الدكتور جوزيف مينغلي الملقب بملاك الموت
جوزيف مينيغلي” هو طبيب بشري ألماني (1911-1979)، وكان عضوا في منظمة “ستاهلهم” التابعة للمعسكر النازي. حصل على وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الإنسان والطب البشري من جامعة ميونخ. وقد سحبت الجامعة درجة الدكتوراه منه في عام 1965 بسبب ممارسته الطبية الشاذة والغير إنسانية التي كانت تصل إلى حد الموت. اضطر إلى الهروب وعاش في الخفاء لمدة 35 عاما حتى وفاته بالغرق.
حياته ونشأته :
ولد جوزيف في مارس 1911م في ألمانيا، لأب ذو مكانة مرموقة وعالية وهو كارل منغيلي، عاش طفولة هادئة حتى يصل إلى الثانوية العامة، والتي بمجرد الانتهاء منها قرر الانتقال إلى ميونخ والدراسة هناك في جامعة ميونخ، قرر جوزيف دراسة الطب وعلم الإنسان، حتى حصل على الدكتوراه في علم الإنسان عام 1935م ، وفي عام 1938م حصل على دكتوراه أخرى في الطب.
عندما كان مينغيلي في العشرينات من عمره ويدرس في الجامعة، قرر الانضمام إلى إحدى منظمات الجيش التابعة للحزب النازي التي تدعى `ستاهلهم`. لم يتم قبوله فيها حتى عام 1938م. بعد ذلك، قرر جوزيف الزواج من إيرين شوينباين في عام 1939م. حصل على العديد من الترقيات أثناء خدمته في الجيش وتم ترقيته إلى رتبة كابتن، وفي عام 1942م حصل على وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى.
جوزيف مينغيلي الطبيب النازي :
في عام 1943م تم انضمام جوزيف إلى المعسكر الطبي النازي، وفي نفس العام أصبح المدير الطبي لمخيم الغجر، التابع لمخيم أوشفتز ومن هنا أصبح الطبيب جوزيف طبيب سيء السمعة وتم إطلاق لقب ملاك الموت عليه، حيث كان يذهب كل يوم إلى المخيم ليقوم فرز السجناء ويقرر من منهم لائق للعمل ومن منهم سوف يتم إعدامه بالغاز.
قام جوزيف بتجاربه في علم الوراثة على السجناء في مخيم أوشفيتز، حيث كان يمارس أفعالا وحشية، بما في ذلك بتر أيديهم أو أرجلهم أو حقن العيون بالمواد الكيميائية، وكان يجري تجارب خاصة على النساء ويخدعهن، ويسبب لهن العقم ويصعقهن بالكهرباء حتى يموت أغلب ضحاياه، كما قتل الكثيرين منهم ليقوم بتشريحهم ورؤية نتائج تجاربه.
اكتسب جوزيف سمعة سيئة في المخيم، مما جعل الجميع ينفرون منه. لجأ إلى وسيلة إغراء السجناء، حيث يتم معاملة السجين الذي يوافق على العلاج مع الطبيب جوزيف بطريقة أفضل، ويحصل على مسكن وطعام وملبس أفضل من بقية السجناء، مما جعل الكثيرين يوافقون على إجراء التجارب عليه.
الهروب بعد الحرب :
في عام 1945م استطاع منغيلي الهرب وتم القبض عليه من قبل قوات الحلفاء إلا أنهم سرعان ما تركوه بدون معرفة هويته الحقيقية، اتجه جوزيف إلى الأرجنتين في عام 1949 م، كثرت الخلافات بين جوزيف وزوجته حتى حدث الطلاق، ليتركها ويعيش وحيداً لفترة ثم يتزوج بعدها أرملة أخيه في عام 1958م.
وفاته :
استطاع جوزيف الهروب والتخفي من الأعداء لمدة 35 عام، لم يستطيع أحد خلالها التعرف على شخصيته نتيجة استخدامه أسماء مستعارة، إلا أن النهاية كانت الموت غرقاً في البرازيل في عام 1979م بعد ان أصيب بسكتة دماغية أثناء ممارسته السباحة، بعد وفاته تم التعرف على هويته من خلال اختبار الحمض النووي DNA الذي أكد أنه جوزيف منغيلي صاحب التجارب اللاإنسانية والتي لا تمت لعالم الطب البشري بأي صلة، فقد استطاع جوزيف من خلال هذه التجارب التنفيس عن رغباته واتجاهاته النازية التي كانت تعامل السجناء والأعداء في فئة أقل من الجنس البشري.