معنى مقولة ” يداك أوكتا وفوك نفخ “
تحكي القصة عن أربعة أصدقاء واجهوا مأزقا خطيرا عندما أرادوا عبور الماء للوصول إلى الجزيرة دون أن يكون لديهم أي وسيلة للعبور، وبعد أن حاصرتهم الحيرة لفترة من الزمن، جاءت فكرة لأحدهم تسمح لهم بعبور الماء بأمان، وهي ملء قربة الماء بالهواء وإحكام إغلاقها، وأثناء تنفيذ الفكرة وعبورهم النهر، انفكت قربة أحدهم ونفدت منها الهواء، فقال الثاني له: `إن عملية نفخ القربة غير كافية إذا لم تحكم ربطها`، وهذا يعني أنه إذا لم تقم بربط القربة بإحكام، ستتحمل النتيجة وحدك.
الذهاب إلى الجزيرة :
أراد أربعة من الأصدقاء الذهاب في رحلة إلى الجزيرة لزيارة بعض الأصدقاء، ولكن الماء منعهم من الوصول إلى الجزيرة، ولم يكن لديهم أي وسيلة أخرى لعبور الماء. وعندما فقدوا الأمل، نظروا إلى الجزيرة وتخيلوا المتعة التي سيحصلون عليها عند وصولهم. ففي الجزيرة، تقام الاحتفالات والسهرات وحفلات السمر التي لا تنتهي، وأصدقاؤهم هناك سوف يرحبون بهم ويقدمون لهم الطعام والشراب والمتعة.
إحباط وملل :
أصاب الأصدقاء الأربعة الإحباط و الملل من طول التفكير وعدم وجود أي حل لعبور الماء فقرروا المبيت على الشاطئ حتى يأتي الصباح لعلهم يجدوا وسيلة تجعلهم يعبرون المياه، أشعل أحدهم النيران وجلسوا حولها يتسامرون ويفكرون في أي حيلة لعبور المياه، وجلس كل واحد منهم يفكر في طريقة إلا أن الباقيين يجدونها غير مجدية فلا يوافقون عليها وظلوا هكذا حتى اقترب الفجر.
فكرة مذهلة لعبور الماء :
: “كان كل واحد من الأصدقاء الأربعة يحمل قربة الماء الخاصة به والتي تحتفظ بالماء له وتحميه من العطش طوال رحلته، وأثناء جلوس الأربعة أمام النيران المشتعلة، شعر أحدهم بالعطش وعندما حاول الشرب من فم القربة، وجدها فارغة تماما، فطلب من أصدقائه أن يعيره أحدهم قربته ليشرب منها، وحين سمع أحدهم طلب الشخص الذي لديه القربة الفارغة، أتته فكرة مدهشة وهنا بدأ يرقص بحماس وصاحبيه في حالة من الدهشة من ما يحدث، فما هو المثير في طلب أحدهم شرب الماء.
عبور الماء باستخدام القربة :
ظن الأصدقاء أن صاحبهم قد جن وجعلوا ينظرون له في تعجب وأخيرًا نطق احدهم، أخبرنا ما هو المفرح في الأمر وما الذي يجعلك ترقص بهذا الشكل، جلس صاحبهم وما أن هدأ حتى أخبرهم أن طلب صديقه أوحى له بفكرة مذهلة تجعلهم يعبرون الماء بطريقة آمنة على حياتهم، فقالوا له : أخبرنا سريعًا ما هي هذه الفكرة، فقال لهم : كل منا يفرغ قربته من الماء وينفخ فيها حتى يملئها بالهواء ثم يحكم “أوكتها” أي قفلها حتى لا يخرج الهواء منها.
يداك أوكتا وفوك نفخ :
وبالفعل نفذ الجميع الفكرة وبدأوا في تفريغ قربهم وملئها بالهواء وتثبيت ربطها وانطلقوا بها في الماء وفعلا حملتهم القربة وجعلتهم يسبحون بأمان ولكن فجأة صرخ أحدهم قائلا: أنقذوني، فقد انفك رباط قربته وفارغة من الهواء، وهنا نطق أحدهم “يداك أوكتا وفوك نفخ” أي أنك أنت من نفخت الهواء في القربة وأنت من أهملت ربطها بشكل صحيح، فأنت المسؤول إذا عن النتيجة.
العبرة من القصة :
تحمل دائمًا نتيجة أفعالك فأنت وحدك الملام أخيرًا لذلك أحرص على اختيار كل ما هو جيد ومفيد ويساعد في تقدمك في حياتك واترك كل ما هو مضيع للوقت ولا فائدة منه، فلا تضيع حياتك بالسعي وراء أحلام زائفة تكون نتيجتها الفشل في الحياة والإصابة بالإحباط، خطط جيدًا لحياتك وضع قائمة بأولوياتك تحصل على راحة البالوالسعادة، وتستطيع التقدم للأمام بكل مرونة وبدون عوائق لأنك من البداية خططت جيدًا