قصة تيه بني إسرائيل
تيه بني إسرائيل هي إحدى القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وتروي لنا الآيات أحداث خروج سيدنا موسى من مصر، حيث هرب هو وقومه من بطش فرعون واتجهوا إلى أرض الشام. وعندما أخبر موسى بني إسرائيل بأنهم يجب أن يجاهدوا في سبيل الله لدخول أرض الكنعانيين، رفضوا جميعا ما عدا رجلين، ودعوا الناس لطاعة موسى، لكنهم أصروا على الرفض والاستهزاء من موسى، حيث قالوا له: “اذهب أنت وربك فقاتلا، إننا ههنا قاعدون”. فعاقبهم الله بالتيه في الأرض لمدة أربعين عاما لعصيانهم نبيهم موسى.
بداية القصة الهروب من مصر :
تبدأ القصة بعد خروج موسى من مصر ونجاته هو ومن آمن معه من السحرة من فرعون وحدوث معجزة انشقاق البحر وغرق فرعون هو ومن معه، اتجه موسى بقومه إلى أرض الشام بحثًا عن مكان يؤويهم بعيدًا عن قومهم الذين حاربوهم، وفي الطريق إلى الشام قبل أن يصل موسى إلى أرض الكنعانيين “فلسطين” وكانوا قومًا شداد جبابرة، أمر موسى قومه بالاستعداد للجهاد وللقاء الكنعانيين في سبيل الله، ثم قسم قومه إلى اثنى عشر فرقة واختار منهم اثنى عشر نقيبًا عليهم، أمر موسى النقباء أن يتقدموه إلى هناك في استطلاع لأحوال الناس هناك ومعرفة أخبارهم، وبالفعل قام النقباء بالذهاب إلى هناك وعادوا محملين بالأخبار قالوا : إن الأرض المقدسة تدر عسلًا ولبنًا، إلا أن قومها جبارين.
بني إسرائيل تخذل موسى :
حضر القادة محملين بالأخبار وبدأوا في إحباط روح الشعب وإشاعة عجزهم عن مواجهة الكنعانيين، باستثناء رجلين منهم اللذين استمروا في تشجيع الناس وحثهم على طاعة نبي الله موسى، ووعدهم بالنصر الذي وعدهم الله، وحثهم على الإخلاص والثبات في مبدأ الجهاد، ولكن على العادة الإسرائيلية، خذلوا نبيهم ورفضوا المشاركة في الجهاد، قائلين: “اذهب أنت وربك للقتال، ونحن سننتظر النتيجة.” فكانت عقوبة الله لهم شديدة بسبب عدم طاعتهم لنبيهم وعدم إيمانهم الكامل وتصديقهم لما وعدهم به.
دعاء موسى على بني إسرائيل :
ثم جاء العقاب بعد أن دعا موسى عليهم وطلب من الله أن يحكم بينه وبينهم، وحدث العقاب عندئذ، وهو أنهم ضلوا في الأرض أربعين سنة دون أن يصل أحد منهم إلى الأرض المقدسة. وكرم الله نبيه موسى بظهور المعجزات على يديه، حيث ظلله هو وهارون بالغمام، وأخرج لهم شعاعا من النور ينير طريقهم في الظلمات وأعطاهم معجزات أخرى ليعزز بها مصداقية موسى ويخفف عنه ما تعرض له من تكذيب وعصيان من قومه.
قصة التيه في القرآن الكريم :
قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة المائة، {وعندما قال موسى للناس يا أيها الناس، اتذكروا نعمة الله عليكم عندما جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وأعطاكم ما لم يعط أحد من العالمين، يا أيها الناس، ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا تتراجعوا فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى، إن فيها قوما جبارين وإنا لندخلها حتى يخرجوا منها، وإذا خرجوا منها فإننا سندخلها. قال رجلان من الذين يخافون أن ينعم الله عليهما، ادخلوا الباب وعندما تدخلونه ستكونون منتصرين واعتمدوا على الله إن كنتم مؤمنين. قالوا يا موسى، إننا لندخلها أبدا ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك وقاتل فإنا هنا جالسون. قال ربي، إنني لا أملك إلا نفسي وأخي، فافصل بيننا وبين القوم الفاسقين. قال إن هؤلاء سيبقون في الأرض محرمين عليهم أربعين سنة، يتجولون فيها، فلا تحزن على القوم الفاسقين} {المائة: 21-26}.