الصلاحيات التي يعطيها الدستور البريطاني للملكة اليزابيث الثانية
في الحياة السياسية، تنقسم أنظمة الدول إلى مملكات وإمارات وجمهوريات وأنظمة أخرى، ومن الممكن أن يكون هناك نظام يطلق عليه اسم البلاد، لكن الوضع الداخلي يكون مختلفا. يعني، من الممكن أن تكون هذه الدولة تتبع النظام الملكي، ولكن الحكومة هي من تتحكم في اتخاذ القرارات، ويكون دور الملك أو الملكة هنا استشاريا أو رمزيا فقط. ولكن هناك دول تتبع النظام الملكي، وفعليا يكون الملك هو من يتخذ القرارات، مثل المملكة العربية السعودية. ومن المؤكد أن متابعي السياسة غالبا ما يتساءلون عن المملكة المتحدة البريطانية، التي تسمى مملكة وتمتلك قصرا ملكيا وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. ولكن نرى أن الحكومة هي من تتصدر المشهد السياسي واتخاذ القرارات، بقيادة رئيس الوزراء. فما هو دور الملك أو الملكة في بريطانيا وكيف يتم تحديد قوة وتأثير قراراتهما التي تثير التساؤلات لدى الكثيرين؟ سنوضح ذلك في هذا المقال عن الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ودورها في الحياة السياسية البريطانية .
كيف تمارس الملكة اليزالبيث دورها سياسيا :
في البداية يجب التوضيح بأن الدور السياسي الذي يكفله الدستور البريطاني الغير مكتوب للملك أو ملكة بريطانيا هو يحترم من قبل الحكومة قبل الشعب البريطاني فهناك يتم أحترام الرأي الملكي بصورة كبيرة ولكن في المائة سنة الأخيرة ينوب عنهم الحكومة والوزراء فأصبح الأمر أقل تاثيرا عن سابقه .
في الوقت الحاضر، تتمتع الملكة اليزابيث، ملكة بريطانيا، بسلطة سياسية تشمل صلاحيات رمزية ووظيفية. يتولى الحكومة اتخاذ القرارات نيابة عنها، مما يجعل القرارات السياسية التي يتم اتخاذها في الواقع رمزية فقط، مثل استدعاء الانتخابات العامة وعقد البرلمان بعد تعيينه وفي نهاية دورته لعقد جلسة افتتاحية مرة أخرى. كما لديها السلطة للتصديق على القوانين المشروعة، ومن النظرية يمكنها أيضا رفضها، وهذا ما يضمنه الدستور السياسي للملكة. بالإضافة إلى ذلك، لديها السلطة لتعيين الحكومة ورئيس الوزراء، حيث تقدم الدعم للشخص الأكثر تأييدا من مجلس العموم للفوز في الانتخابات قبل أن تجري. في حالة استقالة رئيس الوزراء، يتم استشارة المستشارين لتحديد خلفه. على الرغم من ذلك، يشارك دور الملكة في إعلان الحرب على دولة أخرى نظريا فقط، ولكن في الواقع يتولى الحكومة ورئيس الوزراء هذه الصلاحية. بالإضافة إلى ذلك، الملكة اليزابيث هي المعفاة من القانون ولا يمكن مقاضاتها في أي قضايا أمام المحاكم، وهذا مكفول في الدستور .
توجد بعض السلطات القضائية التي يمنحها الدستور البريطاني للملكة، ولكنها محدودة جدًا، مثل قرار العفو الملكي عن الأشخاص الذين تم حكمهم بالإعدام من قبل السلطات القضائية وتغيير العقوبة إلى عقوبة أخف .
أما علاقة الملكة بالقوات المسلحة البريطانية فسنجد أن الملكة تتمتع ببعض الصلاحيات منها أستخدام القوات المسلحة في الحرب نظريا فقط كما أوضحنا ، كما لديها صلاحية في تعيين ظباط أو طردهم من الخدمة ، كما تعد الملكة هي القائد العام للقوات المسلحة في بريطانيا ويجب على كل ضابط بالجيش أن يقوم بالقسم أمامها ، كما أنها تقوم بمنح النياشين والتكريم للظباط والعسكريين .
بالإضافة إلى ذلك، لدى الملكة صلاحيات أخرى مثل عدم إصدار رخصة قيادة وعدم حيازة جواز سفر. تقوم الملكة بإصدار جوازات السفر وسحبها، وعلى الرغم من أن الحكومة تتولى حاليا هذه المهمة نيابة عن الملكة، إلا أن جوازات السفر لا تزال تصدر من قبل الجهة الملكية. يسمح لها الدستور بمصادرة السفن واستخدامها للأغراض الملكية. كما تمتلك الملكة البجع الموجودة في الأنهار والحيتان والدلافين داخل المملكة المتحدة .