شاشات الهواتف والآي باد تقلل ساعات النوم لدى الأطفال
دائما ما تجد الأم نفسها تعبة في إقناع أطفالها بالنوم. إنها تعاني الكثير في سبيل أن يحين الوقت الذي ترى فيه أطفالها نائمين أو مستسلمين للنوم حتى تستطيع هي أيضا أن تحصل على قسط من الراحة والنوم. هل سألتي نفسك يوما لماذا لا ينام طفلك بسهولة؟ بالتأكيد هناك أسباب رئيسية وعوامل تساهم في صعوبة نوم الطفل. وقد أظهرت الأبحاث والدراسات أن هناك أسباب جوهرية قد تؤدي إلى صعوبة نوم الطفل في الأوقات المعتادة وتقليل ساعات النوم اليومية المعتادة. ومن بين هذه الدراسات والأبحاث، تشير إحداها إلى أن الشاشات الإلكترونية تعتبر أحد العوامل الرئيسية والمهمة في تقليل ساعات نوم الطفل، وبشكل خاص تلك الشاشات التي تعمل باللمس مثل الهواتف النقالة والآي باد والتابلت. دعونا نتعرف على حجم هذه المشكلة التي لا يدركها الكثير من الأمهات والتي تعاني الأم من الصعوبات دون أن تعرف سبب قلة ساعات نوم أطفالها بهذا الشكل. ستتضح هذه النقطة في الجمل التالية .
ما وصل إليه العلم
وفقا لتقرير صحيفة إندبندنت البريطانية، توصل الباحثون في جامعة لندن وكلية كينغر لندن إلى نتائج مدهشة في هذا الصدد. اكتشفوا أن مستوى هرمون الميلاتونين الذي يساعد في النوم لدى الأطفال ينخفض بشدة عند استخدام الشاشات الإلكترونية التي تعمل باللمس. تم إجراء اختبار وتقييم عملي على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام في بريطانيا. وكان هؤلاء الأطفال يستخدمون أجهزة باللمس مثل الآيباد والهواتف الذكية لفترات متفاوتة. بعد ذلك، تبين أن كلما جلس الطفل أمام هذه الشاشات والأجهزة التي تعمل باللمس لفترة أطول، قل عدد ساعات نومه بنسبة تقريبية. يعادل استخدام الأجهزة والشاشات التي تعمل باللمس لمدة ساعة واحدة تقريبا تقليل عدد ساعات نوم الطفل الطبيعية بمقدار 16 دقيقة. هذا يتفق مع ما ذكرنا سابقا، أي أن هرمون الميلاتونين الذي يسبب النوم للأطفال ينخفض عند استخدام تلك الشاشات. وهذا يجعل الطفل غير منتظم في نومه ويقلل من ساعات النوم التي يحتاجها يوميا. وبالتأكيد، فإن ذلك يمكن أن يسبب الكثير من التوتر والقلق والمضاعفات، خاصة بالنسبة لجهازه العصبي الذي لا يزال في مرحلة التكوين، وخاصة في هذه المرحلة العمرية الحساسة .
ضرورة التوعية
معروف أن الكثير من الآباء والأمهات يعرفون أن استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة قد يكون مضرا للأطفال، لكنهم يجهلون الأضرار المحتملة التي قد تصيب الأطفال. اليوم، أصبحنا جميعا على دراية بنوعية الأضرار التي تؤثر على الطفل والأسرة بأكملها عندما يكون هناك طفل يبلغ من العمر أقل من ثلاث سنوات ويعاني من القلق وقلة النوم. ينبغي أن يكون هناك توعية مجتمعية عالية المستوى لتثقيف الآباء والأمهات حول هذه المشكلة المؤلمة التي تواجه العديد من الأسر دون علم. نطالب أولياء الأمور منصة “المرسال” بضرورة العمل على تقليل وقت استخدام الأطفال لهذه الشاشات التي تعمل باللمس، مثل أجهزة الآي باد والهواتف الذكية، وتقتصر فترة الاستخدام على دقائق قليلة فقط، وهذا يكفي بلا شك. ذلك لضمان نوم طيب للطفل في الساعات المحددة والمعروفة، وأيضا لتوفير راحة للأم التي تحتاج إلى وقت للاسترخاء والاستعداد لرعاية الطفل من جديد .