وفاة الصحافي ثامر الميمان
فقدت الصحافة السعودية اليوم أحد أبرز كتابها وشعرائها، وهو الصحافي والشاعر ثامر الميمان، بعد معاناة طويلة مع المرض. لقد صدم متابعوه جميعا بخبر وفاته، إذ أمضى الميمان عقودا في مجال الصحافة، حيث كرس وقته بالكامل لهذه المهنة. وكان صاحب أشهر عمود في الصحافة بعنوان `رزقي على الله`، والذي امتازت به شخصيته، حيث اتبع نهجا مختلفا عن بقية الصحافيين في أسلوبه الكتابي ولغة حواره، التي استخدمها للتعبير عن القضايا الاجتماعية المحيطة بالمجتمع السعودي. وعلى الرغم من ذلك، تعرض للانتقادات بسبب تناوله قضايا حساسة وتعبيره عن آرائه، مما أثار غضب العديد من الأشخاص. ومع ذلك، اعتذر في النهاية عن بعض المقالات.
وفاة ثامر الميمان
توفي الكاتب الصحافي والشاعر ثامر الميمان صباح اليوم الاثنين بعد أن تعرض لأزمة صحية استدعت نقله إلى العناية المركزة في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة منذ مساء الأربعاء الماضي. ستقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر في المسجد الحرام في مكة، وسيتم دفن جثمان الميمان في مقبرة المعلاة بعد صلاة الجنازة. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
أسلوب ثامر الميمان في الكتابة
الكاتب الصحافي `ثامر الميمان` هو واحد من الكتاب النادرين الذين يستخدمون العامية في كتاباته. فقد كانت لغة العامة هي المرجعية الأساسية في كتاباته، وهذا الأمر جعله معرضا للنقد الخاص، حيث يربط كتاباته بالعامية والأمثال، وهو يعتقد أن اللغة العامية هي الأسرع في الوصول إلى قلب القارئ الذي يتحدث هذه اللغة بشكل أصلي. لذلك، كانت كتاباته اليومية في عموده `رزقي على الله` الأكثر شهرة واقترابا من القارئ، ولكنه لم يسلم من النقد في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه، هو أيضا شاعر يكتب باللهجة النبطية، وينبع قلمه من مصدر القلب والإيمان بالقضية التي تناولها القصيدة، ومن أشهر قصائده هي قصيدة `يمه` التي قال فيها
يمّه أنا ودي أقول للناس
عن الشيمة عن الحسرة عن الإحساس
عن العمر اللي ملاه الياس
أنا ودي أحكّيهم… أضحكهم… أبكيهم
تتحدث القصة عن الدمعة وليل الخوف، وتتألف من حروف حروف
عن جروح تسافر بي… وترقى ثم تحول بي
مثل غيري من الأجناس
وعندما يقول ابني الصغير يمه، يشعر فرحي بالحياة
وأنا جرحي يقول يمه
أذكرهم… أفكرهم…
أتحدث عن جروح وليل… أحبك يا حبيبتي كثيرا
أذكرهم وأنا توّي صغير مرقدي صدرك
لهاثي يجمعه صدرك… ضحاكي مبعثه صدرك
ارفع رأسك بكل فخر، وخفف ألم قلبك
تربينا على كلمة… تجمعنا على كلمة
تحابينا على كلمة
غطانا كلنا بلحاف… وزاد ناكله بصحاف
وحنا مثلنا آلاف
لم نجد القرش، ولكننا نريد شراء الملابس والأثاث
نبي نجبر خواطرنا… ورب الكون يسترنا
تقولي للولد منا… أبيكم للزمان رجال
أبيكم فارس وخيال
والدي لم يصرخ فيكم يومًا، يبحث عنكم والزمن يدور
تفزّوا له صغار كبار
أبشرح بعض قصتنا… وكل الناس قصتنا
ليا أذن مطوعنا… يجي صوته بمسمعنا
أسباب الهجوم على ثامر الميمان
كان للصحافي ثامر الميمان رحمه الله مقابلة سابقة في برنامج إضاءات المذاع على قناة العربية مع الإعلامي تركي الدخيل في عام 2012، وفي تلك المقابلة تطرق إلى عدة قضايا هامة تثار في الساحة العربية، من بينها الحديث عن الربيع العربي الذي رأى الميمان أنه مفتاح لحل العديد من المشكلات في المجتمعات، حيث يتم صنع التغيير عن طريق العقلاء والحكماء، وإذا كان التغيير يأتي بالعنف والسلاح، فإن الاحتفاظ بالوضع الحالي هو الأفضل بكثير. كما تطرق أيضا إلى رأيه في البرلمانات العربية، حيث رأى أن التصفيق فاقد للجدوى في البرلمان، حيث لم يحقق أي تقدم، فعندما يدخل الزعيم يبدأ الجميع في التصفيق ولكنهم لم يتمكنوا من حل أي قضايا. وأضاف أيضا: “كلما تقدمت السنوات، زادت همومنا وقضايانا في العالم العربي دون أن نعثر على حل لها.
فيما يتعلق برأيه في القضايا المحلية السعودية، نفى الميمان أن يكون متشائما بشأنها. لكنه شعر بخوف حقيقي تجاه حاضر ومستقبل المواطنين، كما أشار في برنامج إضاءات، وقال إنه لا يجبر التيار الديني على أي شيء، لكنه يعترض عندما يجد ما لا يقتنع به، حتى لو صدر من رموز التيار الديني. ووضح ذلك بأن هناك حيا يسكنه خمسة آلاف مواطن مع حديقة واحدة وخمسة عشر مسجدا، ورأى أن المجتمع السعودي قد بالغ في خصوصياته، مما يجعل قبول الخلاف أمرا صعبا.
بالنسبة إلى الهجوم الذي تعرض له، فقد نشأ بسبب المقال الذي نشره حول المرأة السعودية، حيث وصفها بشكل ساخر بأنها ذات الأكواع السوداء. رد على ذلك بأن المقال كان غير موفق واعتذر عنه، وكتب مقالا آخر أشاد فيه بالروسيات وأكد أنه كان مجرد سخرية، وعلى الرغم من اعتذاره عن المقالين، تعرض لحملة قاسية جدا.