نصائح عملية للأمهات للتغلب على الضغط العصبي
رغم أن الأمومة حلم جميل يسعى إليه الكثير من النساء ويبذلن جهودا كبيرة لتحقيقه، إلا أنها من المهام الصعبة التي يمكن أن تتولاها أي امرأة، فمسؤولية تربية الأبناء تقع على عاتق الأم معظم الوقت وتثقل عليها، وتتحول الأم الجميلة الرقيقة إلى كائن آخر يواجه صراخا ومشاكل ونزاعا طوال اليوم، وفي السطور التالية نقدم نصائح ذهبية لكل أم حول كيفية الوصول للسعادة وتخطي الضغوط النفسية والعصبية، ومن المبادئ الأساسية التي يجب الاتفاق عليها أنه لا يوجد شخص سعيد مائة بالمائة طوال الوقت، وإذا كان هذا هو هدف بعض النساء فإنه هدف غير واقعي تماما، وأن الشخص السعيد هو الذي يواجه المشاكل في بعض الأحيان ويتعامل معها ويواجهها في أوقات أخرى .
ويجب على كل أم أن تنتبه إلى أنها ليست فاشلة كما يدعي البعض، فمهما وضعت الأم من أنظمة وقوانين صارمة يلتزم بها الجميع داخل المنزل، فهناك أمور صغيرة يمكن أن تتسلل خلال تفاصيل الحياة اليومية وتعكر صفوها، ولكن يجب ألا تترك السيدة هذه التفاصيل الصغيرة تفسد عليها يومها، فإن المزاج السلبي للأم ينعكس على باقي أفراد العائلة، وأشارت الأبحاث النفسية الحديثة إلى أن المزاج السيء لأحد أفراد الأسرة ينعكس بشكل واضح على باقي الأفراد .
هناك شيئان أساسيان يجب على الأم التي تسعى للسعادة عدم القيام بهما
ينبغي على المرأة عدم محاولة إنكار حالة الضيق التي تشعر بها، لأن كتم المشاعر السلبية لا يساعد في حل المشكلة بل يجعلها تزداد سوءًا .
ينبغي تجنب الشكوى الزائدة، حيث إن كثرة الشكوى تزيد من التركيز على المشكلات دون حلها، وهذا يعقد الأمور أكثر، لذلك يجب التركيز على حل المشكلات .
وصفة ذهبية للأم التي تسعى للسعادة
يجب على الأم أن تتذكر دائمًا أن حتى الأمهات السعيدات يواجهن بعض المشاكل، ولكن يمكنهن العثور على الطريقة المثالية للتعامل مع تلك المشاكل باستخدام بعض النصائح المفيدة، والتي يمكن تطبيقها جميعًا أو بعضها مع تخصيصها بشكل شخصي لكل سيدة .
1- في لحظة الغضب، يجب على الأم أن تجلس مع نفسها وتفكر بهدوء لحل المشكلة التي تواجهها وتفسد سعادتها، والخطوة الأولى هي تسمية مشاعرها ومعرفة الشعور الحقيقي الذي تمر به. يمكن للأم، على سبيل المثال، أن تقول إنها تشعر بالإرهاق، تشعر بالضيق، تشعر بالملل، تشعر بالضغط النفسي، وهكذا. عندما يتعرض الشخص لضغط نفسي معين، يستيقظ المخ للتفاصيل الصغيرة ويقوم بتفسير التفاصيل المزعجة التي تواجهه الشخص بسرعة أكبر من المعتاد. لذلك، تساعد تقنية تسمية المشاعر في تهدئة المخ وتعزز التفكير بصورة أفضل .
تساعد الكلمات في فصل المشاعر عن الشخص ذاته وتمنحه فرصة للخروج من مشكلته، فعلى سبيل المثال عندما تقول السيدة إنها تشعر بالغضب بدلاً من أن تقول إنها غاضبة، يساعد ذلك في تفسيرها للموقف وفصل شعور الغضب عن ذاتها، وبالتالي تستطيع التغلب على هذا الشعور .
لتمكين الشخص من السيطرة على ردود الأفعال العنيفة في بعض الحالات ، يجب تشتيت انتباهه من خلال القيام بالإجراءات التالية:
1- التنفس لمدة ثلاث ثواني مع عد بعض الأرقام ، يساعد هذا التكنيك في السيطرة على الغضب في لحظاته الأولى .
يتركز التركيز على القيام بتمارين الشهيق والزفير لبضع دقائق، فهذه التمارين تساعد في تشتيت الانتباه والشعور بالهدوء والاسترخاء. كما أنها تعمل على تقليل التوتر وتنظيم ضربات القلب المضطربة، وتحافظ على عدم القيام بردود أفعال غير متحكم بها .
3- عدم الاندفاع بالمشاعر السلبية عندما تواجه الأم مشكلة تتعلق بأطفالها، مثل حدوث أحد الأطفال أخذا للمال دون إعادته، في هذه الحالة يمكن للأم أن تنجرف مع موجة الغضب وتعاقب الطفل الصغير وتفرغ المشاعر السلبية المنبعثة من تلك الحالة، ولكن هذا ليس الحل المثالي للمشكلة، حيث لن يتعلم الطفل الصغير أن تصرفه كان خاطئا ولن يفهم السبب وراء عقابه، وبعد فترة قصيرة لن تكون الأم راضية عن سلوكها تجاه الطفل، لذا يجب التفكير بتأن وعدم تفريغ شحنة الغضب بدون تفكير متأن .
4- تأثير الاحتضان الإيجابي، حيث يساعد احتضان شخص مقرب لمدة لا تقل عن 10 ثوان على تهدئة نوبات الغضب بشكل إيجابي، حيث يعزز إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج بشكل كبير .
تمارس بعض التمارين الرياضية التي تساعد على حركة الجسم، سواء كانت منظمة أو عشوائية، لزيادة إنتاج هرمون الإندورفين الذي يعمل على تخفيف الضغط العصبي والنفسي، مما يؤدي إلى شعور الأم بتحسن المزاج بعد القيام بهذه التمارين الحركية .
أظهرت الأبحاث العلمية أن الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم يعانون من مستويات أقل من الشعور بالضغط والقلق بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من النوم، ولذلك يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم .
7- التغلب على السلبيات بالإيجابيات في كل مرة تواجه الأم أحد المواقف الذي يولد لديها مشاعر سلبية عليها مواجهته بخمس أشياء إيجابية للقضاء على هذه المشاعر السلبية ،مثلاً عندما تغضب من شيء يمكنها إحتضان طفلها الصغير ،أو تناول وجبة محببة إليها أو تغيير مكان إحدى قطع الأثاث و هكذا .
يمكن لأي أم متعبة ومتواجهة بالتوتر والضغط في حياتها أن تجرب هذه النصائح للتخلص من الضغط العصبي والنفسي والتمتع بالسعادة والراحة مع عائلتها .