انتشرت في السنوات الأخيرة مصطلحات مثل التداول والفوركس، وسمعنا كثيرا عن أشخاص يحققون أرباحا عالية من خلال تجارة الأوراق المالية، وآخرون يرغبون في الدخول إلى هذا المجال، محاولين معرفة الخطوات الأساسية التي تؤهلهم لذلك .
الفوركس ( التداول )
الفوركس هو سوق تداول العملات الأجنبية، ويتم فيه استثمار بلايين الدولارات يوميا، ويتم التداول والتجارة عن طريق بيع وشراء العملات، وتعد تجارة الفوركس مخاطرة بالطبع، خصوصا لمن لا يعرف أساسيات التداول، ولكن ظهرت العديد من الكتب التي تشرح كيفية التداول وتقليل المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها .
مارك دوجلاس
مارك دوجلاس هو واحد من أشهر الكتاب الذين كتبوا عن تداول العملات الأجنبية وسوق الفوركس، وحقق شهرة واسعة من خلال الكتب التي نشرها حول هذا الموضوع، وأبرزها كتاب “التاجر المنظم” الصادر في عام 1990، وكتاب “التداول في المنطقة” الصادر في عام 2000. في هذه الكتب، استعرض قواعد النجاح في سوق الأوراق المالية والخطوات اللازمة لتحقيقها، ويعتبر كتاب “التداول في المنطقة” واحدا من أشهر الكتب المبيعة والأكثر شهرة .
كتب مارك دوجلاس “التاجر المنضبط” و”التداول في المنطقة” هي من بين أقوى كتبه
قدم مارك دوجلاس هذه الكتب لجميع المتداولين الذين كان يدربون معه لمدة 18 عامًا، ويقول إنه يهدي هذا الكتاب لأي شخص يختار التداول بالفوركس بثقة واستقرار. يتضمن هذا الكتاب 11 فصلاً يركز على تعزيز القواعد التي تمكنك من تحقيق أرباح كبيرة من التداول .
على الرغم من أن المبتدئين في تجارة الفوركس يواجهون الإحباط ويتكبدون خسائر كبيرة خلال السنة الأولى من تجربتهم، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 95% من المبتدئين يخسرون أموالهم، ويتساءلون لماذا ينجحون في وظائف أخرى متنوعة ويفشلون في التداول. هل يعود ذلك إلى أن التاجر الناجح يولد بهذه القدرة الفطرية، ولا يتحقق النجاح بالتعلم والتجربة؟ بالطبع، ينفي مارك دوجلاس هذا الاعتقاد، مؤكدا أن النجاح في التداول يتطلب الخبرة والتعلم خطوة بخطوة .
يقول مارك دوجلاس أنه بدأ التداول عام 1978 م، وكان ناجحا في حياته العملية آنذاك ويدير وكالة للتأمين ضد حوادث التجارة، ولكنه فشل فشلا ذريعا في بداية الأمر، لذا انتقل إلى شيكاغو عام 1981 م، وعمل سمسارا في شركة تسمى ميريل لينش، وقد خسر حينها خسائر فادحة بسبب فشله في التداول، ولكنه قد تعلم الكثير من الأشياء من هذه الأخطاء، فشرع في كتابة الكتاب الأول له ” التاجر المنضبط “، عام 1982 م، حتى تم نشره عام 1990 م، من قبل دار برينتس هول للنشر .
في عام 1983، بدأ دوجلاس في إنشاء شركة خاصة به بعنوان `ديناميكية سلوك التداول`، وكانت هذه الشركة تركز على تعليم قواعد التداول. عمل مارك دوجلاس كمدرب للمبتدئين في هذه الشركة، وشارك في مؤتمرات في جميع أنحاء العالم وقدم العديد من المحاضرات المهمة في تعليم الفوركس. استمر دوجلاس في إلقاء المحاضرات لمدة سبعة عشر عاما، حيث ركز على بناء الثقة بالنفس في التداول .
أرسى مارك دوجلاس ثلاث قواعد أساسية تلخص كل التجارب التي تعزز الثقة
يعتمد الفوز ببعض المال على الإيمان بأنه لا يتطلب معرفة ما سيحدث في المستقبل .
2- الإيمان بأن كل شيء قابل للحدوث .
الإيمان بأن جميع التجارب التي يمر بها الفرد، سواء كانت ذات ربح أو خسارة، هي لحظات مميزة .
في كتابه “التاجر المنظم”، شرح دوجلاس المشاكل التي يمكن أن يواجهها المبتدئ في التداول، وشرح سبب وطبيعة هذه المشاكل، مع وضع خطوات واضحة للتغلب عليها خطوة بخطوة .
أعلن دوجلاس في كتابه حول التداول في المنطقة عن خمسة أهداف كانت الدافع وراء كتابته للكتاب
1- إن الصعوبات التي تواجه المتداول المبتدئ، لا تحل بواسطة دراسة أو تحليل السوق بصورة أكبر وأعمق .
يتم التغلب على هذه الصعوبات من خلال عقل المتداول ومدى ثباته في المواقف المختلفة التي يواجهها .
يتعلق الأمر ببناء تفكير سليم في عقل المتداول المبتدئ، وهو تفكير يستند إلى الاحتمالات، حيث لا يكون الربح هو الطريق الوحيد، بل يمكن أن يتبعه الخسارة، وهي شيء وارد ومحتمل، ولا يعني الفشل بالضرورة. وهناك العديد من الطرق للخروج من المأزق، وليس هناك طريق واحد فقط .
يجب وضع المتداول على الطريق الصحيح للتفكير في الاحتمالات المتاحة، حيث يمكن للمتداول أن يخدع نفسه بأنه يضع العديد من الاحتمالات، بينما الواقع يختلف .
يهدف الهدف إلى دمج تفكير المتداول العقلي والتفكير الوظيفي ومساعدته على النجاح في ربطهما .