عادات وتقاليد الزواج في الجزائر
العادات والتقاليد هي ما يميز الشعوب المختلفة من بلد إلى آخر، وتشمل العادات جوانب الحياة المختلفة، سواء كانت العادات المتعلقة باللباس أو الأكل أو الطقوس والمهرجانات، والعرب يتميزون منذ القدم بعادات وتقاليد مختلفة عن الشعوب الأخرى، وهذا يميزهم في العديد من الأمور بعيدا عن العادات والتقاليد الغربية التي تختلف مع نمط حياة الغرب .
على الرغم من أن الدول العربية تجمعها عادات وتقاليد محافظة، إلا أن كل دولة تختلف عن الأخرى في بعض العادات والأنماط الخاصة بها، وخاصة الدول المغاربية التي تمتلك عادات مختلفة إلى حد ما عن الدول الخليجية بما في ذلك طريقة اللباس والمأكولات والاحتفالات. وعلى الرغم من ذلك، تتشابه الدول العربية جميعا في محافظتها وتمسكها بالدين الإسلامي الذي يجمعها جميعا. ومن بين هذه العادات والتقاليد هي عادات وتقاليد الزواج في الوطن العربي التي تختلف من منطقة لأخرى، واليوم سنأخذ الجزائر كأحد المناطق العربية كمثال .
الزواج في الجزائر
تبدأ عادات وتقاليد الزواج في الجزائر بالخطبة اولا ، الخطبة تتم بطريقة تقليدية كما نعرفها من خلال زيارة العريس واهله الى منزل العروس لطلب يدها من والدها او من ينوب عنه ، في هذا اليوم يتم الحديث بين العروس والعريس للتعارف ومعرفة كل منهما للاخر و ماهي مواصفاته ، في حال تم الاتفاق بينهما تتم الخطبة ويتم اعلان الخطبة بشكل رسمي ، ثم بعد ذلك يقام حفل صغير للارتداء الدبل وهنا يصبحان العريس والعروسان مخطوبان رسميا
بعد ذلك يتم التجهيز للزواج من خلال شراء ما تحتاجه العروس من ملابسها وامورها الاخرى التي تحتاجها لبدء حياة جديدة مختلفة عن الحياة السابقة ، في فترة زمنية سابقة في الجزائر كانت العروس تشتري احتياجاتها قبل حفل الخطوبة اما في الوقت الحالي فان هذه الامور تتم بعد حفل الخطوبة ، كما يعمل العريس مع العروسة على اختيار اثاث منزلهما وتجهيز المنزل من كل احتياجاته
تحضير الحلويات
بعد ان يتم الانتهاء من تجهيز احتياجات العروس من ملابس وامورها الاخرى ، وعندما يقرب موعد الزفاف يتم الاتجاه الى امر اخر وهو الحلويات وهي من الامور المهمة جدا في العادات والتقاليد الجزائرية ، حيث يقوم اهالي العروس برفقتها في تحضير الحلويات ومن الحلويات المعروفة في الجزائر السكندرانيات ومقروط اللوز والعرايش والمشوك وكل عائلة تحاول تقديم طبق الحلويات بتفنن في التشكيل والاطباق والتزيين لتقديمها للضيوف باحسن حال
حفلة العروس
من الصباح الباكر تستقيظ العروس للذهاب لتصفيف شعرها اما اهالي البيت فيعدون وجبة الافطار التي تحتوي على اللحم الحلو و شربة الفريك وطاجين الزيتون والدولمة والكبد المشرملة هذه الاكلات جميعا معروفة بالاطباق الجزائرية التقليدية . تعود العروس الى البيت للتناول الغداء وتستعد لما يسمى بالتصديرة
التصديرة
يعني المصطلح “التصديرة” في اللهجة الجزائرية عرض الأزياء الذي تقدمه العروس أمام الحضور، حيث ترتدي العروس في كل مرة فستانًا محددًا ويتم تشغيل بوصلات غنائية تتناسب مع اللباس الذي ترتديه في كل مرة.
في البداية، ترتدي العروس تاجا أبيض مطرزا بالورود وفستانا أبيض مطرزا بنقوش هندسية، ثم تجلس على الأريكة بين النساء في الحفل وتبدأ الاحتفالات بأغاني ورقصات النساء. ثم تغير العروس الفستان وترتدي فستانا آخر، وتقوم الموسيقى بتشغيل أغاني مناسبة للفستان الجديد، وهكذا حتى ترتدي ثوب الزفاف الأبيض. عادة ما يقوم العريس برقصة مع العروس، ويتميز بعض المناطق في الجزائر بأن العروس تقوم برمي الحلوى والفستق على الحضور كعربون على سعادتها .
حنة العريس
يقيم العريس أيضًا احتفالية يسمونها “الحنة”، حيث يحتفل مع أصدقائه وعائلته، ويقوم الأصدقاء بوضع الحنة على أطراف أصابعهم، ويتم الاحتفال على وقع الموسيقى وتناول وجبة الكجماعي باللحم، ويستمر الاحتفال والرقص حتى منتصف الليل.
موكب الزفاف
بعد انتهاء العرس في بيت اهل العروس يتم انتقالها في موكب كبير بالسيارات المزينة الى بيت زوجها وتدخل برجلها اليمنى وتتناول كأس من الحليب والتمر ،وهذا لبداية عشرة طيبها بينها وبين اهل زوجها ، ثم بعد ذلك يتم الانتقال الى التصديرة مرة اخرى في بيت زوجها ويتم احيانا مرافقتها بعروسات حديثات الزواج ويرتدين الفساتين والمجوهرات ، بعد انتهاء هذه المراسيم ياخذ العريس زوجته في جولة يرافقها الكثير من السيارات وتنتهي هذه الجولة الى بيته الجديد او الفندق الذي سيقيمان فيه العريسان اول ليلة لتبدأ حياة جديدة.
