صفات درجات الجنة السبع
خلق الله الدنيا والآخرة، وجعل الدنيا دارًا للعمل والاجتهاد، والآخرة دارًا للحساب والجزاء، وبالتالي فإن الحياة الدنيا مجرد مرحلة عابرة للوصول إلى الآخرة، ولذلك يتلقى الإنسان جزاء أعماله في الآخرة .
سواء كان هذا العمل خيرًا أو شرًا، فإن الحياة الدنيا التي خلقها الله مليئة بالمغريات والفتن والشهوات، ومن يتحدى كل هذا ويتبع أوامر المولى جل شأنه ويسير على نهج نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد نال جنات النعيم، أما من كفر بالله تعالى فهي مصيره الخسران الأبدي.
إذا انشغلت باللهو وتعلقت بمتاع الدنيا الفاني، وفسدت الأرض بأعمالك، فإن عقوبتك ستكون النار الخالدة في الآخرة، وبناءً على أعمالنا في الدنيا، سيتم تحديد مكاننا في الآخرة .
تعريف الجنة
الجنة هي عبارة عن ذلك الدار الذي أعده المولى جل شأنه لعباده الصالحين ، و المتقين ، و المؤمنين فهي هدية الله تعالى لعباده المخلصين ، و الذين أتبعوا أوامره ، و أطاعوه ، و أتقوه فمن علق قلبه بربه ، و أجتنب الفواحش ، و المعاصي ما ظهر منها ، و ما بطن ، و عمل عملاً صالحاً .
فسيكون جزاءه الخلود في جنات النعيم إذا فالجنة هي الحلم الذي يحلم به كل عبد مسلم حيث سيجد راحته الأبدية، وسعادته، ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
صفات درجات الجنة السبع
تتألف الجنة من درجات، وأعلى هذه الدرجات هو الفردوس الأعلى الذي يقع تحت عرش الرحمن جل شأنه، وينبعث منه أنهار الجنة الأربعة الرئيسية وهي نهر اللين ونهر العسل ونهر الخمر ونهر الماء .
يعتبر مقام الوسيلة هو أعلى مقام في الفردوس الأعلى، وهو المقام الخاص بسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تأتي غرف أهل عليين، وهي عبارة عن هذه القصور المتعددة الأدوار، والتي تكون مصنوعة من الجوهر والدر.
تجري من تحتها الأنهار، ويتراءى لأهل الجنة كما يرى الناس النجوم أو الكواكب في السماء العالية، وهذه المنزلة خاصة بالأنبياء والشهداء، بالإضافة إلى الصابرين على البلاء بكل أنواعه، مثل الأسقام، والعباد المتحابين في المولى عز وجل .
و يوجد في الجنة غرفاً ، و قصوراً من الجواهر الشفافة ، و التي يرى ظاهرها من باطنها ، و هي تكون لما أطاب الكلام ، و أطعم الطعام ، و بات قائماً لله عز وجل ، و الناس نيام ثم تأتي بقية درجات أهل الجنة ، و هي مائة درجة ، و أدناها منزلةً تماثل من كان له ملك عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا .
أسماء بعض أنهار وعيون الجنة
1- نهر الكوثر :- يُشار إلى أن هناك نهرًا أُعطي للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ويشرب المسلمون منه في الموقف العظيم شربةً لا يظمؤون بعدها أبدًا، ولقد تم تسمية إحدى سور القرآن الكريم باسم هذا النهر، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم لهذا النهر يتضمن حوافه المُكونة من قباب اللؤلؤ المجوفة .
تتألف من المسك واللؤلؤ، ويكون ماءها أبيض أكثر من الثلج، وأحلى طعمًا من السكر، وتكون أوانيها من الذهب والفضة .
2- نهر البيدخ :- يشير هذا إلى النهر الذي يغمس فيه الشهداء في سبيل الله، ويخرجون منه كالقمر في ليلة البدر، ويتخلصون من جميع المشقات والصعاب التي واجهوها في الدنيا بإذن الله تعالى .
3- نهر بارق :- هذا النهر هو جارية تقع عند باب الجنة، ويجلس عنده الشهداء الذين يأتي رزقهم من الجنة بإذن الله تعالى كل صباح ومساء .
4- عين تسنيم :- تعد الماء من أنقى مشروبات أهل الجنة ويشربه المقربون منه، ويعتبر من الرحيق المختوم ويمزج بالمسك لهم .
5- عين سلسبيل :- و هي عين يشرب من ماؤها أهل اليمين ، و يمزج لهم ماؤها ب الزنجبيل ، و هي شراباً للأبرار .
درجات أهل الجنة السبع
الدرجة الأولي :- تعتبر درجة الأنبياء والرسل من أعلى درجات الجنة، وتتفاوت فيها مراتب الأنبياء والرسل، ولكن أعلى هذه المراتب هي التي يحتلها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
الدرجة الثانية :- – هذه هي الدرجة الموروثة للأنبياء والرسل، وهي درجة الخلفاء الذين يتبعونهم في شؤون أممهم، وهم القائمون بالعلم والدعوة التي بعثوا بها، وهذه الدرجة هي واحدة من أفضل الدرجات في الجنة بعد درجة الأنبياء .
الدرجة الثالثة :- – “درجةُ أئمَّةِ العدلِ وولاتهِ، وهم أولئك العبادُ الذين حكموا بالكتابِ والسنةِ .
الدرجة الرابعة :- تعني درجة المجاهدين في سبيل الله العز والجل، وهم جنود الله تعالى والذين يحافظون على دينه .
الدرجة الخامسة :- تشير هذه الدرجة إلى أهل الإيثار والإحسان والصدقة، أي الأشخاص الذين يقدمون الإحسان والكرم للآخرين بأموالهم .
الدرجة السادسة :- يُعدّ فتح الله تعالى بابًا من أبواب الخير على الشخص الذي يتلاوى القرآن الكريم أو يؤدي النوافل بإتقان .
الدرجة السابعة :- الطبقة الأعلى هي طبقة أهل النجاة، وهي درجة خاصة يحصل عليها من يؤدي فرائض الله تعالى ويجتنب محارمه ونواهيه .