حقائق عن الفكر الصهيوني المسيحي
هي مجموعة مسيحية من أصل بروتستانتي تؤمن بأن دولة إسرائيل يجب أن تقام على الأراضي الفلسطينية، لأن ذلك وفقا للكتاب المقدس يساعد في ظهور المسيح عيسى عليه السلام مرة أخرى وعودته كملك منتصر، وتؤمن هذه المجموعة بأنه يجب الدفاع عن الشعب اليهودي والدولة العبرية ومواجهة أي نقد أو معارضة لها في الولايات المتحدة الأمريكية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، وتشكل هذه المجموعة جزءا هاما من اللوبي الإسرائيلي.
الفكر اللاهوتي التقليدي:
يتم تقسيم العلاقة بين الله والبشر في اللاهوت إلى سبعة تقسيمات أو امتحانات يخضع لها البشر لاختبار الطاعة والولاء. ويصف أحد المفكرين في هذا المجال، الذي يدعى “سكوفيلد”، الحقبة الحالية كالحقبة السادسة والتي تسمى “دور الكنيسة والنعمة”، والحقبة التالية هي الحقبة السابعة والأخيرة وتسمى “رجوع المسيح للأرض.” وبالنسبة للمسيحيين التقليديين، تشكل المسيحية وارثا للوعود الإسرائيلية، وتسعى إلى الوصول إلى أورشليم السماوية وهي “أرض الموعد للمسيحيين”، ولا علاقة لها بدولة إسرائيل في الأرض.
الفكر اللاهوتي عند الصهيو مسيحية :
في حين يرى الصهاينة المسيحيين على نقيض تام ممن يفصلون بين الشعب اليهودي على الأرض وشعب الله في السماء، حيث يرون بأن الشعب اليهودي لديه حقوق في أراضي فلسطين عبر التاريخ وفقا للكتاب المقدس، وقد تحققت إحدى نبوءاته في القرن التاسع عشر والقرن العشرين عندما عاد شعب الله وهم الإسرائيليون إلى أرضهم. كما يرون أن المسيحية ليست بديلا لليهودية أو خلفا لها، بل هي مكملة لها، تهدف إلى استعادة ما فقدته اليهودية. ويعتقدون أيضا أن تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 كانت الخطوة الأولى نحو عودة المسيح للعالم مرة أخرى، حيث سيخوض حربا شرسة ضد قوى الشر الموجودة على الأرض، والتي يطلقون عليها “هرمجدون.” وخلال هذه الحرب، سيقتل ثلثي الإسرائيليين على الأرض، ويبقى الثلث الأخير الذي يعتنق المسيحية بعد انتصار المسيح في المعركة، حيث سيصبح المسيح ملكا لألف سنة بعد ذلك.
الأصل التاريخي للفكر الصهيوني المسيحي :
يعود أصل هذا المذهب المعروف بـ `الصهيونية المسيحية` إلى القرن التاسع عشر، واستمد جذوره من تيار ديني قديم يرجع إلى القرون الأولى المسيحية ويسمى `الألفية`. تكون هذه الحركة (الألفية) من مجموعة من المسيحيين ذوي أصول عبرية الذين حافظوا على ديانتهم القديمة، والتي تعتمد على تفسير حرفي للكتاب المقدس وبخاصة سفر الرؤيا للقديس يوحنا، الذي يتحدث عن عودة المسيح للحكم على الأرض مع الملائكة والقديسين لمدة ألف عام، ولذلك سميت هذه الحركة `الألفية`.
الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية :
في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حققت أفكار المذهب التدبيري شهرة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل جهود مجموعة من اللاهوتيين البروتستانت. وفي عام 1948، عندما تأسست دولة إسرائيل، زاد أتباع هذا المذهب الأمل في تحقيق كل نبوءاتهم المتعلقة بأرض الميعاد. واعتبروا حرب 1967 إحدى المعجزات الإلهية التي تحققت على الأرض، حيث تصدت إسرائيل وحدها لمجموعة من الجيوش العربية، مما ساعد في تعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وبخاصة القدس الشرقية.
ويعد عام 1979 حدثًا استثنائيًا في تاريخ الصهيونية المسيحية حيث استطاع القس جاليري فالويل إنشاء منظمة الأغلبية الأخلاقية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم مجموعة من السياسيين أصحاب توجهات محافظة والتي بلغ عدد أعضائها ستة ملايين عضو في ذلك الوقت مما جعل هذه المنظمة كتلة انتخابية قوية ومؤثرة في نجاح أي مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد أحد المبادئ الأربعة التأسيسية لهذه المنظمة هو دعم إسرائيل والشعب اليهودي في كل مكان، والذي لا يقتصر على الدعم المعنوي فقط بل والدعم المالي أيضًا، وهو ما يفسر دعم الولايات المتحدة الأمريكية للانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.