معنى اهل المدر .. ومعنى أهل الوبر .. والفرق بينهم
من هم أهل المدر
يعد القرن التاسع قبل الميلاد بداية تاريخ العرب ووجودهم، ومنذ ذلك الحين عاش العرب حضارات متعددة، منها القديمة التي اندثرت، ومنها الحضارات التي استمرت لفترات زمنية محددة، ومنها الحضارات التي تألقت وانطفأت، مثل الحضارة الإسلامية، وتصنف العرب حسب مكان إقامتهم، سواء عاشوا في البادية والصحراء أو في الحضر، وتوجد تصنيفات بأسماء ترتبط بمعاني الكلمات واللغة، ومن هذه التصنيفات كلمة “مدر
ما هو المقصود بكلمة مدر وما هي دلالتها؟ إن كلمة مدر وأهل مدر تشيران إلى حالة الحياة التي يعيشها مجموعة من الناس، حيث يعني المدر البيوت المبنية من طين يابس، وأما أهل المدر فهم أهل البيوت المبنية من الطين اليابس
وبذلك، يكون أهل المدن هم أهل البيوت المبنية في المنطقة الحضرية، وأهل المدن هم العرب الذين استقروا بالفعل وتركوا حياة الترحال التي يتميز بها أهل البادية، ويطلق على أهل المدن هذا الاسم لأن مباني المدن تم بناؤها بالطوب الطيني
المدر في اللغة هو قطعة من الطين الجاف، وعلى الرغم من أن هناك بعض الحكايات الأخرى، إلا أنها ضعيفة وليست بنفس القوة. وهناك رأي غير مؤكد أن `أهل المدر` هم أهل البادية، ولكن الرأي الأكثر شيوعا هو أن `أهل المدر` هم سكان المدن، لأن بناء المنازل من الطين الجاف لا يحدث في البادية، بل في المدن
اشتهر الحضر، وهم العرب الذين استقروا في مبان باسم `أهل المدر`، وذلك لأن مبانيهم بنيت من الطين اليابس المعروف عند العرب باسم `المدر`، والحضر هي ببساطة البيوت المصنوعة من هذا الطين. وقد قال عامر للنبي – صلى الله عليه وسلم – `لنا الوبر، ولكم المدر`
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يتم تأكيد أنه عندما يلبي المسلم دعوة للصلاة، فإن كل ما حوله يلبي أيضًا، سواء كان حجرًا أو شجرة أو مدرًا، وتوضح الأحاديث النبوية الشريفة السابقة أن المدر هو جماد يابس، وفي اللغة هو الطين.
في الأصل، كان المقصود بكلمة `المدر` هو الحضر، وهذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يعيشون في الحضر يُسمون `بنو المدراء`
من المعروف بأن أهل العرب ينقسمون إلى صنفين هما البدو والحضر، وأهل مدر هم أهل المدر، ولا يوجد فرق في هذا الأمر بين عرب الشمال والجنوب وحتى عرب جميع أنحاء جزيرة العرب الأخرى.
سبق لبعض الناس تقسيم بعض العرب في الجاهلية إلى ملوك وغير ملوك، كما قسموا باقي الناس بعد الملوك إلى قسمين آخرين، وهما أهل المدر وأهل وبر، وأطلقوا أهل المدر على أول الحضر ومن سمن في القرى، حيث كان الناس يعيشون من الزرع والنخل والماشية وأيضا التجارة
معنى أهل الوبر
بعدما تم شرح معنى أهل المدر وتوضيح أنهم سكان الحضر، يتبقى الآن معرفة من هم أهل الوبر ومعنى هذه الكلمة. فأهل الوبر هم ساكنو الصحراء، والوبر يشير إلى الخيام التي يعيشون فيها
يعتمدون على حليب الإبل ولحمها في حياتهم ومعيشتهم، ويعيشون في مناطق العشب والنباتات ويتحركون بحثا عن الأماكن التي تمطر فيها، حيث يقامون خيامهم ما دامت تساعدهم على العيش في بيئة خصبة، ويعودون لأماكن أخرى بحثا عن العشب، والهدف الرئيسي لهم هو العثور على مواقع توفر المياه، ويستمرون في هذا النمط الحياتي المتنقل بين الاستقرار والترحال.
يوجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما بعث حراما أخا أم سليم في قوة تضم 70 رجلا، قتلوا في معركة بئر معونة، وكان رئيس المشركين في ذلك الوقت عامر بن الطفيل، وقد اقترح على النبي صلى الله عليه وسلم اختيار ثلاثة أشياء منه فإذا فعلها، سيكون له الأمان ولعامر وقومه جائزة.
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه خيارا بين توليه حكم أهل المدن والأراضي المنبسطة أو توليه حكم أهل البادية والصحراء، واختار هذا الرجل تولي حكم أهل البادية، مما يؤكد معنى كلمة “الوب
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله إن رأس الكفر يشير نحو المشرق، وأن الفخر والكبرياء في قلوب أصحاب الخيل والإبل والفداة، وأن الهدوء والسكينة في قلوب أصحاب الأغنام، وذلك حسب رواية أبو هريرة.
الهدف من الحديث هو توضيح بعض صفات البشر التي تستند إلى الجغرافيا، فأشار النبي إلى أن الشر يأتي من الشرق والمسيح الدجال أيضا يأتي منه، وكذلك الكبر والغطرسة وتعجب النفس بما تملكه من خيول وإبل، هذه صفات أهل الوبر حيث يتميزون بقسوة القلب والتكبر
الفرق بين أهل المدر وأهل الوبر
بعد تفصيل كلمتي أهل المدر وأهل الوبر، حيث تبين أن أهل المدر هم أهل الحضر وأن المدر يعني الطين اليابس، وأن الوبر هو الخيمة، يتم الآن استعراض موجز للفرق بين أهل المدر وأهل الوبر
الفرق بين أهل المدر وأهل الوبر يتمثل في نمط وأسلوب وطريقة معيشتهم، حيث يعيش أهل المدر في بيوت مبنية من الطين اليابس، في حين يعيش أهل الوبر في الخيام ويتتبعون الماء والنبات في حياتهم. وبالتالي، المدر هو الطين اليابس والوبر هو الشعر والصوف
من هم السكان المستقرون في المدن والقرى
في معيشتهم ينقسم الناس إلى عدة أقسام، وكانت القسمة في السابق أكثر بساطة وأقل تعقيدا، فكان هناك الأمراء والملوك قبل الإسلام وكانوا يعيشون في القصور والبيوت الفاخرة، وكان هناك العامة الذين يعيشون في بيوت بسيطة مصنوعة من الطين والحجر وغيرها، ومع تطور الحياة تغيرت الأمور
أصبحت حياة الملوك والأمراء والأثرياء في القصور والمباني الضخمة، بينما يعيش الناس في الحضر والريف والبدو، ولكل فئة من هؤلاء أسلوب حياة مختلف ومباني وأماكن للسكن.
في المدن يعيش الناس الآن في منازل ومباني خاصة بهم مصنوعة من الحجارة أو الطوب المصنوع خصيصا للبناء، أما في الريف، في الماضي تم بناء المنازل من الطين والحجارة أو مواد بدائية، ولكن مع مرور الوقت تطورت طرق بناء منازل الريف
يعيش البدو في بيوت مصنوعة من الخيام التي تسهل لهم التنقل والارتحال، ولكن في الوقت الحالي، انخفض عددهم بشكل كبير عن السابق
يتضح من ما سبق أن سكان المدن والقرى الذين يعيشون فيها ثابتين، هم أهل المدينة بجميع أصنافهم، ولا يوجد فرق بينهم سواء كانوا ملوكًا وأمراءً أو أفرادًا عاديين أو سكان القرى والأرياف، ويشار إليهم جميعًا باسم “أهل المدينة.
أهل الوبر والمدر في المصطلحات الفقهية
في المصطلح الفقهي، تعني كلمة أهل الوبر “أهل البوادي الذين يسكنون الخيام”، بينما يشير تعريف كلمة أهل المدر إلى سكان القرى والمدن.