بحث عن ظن واخواتها
ظن وأخواتها هي النوع الثالث من أفعال النواسخ التامة ، تدخل ظل على الجملة الاسمية بعد استيفاء الفاعل ، فتعمل على نصب المبتدأ ، ويسمى مفعول أول لها، وتنصب الخبر ويسمى مفعول ثاني ، وهي تامة لأنها تستوفي فاعلها أولًا ، ثم تنصب المفعولين وهما الأصل مبتدأ وخبر ، وقال عدد من كتاب ومؤلفي كتب النحو في موضوع ظن وأخواتها ، ضمن الجملة الفعلية مع المفعول به ، وأوردها النحويين القدامى ضمن النواسخ للجملة الاسمية و يمكن تقسيم ظن وأخواتها إلى قسمين:
أولًا أفعال القلوب :
وسميت بذلك الاسم ، لأن معانيها متصلة بالقلب أو النفس من حيث العلم أو الظن، وتدل على المعاني المعنوية ; كاليقين والشك ولا تدل على المعاني الحسية وتنقسم إلى قسمين:
أفعال اليقين: وهي تدل على وقوع الخبر بيقين لا شك فيه، هم ستة أفعال: رأي وعلم ووجد وألفى ودرى وتعلم .
مثال : رأيت الحقيقة واضحة ، فرأيت فعل ماض والتاء فاعله ، والحقيقة مفعول أول ، واضحة مفعول ثاني، و الأصل أنه يدل على اليقين; كقول الشاعر : رأيت الله أكبر كل شيء .. محاولة وأكثرهم جنودًا ، فمجئ الفعل “رأي” دال على اليقين ، ناصب لمفعولين : الله وأكبر ، وقد يأتي الفعل “رأي” لدلالة على الظن ، ولا يفهم هذا إلا من السياق; كقوله تعالى ﴿إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا﴾، من فهم سياق الآية الكريمة ، أن الفعل الأول يدل على الظن ، والثاني على اليقين.
فعل ” علم” : على سبيل المثال، إذا رأيت محمد ناجحًا، فإن فعل ماض والتاء فاعل، ومحمد مفعول به أولًا، وناجح مفعول به ثانيًا.
فعل ” وجد “: أحس المدرس بتفوق الطالب، وتذكر قوله تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرٌ وأعظم أجرًا}، وجاء الفعل الناسخ في الجملة الاسمية ليعزز اليقين.
فعل ” درى” : – مثل درى الطلاب المدرس، فالفعل درى يدل على اليقين، وينصب مفعولين أصلهمالمبتدأ والخبر، ويتحول المفعول الأول إلى نائب الفاعل.
فعل “تعلم بمعنى اعلم “: مثل قول الشاعر: `تَعلَّم شِفاء النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوِّها`، فبالغ بلطف في التحيل والمكر، فجاء الفعل `تَعَلَّم` دالًا على اليَقِين بمعنى نَصْب مفعولين، وأصلها المُبْتَدَأ والخَبَر، وهُما الشِفاء والقَهْر.
أفعال الرجحان: يمكن أن يكون الخبر غير مؤكد ويعتمد على الظن والاحتمال، فقد يكون الخبر مجرد ظن أو تقدير أو افتراض أو تخمين أو تقريب.
فعل ” ظن” : في حالة ظننت أن شخصًا ما موجودًا، فذلك يأتي بمعنى اليقين، على سبيل المثال، في قوله تعالى “وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه”، ففعل “ظن” يأتي بمعنى اليقين في الآية، وهو يتجاوز المفعولين.
فعل “حسب” : كما قال الشاعر: “وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة، عشية لاقينا جذامًا وحميرًا”، نلاحظ أن الفعل “حسب” يعمل على نصب المفعولين كل وشحمة ويدل على الرحجان.
فعل ” زعم” : يشبه قول الشاعر `زعمتتُ شيخًا ولستُ بشيخ، إنما الشيخ من يدب دبيبًا`، حيث تمثل ياء المتكلم وكلمة `شيخًا` مفعولين للفعل `زعم` الذي يشير إلى الشك والرجحان.
فعل” جعل بمعنى اعتقد” : يلاحظ أن الفعل “جعل” في قوله تعالى “وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا” يدل على الظن والرحجان والاعتقاد، ويأتي بمفعولين هما الملائكة وإناثًا.
فعل `عد` يشبه قول الشاعر: `فلا تعدد المولى شريكًا في الغنى، ولكن المولى شريكك في الفقر`، حيث يأتي مفعول الفعل `عد` بالمولى في المركز الأول ومفعوله بك في المركز الثاني، ويدل فعل العد على التقريب والاقتراب.
يُعدالفعل “حجا” مرادفًا للرحجان والظن، ويتضمن وضع أبو وأخي كمفعولين له، ويأتي كمبتدأ وخبر في الجملة، ويمكن استخدامه مثلما قال الشاعر: “قد كنتُ أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوماً ملمات.
فعل ” هب”: كما قال الشاعر: قلت لصاحب الأموال امنحني من مالك، وإلا فأعطني أمراً يهلكني، ومفعول الفعل هب هو متحدث المقال، وأمر هو المفعول به .
أفعال القلوب في ألفية ابن مالك:
انصِبْ بفعلِ القلبِ جُزْأَي ابْتِدَا أعنِي رَأَى خالَ عَلِمْتُ وَجَدَا
ظَنَّ حَسِبْتُ وزَعَمْتُ مَعَ عَـدّْ حَجَا دَرَى وجَعَل اللَّذْ كاعْتَقَدْ
وهَـبْ تَعَلَّـمْ، والتي كصَيَّرا أيضا بها انْصِبْ مبتدأً وخبرا
ثانيًا أفعال التحويل:
هو النوع الثاني من أخوات ظل، التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وتسمى بأفعال التحويل ، لأنها تدل على التغيير والتحويل من حال إلى أخر و عددها سبعة أفعال هم:
فعل” صير” : مثل صيرت الطين خزفا.
يستخدم الفعل `جعل` كما في قوله تعالى `ألم نجعل الأرض مهادًا`، ويدل الفعل على التحويل ونصب مفعولين.
فعل” وهب بمعني صير”: كما في قوله تعالى `ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًا .
فعل ” اتخذ” : كما قال تعالى `واتخذ الله إبراهيم خليلا`، والمفعولان هما إبراهيم وخليلا.
فعل “تخذ” : مثل قوله تعالى﴿لَتَخِذْتَ عليه أجرا﴾.
فعل” ترك” : مثل قوله تعالى `وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض`، ويدل الفعل على التحويل والمفعولان هما بعضهم والجملة الثانية يموج في بعض.
فعل” رد” : مثل قوله تعالى {وَدَّ كثيرُ من أهلِ الكتابِ لو يردُّونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا}.