ابتكار علاج جديد لعلاج تسوس الأسنان بدون الحاجة للحشو
تعتبر تسوس الأسنان واحدة من الأمراض الأكثر انتشارا بين جميع الفئات العمرية حول العالم. يعاني منها الأطفال والكبار على حد سواء، وذلك بسبب الاهمال في العناية بالأسنان وتناول الطعام الذي يحتوي على نسب عالية من الأحماض القوية والسكريات. عدم الاهتمام بالنظافة الفموية يؤدي إلى تكاثر البكتيريا والميكروبات الضارة التي تتغذى على بقايا الطعام وتسبب تسوس الأسنان. هناك أيضا عامل آخر يسبب تسوس الأسنان بشكل شائع بين الأطفال الصغار، وهو نقص المعادن الأساسية التي تقوي الأسنان وتغذيها من الطعام اليومي. لذا، يصبح من الضروري زيارة الطبيب لعلاج مشكلات الأسنان المزمنة. يتبع معظم الأطباء في جميع أنحاء العالم طريقة حشو الأسنان لعلاج التسوس، وتعتبر هذه الطريقة مخيفة للكثير من الناس بسبب الألم الشديد الذي يصاحبها وبسبب الزيارات المتكررة للطبيب، والتي قد تكون مزعجة لبعض الأشخاص. ولكن هناك عدد من الأطباء الذين توصلوا إلى حل طبيعي وآمن لهذه المشكلة لتلبية رغبات مرضاهم. اكتشف عدد من الأطباء تقنية جديدة لعلاج تسوس الأسنان بدون ألم مصاحب لعملية الحشو وبدون الحاجة إلى استخدام المعادن في الفم.
طور العلماء تصميم حشوة جديدة تسمح بإصلاح التجاويف غير السليمة والتالفة في الأسنان دون الحاجة إلى الحشو أو الحقن بأي شكل من أشكال الحقن، بما في ذلك الحقن الموضعية والكلية، ودون الحاجة إلى تناول نوع معين دائمًا من الأطعمة.
تطورت تقنية إعادة بناء الأسنان وتشجعها على إصلاح نفسها بنفسها في كلية كينغ في لندن وذلك عن طريق إزالة تسوس الأسنان والذي يتم عادة عن طريق الحفر، وتعبئة التجويف بمادة كالأمالجم التي هي عبارة عن سبيكة من الزئبق أو سبيكة أخري من الفضة أو هناك نوع أخر من البوليمرات الكيميائية يسمي الريزن الكيميائية.
يطلق على العلاج الجديد اسم إعادة تكوين الأسنان المعزز بالكهرباء وهو يساهم في تسريع الحركة الطبيعية لمعدن الكالسيوم والفوسفات التي تعتبر من العوامل الأساسية لبناء الأسنان ويحفز حركة جزيئاتها نحو الأسنان التالفة.
يتم تنفيذ العملية في خطوتين، الأولى هي توعية المريض بما سيقوم به الطبيب والخطوات التالية للعلاج، ثم يتم التركيز على إعداد المناطق التالفة تماما من المينا السنية. بعد ذلك، يستخدم تيار كهربائي بسيط لنقل الكالسيوم والفوسفات إلى الموقع المصاب لإصلاحه من التلف. يتم بدء عملية إصلاح الأسنان بشكل تلقائي، ومن المتوقع أن يتوفر هذا العلاج في الأسواق خلال ثلاث سنوات تقريبا. أكد الدكتور نايجل بيتس، أستاذ معهد طب الأسنان في جامعة كينغ للطب في لندن، أن الطريقة الشائعة التي نستخدمها لعلاج تسوس الأسنان تؤدي إلى تفاقم التسوس وتجذب البكتيريا المتواجدة في الفم نحو الحشوات لمهاجمتها وتدميرها. إنها ليست الطريقة المثالية لإصلاح الأسنان، حيث إن عملية الحشو وإدخال المعادن إلى الأسنان تعتبر تجربة فاشلة تماما.
كما أضاف الدكتور نايجل أن هذا الاكتشاف الجديد لن يكون أفضل للأسنان من الجهة الطبية فقط ولكن للمريض أيضاً من جانب التكاليف المادية، فمن المتوقع أن تكون مساوية في تكلفة علاجات الأسنان الحالية، بالإضافة إلى قدرتها على محاربة ظهور تسوس الأسنان مرة أخرى وبالتالي الحفاظ على الأسنان صحية وبدون تسوس، كما أن الجهاز لن يعمل على إزالة التسوس فحسب فسوف متاح في تبييض الأسنان أيضاً. وقد أنشئت شركة طبية تدعي ريمينوفا، مقرها في مدينة بيرث باسكتلندا لتسويق المنتج في محاولة للحصول على استثمار خاص ودعم مالي لتطوير الأبحاث الخاصة بالجهاز وسرعة توفره بالأسواق في أقل وقت ممكن لتلبية لرغبات الكثير من المرضي.