت في أشد البرودة.

وأخيرا، سبحان الله القادر المقتدر الذي خلق الإنسان وأنعم عليه بالكثير، وأرسل الرسل بالحق ليهدي الناس إلى الطريق الصحيح، ويعطي الإنسان فرصا عديدة للتوبة، ولكن من أبى وأستكبر فسيكون من الفاسقين ولن يرضى الله عنه في الدنيا والآخرة، فنسأل الله أن يعافينا وإياكم من هذا، وأن يرزقنا رضاه وجنته ونعيمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى