تعد تركيا من الدول التي لمع نجمها في السنوات الأخيرة بفضل التطور الكبير الذي حدث في القطاع السياحي فيها. قد أظهر المسئولون في القطاع السياحي أفضل ما لديها من معالم سياحية وآثار وأماكن تاريخية ومدن وولايات لا يعرفها الكثيرون. ومن بين تلك الولايات الجميلة، تقع مدينة اسبرطة في الجنوب الغربي لتركيا. عدد سكانها لا يتجاوز 250 ألف نسمة، وكانت تسمى باريس القديمة ومعروفة أيضا بمدينة الورد (City of Roses). تبعد عن أنطاليا مسافة 130 كيلومترا إلى الجنوب، وعن مدينة إسكى شهير مسافة 350 كيلومترا. في الماضي، كانت المدينة جزءا من مقاطعة بيسيديا الرومانية في العصور المسيحية المبكرة، وكانت واحدة من المقاطعات الجميلة التي تم فتحها من قبل السلاحقة في عام 1203م وغزاها السلطان العثماني مراد الأول في عام 1381م. ومنذ ذلك الحين، أصبحت ولاية تحت حكم الدولة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. استوطنها اللاجئون البلغاريون وأطلقوا عليها اسم اسبرطة من الورد. تقع المدينة بالقرب من خط الزلزال، ومع ذلك، تظل المباني التاريخية والمنازل التي تعود إلى القرن التاسع عشر محتفظة بجمالها وشكلها الأصلي .
تحتوي المدينة على عدد من المعالم الفريدة، مثل مسجد اسبرطة ومسجد هزير بن عثمان، التي تم بناؤها في القرن الرابع عشر الميلادي في عام 1325، ومسجد كوتلوبي الذي تم بناؤه في القرن الخامس عشر الميلادي في عام 1429، ومسجد حاسي عبدي الذي يعود للقرن السادس عشر الميلادي في عام 1569. تفتخر المدينة بالمهندس المعماري ميمار سنان، الذي بنى مسجد فيردفس باشا في القرن السادس عشر الميلادي والمعروف أيضا بمسجد ميمار سنان. تحتوي المدينة أيضا على بقايا الكنائس الأرثوذكسية اليونانية من العصور البيزنطية والعثمانية، بالإضافة إلى أطلال القلعة البيزنطية. تروج وزارة السياحة والثقافة التركية لهذه المعالم لجذب السياح .
واحدة من أجمل المدن في الولاية هي مدينة أيريرير. تعتبر هذه المدينة الساحرة غرب اسبرطة مغرية للمصورين والسياح الذين يحبون مشاهدة المناظر الطبيعية الفريدة والشواطئ الخلابة والجزر المذهلة التي تأسر العقول. تحتوي المدينة على إحدى أكبر البحيرات في تركيا، وما يميزها هو أنها كانت مضيفة للعديد من الحضارات على مر التاريخ، بدءا من الحضارات القديمة وصولا إلى الحضارة العثمانية. نظرا لهدوئها وجمالها الهادئ، أطلق عليها أهلها اسم `بحيرة السبع ألوان`. تتميز المدينة بوفرة الجزر الخضراء في البحيرة وحولها، إلى جانب العديد من الشواطئ الساحرة. يتوافد عليها عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم بفضل البرامج السياحية المغرية التي تقدم لهم، خاصة في فصلي الربيع والصيف. تبذل البلدية جهودا كبيرة لجذب السياح، حيث تقدم الكثير من العروض المميزة في الفنادق والمطاعم وجولات الترفيه داخل المدينة. تم إطلاق حملة لترويج ذلك، بتوزيع طوابع بريدية تحمل معالم المدينة ونشر صور المناظر الطبيعية الخلابة والمذهلة .
المدينة لعشاق الهدوء مع التصوير سوف تلقط عدد من الصور الفريدة من نوعها لمدينة والجزر والبحيرة الجميلة وكذلك المساجد القديمة والمباني التاريخية التي ترجع للقرن التاسع عشر الميلادي التي لا تزال محتفظة بجمالها المبهج ، تتميز المدينة بهطول الأمطار طوال العام المناخ متوسط بارد وممطر في فصل الشتاء وجاف وحار في فصل الصيف ، بالطبع أثرت البحيرات على مناخ المدينة بشكل كبير تقل الأمطار في شهور الصيف ابتداء من شهر أغسطس وتزداد في شهر سبتمبر لذلك هي من المدن الجميلة جدًا للسياحة و قضاء أيام الربيع والصيف بها بعيدًا عن زحمة المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة وأزمير و كذلك الاستمتاع بالمناخ المبدع الساحر .
